|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() "يرد التفاعل للمشاركة فلا يصح مجيء الفعل منه إلا من اثنين فأكثر، تقول: تجاور خالد وعلي، وتخاصم سعيد وصالح، وتشارك الأخوة، وتصاحب الأصدقاء في السفر. فلا يصح الاكتفاء بقولك: تجاور خالد، وتخاصم سعيد.
ويرد التفاعل لغير المشاركة فيأتي من واحد فيكون له أكثر من دلالة؛ فهو يفيد المطاوعة حينًا، والمطاوعة قبول أثر الفعل، تقول باعدته فتباعد ونثرته فتناثر. وقد يظهر التفاعل ما ليس واقعًا تقول: تجاهل وتغافل أي أظهر الجهل والغفلة من نفسه، وهما منتفيان لديه. ومن ذلك تحالمت إذا أظهرت الحِلْم ولست كذلك، على حين تقول: تحلَّمت إذا التمست أن تصير حليمًا (أدب الكاتب لابن قتيبة / 35). وقد جاء في كلام الجاحظ (تحاذق) ذكره في رسائله في ذم أخلاق الكتاب، ومعناه: أظهر الحذق. فإذا صح هذا كان ذلك قياسًا فيه، إذ خلت المعاجم منه، وصح بذلك قولك (تعالم) إذا أظهر العِلم. ويفيد التفاعل وقوع الحدث تدريجًا كتفاقم الأمر، وتواردت الإبل. وهكذا تزايد وتنامى وتكاثر وتعاظم وترادف وتقادم وتهاوى وتواتر وترامى وتراخى وتسارع وتهافت، وتساقط إذا سقط قطعة قطعة. وقد قاس عليه المتنبي فقال: (تفاوح المسك) أي فاح حينًا بعد حين وشيئًا بعد شيء. قال المتنبي: تفاوح مسك الغانيات ورنده* إذا سارت الأحداج فوق نباته والأحداج مراكب النساء، والرند نبات طيب الرائحة. وليس في اللغة (تفاوح)، وإنما تخيَّرها المتنبي فجادت بها قريحته عفو الخاطر حين ألهمته بها الحاجة إلى إحكام الأداء، إذ تمثل المسك تتناثر رائحته حينًا بعد حين. قال ابن سنان الخفاجي (سر الفصاحة /62): "فإن تفاوح كلمة في غاية الحُسن، وقد قيل: إن أبا الطيب أول من نطق بها على هذا المثال، وإن وزير كافور الأخشيدي سمع شاعرًا نظمها بعد أبي الطيب فقال: أخذتموها ...". وقد يفيد مجرد وقوع الحدث كتخاطأ بمعنى أخطأ، وهكذا جاوز الشيء إلى غيرهِ وتجاوزه بمعنى، كما في مختار الصحاح. وقد يفيد طلب الفعل كقولك: تقاضاه الدين- إذا طالبه بقضائه، وتحاكم القوم إلى فلان- إذا طالبوه أن يحكم بينهم. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |