الموت حق

المسلمة الملتزمة · #1 18-06-2010, 02:22 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

(كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلامتاع الغرور))

((قل ان الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ))

((وأينما تكونو يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ))

ان الموت امر لايتطرق اليه شك انه امر مسلم به حيث انه من الامور المحسوسة المشهورة ومع هذا فأن اكثر الناس عنه لغافلون .

وروى ابن ابي الدنيا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ))اكثرو من ذكر الموت فأنه يمحص الذنوب ويزهد في الدنيا )).
وقال صلى الله عليه وسلم : ((اكثرو ذكر هادم اللذات ))رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه .
قال تعالى : ((وتزودوا فأن خير الزاد التقوى واتقون يا اولي الالباب )).
ارأيتم اخوتي لو ان انسانا اراد ان يسافر سفرا طويلاً الا يتأهب له ؟ويحمل معه الزاد الكافي مخافة أن يجوع على الطريق ؟
وان سفرنا الى الاخرة طويل نحتاج فيه الى زاد وزادنا في هذا السفر تقوى الله سبحانه وتعالى فمن تزود بها نجا وقطع الطريق بسلام ومن لم يتزود فقد خاب وخسر فالسعيد من تزود به والشقي من من اغتر في الدنيا وانهمك فيها وانغمس في الشهوات ووافاه الاجل وادركته المنية وهو على المعصية مصر وللطاعة تارك وفي مثل هذا قال تعالى :
((حتى اذا جاء احد هم الموت قال رب ارجعون *لعلي اعمل صالحاً فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون ))

وقال تعالى : (( يا أيها الذين آمنو لاتلهكم أموالكم ولا أولادكمُ عن ذِكرِالله ومَن يفعلُ ذلك فأولئك هم الخاسرون *وانفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربي لو لا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين * ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء اجلها والله خبير بما تعملون ))

وروى احمد والبيهقي والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((اغتنم خمساً قبل خمس :حياتك قبل موتك ,وصحتك قبل سقمك , وفراغك قبل شغلك , وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك )) .
فأعلمو اخوتي نبهني واياكم الله من رقدة الغافلين أن لكل انسان اجله الذي قدره الله عليه في سابق علمه الازلي فلا يتقدمه لحظة ولا يؤخره .
قال تعالى ((فإذا جاء احدكم الموت لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون )).
وأن لكل انسان اجل مبهم فلا يعلم متى يأتيه الموت .
ولربما جاء الموت على حين غفلة من غير نذير وهو يؤمل في الحياة آمالا بعيدة فلا تغتر بشبابك وتظن أنه لايموت الا الشيخ فكم مات من شباب في ربيع اعمارهم يأملون يخططون يحلمون كم من شاب اتى اجله يوم زفافه وكم مات من شيوخ كهول كانو اطول منك آمالاً في الحياة وأشد حرصاً منك على الحياة الدنيا فكم من بان لم يسكن
وكم من زارع لم يأكل وكم من خاطب لم يتزوج وكم من مؤلف لم يتم .
فتنبته يا أخي واياي من غفلتك واستيقظ من نومك واعلم انه لابد من اليوم الذي يلقاك فيه على فراش المنية وأنت تجود بالروح والاهل و الاحباب من حولك يخاطبونك لاتجيب
بل انت مشغول عنهم بما انت فيه من شدة الموت وسكراته وتدور عيناك تنظر إليهم نظرة المستغيث وهم يخاطبونك : يا فلان هذا ولدك من حولك وهذا اخوك وهذا صديقك وكأن في أذنيك وقراً فلا تملك الا ان تنظر اليهم نظرة المودع الأسف على مافاته وما فرط في جنب الله فلا ولد يرد روحك ولا اخ ولا ام ولا اب ولا صديق ولامال جمعته وتعبت في الحصول عليه واسمع قوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم

((فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون * ونحن اقرب إليه منكم ولكن لاتبصرون * فلولا أن كنتم غير مدينين * ترجعونها أن كنتم صادقين * فأما إن كان من المقربين * فروح وريحان وجنة نعيم * وأما إن كان

من اصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين * وأما إن كان

من المكذبين الضالين * فنزلٌ من حميم *وتصلية جحيم * إن هذا لهو الحق اليقين *فسبح باسم ربك العظيم *))

·

وقال تعالى : (( كلا إذا بلغت التراقي *وقيل من راق * وظن أنه الفراق *والتفت الساق بالساق * الى ربك يو مئذ المساق )).

تكون الروح سلبت منه ومن حوله يقول :من يرقيه احضروا الطبيب .اسعفوه ولكن انى للطبيب ان يدفع عنه الموت .ولو كان يستطيع ان يدفع الموت عن احد
لدفعه عن نفسه لكن الطبيب لايملك الا ان يراه ويقول لاهله : أريحوه .أو يقول :
خلفكم بالله البقاء في حياتكم وبعدذ لك يهيأ النعش ويتجهز للمسير إلى الله لا يحمل شيء من الدنيا كيوم ولدته امه عارياً الا انه مستور بالكفن وصدق الله اذ يقول
((لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم مو عداً ))
وأذا به قد ترك الاولاد والاهل والمال وكان شديد الحرص عليه ولكنه بعد ذلك اصبح ملكاً للورثة .
لما حضر ابا بكر رضي الله عنه الوفاة , كانت عائشة رضي الله عنها قائمة عند رأسه ,فنظرت اليه وأذا بروحه تحشرج ((أي تتردد في صدره ولها صوت يعني تقرقع )). في صدره فتمثلت ببيت من الشعر وقالت :
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى
إذا حشرجت يوماً وضاق لها الصدر .
فنظر اليها رضي الله عنه وقال : يا بنيتي لاتقولي شعراً ولكن قولي :
((جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ))
رضي الله عنك ياابا بكر وانت في آخر رمق في الحياة وفي شدة الموت وسكراته متذكر لكتاب الله مستحضر لآياته , كيف لا وهو يجري فيه مجرى الدم في العروق .
واعلمو لو أنه لو نجا احد من الموت لنجا سيد المرسلين وأشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الاولين والاخرين وحبيب رب العالمين .
وقال تعالى : ((وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ))
وقال تعالى : ((إنك ميت وإنهم ميتون ))