|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أيّ عَمَل نَقوم به يجب أن يُصَاحبه نية لوجه الله تعالى ، وإلاَّ أصبح لا قيمة له . ما صحة ذلك ؟ السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ...... ما صحة هذا الكلام .......؟ عَلَّمَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأعمال بالنيات ، أي أنّ أيّ عَمَل نَقوم به يجب أن يُصَاحبه نية لوجه الله تعالى ، وإلاَّ أصبح لا قيمة له . فَـ نِـيَّة + عادة = عبادة فجددوا نواياكم إخواني وأخواتي وشاركوا بها معنا ، فالدال على الخير كفاعله . وهذه هي نيتي في هذا العمل . الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ثَبَت في الصحيحين مِن حديث عمر رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ ، وَإِنَّمَا لامْرِئٍ مَا نَوَى ؛ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ . والـنِّـيَّة تَكون رُكْنـًا في العَمَل ، وتَكون شَرْط صِحَّـة ، وتَكون شَرْط كَمَال . ففي الحَجّ والعُمْرَة الـنِّـيَّة رُكْن . وفي كثير مِن العِبَادات كالطهارة والصلاة والصيام تكون الـنِّـيَّة شَرْط صِحَّـة ، أي لا يَصِحّ العَمَل إلاَّ بِها . وفي أداء الزَّكاة – ومثلها أداء الدَّين – تكون الـنِّـيَّة شَرْط كَمَال . أي من أُخِذَتْ مِنه الزَّكاة بَرئت ذِمّته ، ولو لَم يَنوِ أداء الزَّكاة ، ومثله من أدَّى دينا عليه أو على غيره ، تحقق المقصود ولو لم تُوجَد الـنِّـيَّة ، إلاَّ أن احتِساب ذلك يُحقق تَرتّب الأجر على ذلك العَمَل . كَمَا أنه ليس كُلّ عَمَل تُوجَد فيه الـنِّـيَّة يُؤجر صاحِبه ، فلو تَقَرَّب إلى الله بغير ما شَرَع لم يترتّب عليه الأجر ولو وُجِدت الـنِّـيَّة . وذلك لأنّ شَرْط قبول العَمَل : الإخْلاص لله ، والْمُتَابَعَة لِرَسُوله صلى الله عليه وسلم . قال ابن القيم رحمه الله : لَو نَفَع العِلْم بِلا عَمَل لَمَا ذَمّ الله سبحانه أحْبَار أهل الكِتاب ، ولو نَفَع العَمَل بِلا إخْلاص لَمَا ذَمّ الْمُنَافِقِين . اهـ . أقول : ولو نَفَع العَمَل بِلا مُتابَعة للنبي صلى الله عليه وسلم لَمَا ذَمّ الله أصحاب الوُجُوه الخاشِعة فلا بُـدّ من اجتِماع الأمرين في العَمَل : الإخْلاص والْمُتَابَعَة . قال تعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) . قال الفضيل بن عياض في هذه الآية : أخْلَصُه وأصْوَبه ، فإنه إذا كان خَالِصا و لم يكن صَوابا لَم يُقْبَل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خَالِصا لم يقبل حتى يكون خَالِصا ، والْخَالِص إذا كان لله ، والصَّوَاب إذا كان على السُّـنَّة . ولا تَكْفي الـنِّـيَّـة وَحْدها دون العَمَل ؛ إلاَّ في حال عدم الاستطاعة على أداء العمل . كمَا أنه لا بُـدّ مع الـنِّـيَّـة مِن إحْسَان العَمَل ؛ ليَكون مَقْبُولا عند الله . وفي الحديث : إن الرجل ليصلي سِتِّين سَنة ومَا تُقبل له صلاة ؛ لعله يُتمّ الركوع ولا يُتمّ السجود ، ويُتمّ السجود ولا يُتمّ الركوع . ولا شَكّ أنَّ صَلاح الـنِّـيَّـة في الأعمَال الدنيوية واحتِسَاب الأجْر فيها مما يُؤجَر عليه الْمُسْلِم عدا ما جاء استثناؤه . وفي خَبَر أبي موسى رضي الله عنه مَع مُعاذ رضي الله عنه : فَقَالَ مُعَاذ لأَبِي مُوسَى : كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ قَالَ : قَائِمًا وَقَاعِدًا وَعَلَى رَاحِلَتِي ، وَأَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا . قَال مُعاذ : أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي . رواه البخاري ومسلم . ولا يَجوز التَّلَفُّظ بالـنِّـيَّـة ؛ لأنَّ الـنِّـيَّـة مَحَلّها القَلْب ، ولأنَّ التَّلَفُّظ بها أمْـرٌ مُحْدَث ، ولا يُتقرَّب إلى الله إلاَّ بِمَا شَرَع . ولِذا لَمَّا سَِمع ابنُ عُمر رَجُلاً يَقُول عِند إحْرَامِه : اللهم إني أريد الحج والعمرة . فقال له : أتُـعَلِّم الناس ؟! أوَ ليس الله يَعْلَم مَا في نَفْسِك ؟ فلا يَقول مَن يُريد عَملا مِن الأعمال : نَوَيْتُ كذا ، ولا أنوي كذا . لأن هذا من البِدَع الْمُحْدَثَة لا في صَلاة ، ولا في طهارة ، ولا في صيام ولا في حَجّ . و الـنِّـيَّـة عَمَل قَلْبي وليستْ من أعمال الجوارِح حتى تظهر عليها . وتَعاهُد الـنِّـيَّـة أمْر مُطلوب . قال سُفيان الثوري : ما عَالَجْتُ شيئا أشَدّ عليّ مِن نِيَّتِي ؛ لأنها تَتَقَلّب عَليّ . وقال يوسف بن أسباط : تخليص النية مِن فَسادها أشد على العَامِلين مِن طُول الاجتهاد . وقيل لنافع بن جبير : ألا تشهد الجنازة ؟ قال : كَمَا أنْتَ حتى أنْوِي . قال : فَفَكَّر هُنَيْهَة ، ثم قال : امْضِ ! أي أنه لَم تَكُن له نِيَّـة لِشُهُود الجنازة . وقال مطرف بن عبد الله : صلاح القلب بِصَلاح العَمَل ، وصَلاح العَمَل بِصَلاح النِّـيَّة . والله تعالى أعلم . فضيلة الشيخ / عبد الرحمن السحيم شبكة مشكاة الإسلامية
__________________
اللهم ارحم امي و اغفر لها و ادخلها الجنة اللهم ارحمها واعفو عنها اللهم اغسلها بالماء والثلج والبرد اللهم جازها بالحسنات احسانا وبالسيئات مغفرة وعفوا ورحمة اللهم اجعل مثواها الجنة وموتى المسلمين جميعا يارب العالمين من قرا هدا الدعاء يؤمن عليه جزاكم الله خيرا |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |