دور الإيمان والعبادات في التربية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 141 - عددالزوار : 66215 )           »          مَحْظوراتِ الْإِحْرامِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 16 )           »          اغتنام وقت السحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الملل آفة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 10 )           »          الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 11 )           »          عظمة الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          في انتظار الفرج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رمضان شهر الرحمات وشهر البطولات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          المرأة في أوروبا القديمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          فقه بناء الأمم والحضارات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-07-2021, 03:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,460
الدولة : Egypt
افتراضي دور الإيمان والعبادات في التربية

دور الإيمان والعبادات في التربية
عبدالله بن محمد الإسماعيل






الحجر الأساس لنظام الإسلام كله هو الإيمان بأركانه التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي سلسلة لا ينفكُّ بعضها عن بعض، ولا تصلح حلقة منها دون سائر الحلقات، وأنها كلٌّ لا يتجزأ ولا يجوز إنكار أي جزء منها، والإيمان هو العقيدة.


وأما العبادة في الإسلام فشأنُها كبير؛ لأنها تؤكِّد إقرار المرء إقرارًا كاملاً بقلبِه ولسانه وجوارحه، وخضوعه خضوعًا مطلقًا، لله الخالق الواحد القهار، وهي غاية الخلق كما قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، والعبودية الحقة لله - عزَّ وجلَّ - تكون شاملة بما افترضه الله سبحانه على عباده من الفرائض والطاعات والواجبات، والغرض من العبادة تطهير النفس واجتلاب صحَّتها ليُحقِّق للإنسان حياة أبدية وسلامة باقية، وطهارة النفس بإزالة رجْسها ونجسها.


وللعبادات تأثير في سلوك المسلم وفي كل حركاته وسكناته، وقوله وعملِه، وسرِّه وعلنِه. واقتصار العبادة على مجرَّد الشعائر التي تؤدَّى في أوقات محدَّدة، وأماكن معينة، يعد مفهومًا ضيقًا للعبادة، فالعبادة في الإسلام شاملة لكل جوانب الحياة؛ لأن الدين كله داخل في العبادة، إذ يتضمن معناه الخضوع والذل لله - عزَّ وجلَّ - والعبادة تقوِّي وتُعزِّز العقيدة الإسلامية في نفس المسلم.


فالإيمان والعقيدة الإسلامية في حياة الإنسان المسلم إذا لم تُترجم إلى سلوك وعمل وطاعة وتعبُّد لا تكتمل دائرتها في نفسه، والإنسان تحصل له الإنسانية بقدر ما تحصل له العبادة التي خلق من أجلها، فمن قام بالعبادة حق القيام فقد استكمل الإنسانية، ومن رفضها فقد انسلخ عن الإنسانية.


فالأصل الأول للتربية الإيمان بالله وعدم الشرك به، وغرس الإيمان في النفس البشرية يكون قبل غرس القيم التربوية الأخرى المحمودة؛ لأن الإيمان بمكان القلب من الجسد، إذا فسد القلب فسد الجسد كله، يقول جندب بن عبدالله رضي الله عنه: "كنَّا معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ونحنُ فتيانٌ حزاورةٌ فتعلَّمنا الإيمانَ قبلَ أن نتعلَّمَ القرآنَ، ثمَّ تعلَّمنا القرآنَ فازددنا بِه إيمانًا"؛ سنن ابن ماجه لأبي عبدالله القزويني، باب: في الإيمان (1 / 23) رقم الحديث: (61).


وللإيمان الكامل آثار تربوية عظيمة في حياة الفرد والمجتمع، فالإيمان هو الذي يُهيئ النفس الإنسانية دائمًا للرِّضا والأمن وللعمل الجاد المُثمِر، وعلى المربِّي المسلم أن يربط كل جوانب التربية بهذا الأصل؛ لما له من أهمية كبرى في حياة الإنسان النفسية، وتوحد نوازعه وتفكيره وأهدافه وتجعل كل عواطفه، وسلوكه وعاداته قوى متضافِرة مُتعاوِنة ترمي كلها إلى تحقيق هدف واحد هو الخضوع لله وحده، والشعور بألوهيته وحاكميته ورحمته وعلمه لما في النفوس وقدرته وسائر صفاته.


والتربية الإيمانية بمفهومها الشامل تركِّز على معرفة الله - عزَّ وجل - وتركِّز على ترجمة هذه المعرفة إلى معان يرسخ مدلولها في القلب، التربية الإيمانية لها جناحان لا تكتمل إلا بهما، وهما: أعمال القلوب وأعمال الجوارح.


والمتأمل في التربية الربانية للجيل الأول يجد أنها كانت تركز على أعمال القلوب، وزيادة الإيمان في القلب قبل تشريع العبادة، فكما قيل بأن الإسلام قد بدأ "مشاعر، ثم شعائر، ثم شرائع"، ثم هي الصلة الدائمة بالله في هذا كله.


وهذه الصلة في الحقيقة هي منهج التربية كله، تتفرع منه جميع التفريعات وتعود في النهاية كلها إليه، وإيجاد الصلة بين القلب البشري وبين الله، الصلة الدائمة التي تدفع القلب إلى الرجوع لله في كل لحظة، واستشارة دستوره في كل أمر، هو القاعدة الرئيسة للتربية الإسلامية، التي بها يتم كل شيء، ومن دونها يُصبح كل شيء خواء، وهذا فارق حاسم بين منهَج التربية الإسلامية ومناهج التربية غير الإسلامية.


وبالتالي فإن التربية الإسلامية يجب أن تُبنى على أساس الإيمان بكل أركان الدين إيمانًا واضحًا متميزًا، وكل تربية تُهمل ركنًا من أركان الإيمان تصبح تربية ناقصة شوهاء، لا فائدة منها؛ إذ كيف يعمل بتعاليم القرآن من لا يؤمن بمن أنزل القرآن، وكيف يؤمن بالقرآن من لا يؤمن بالملائكة؟! وقسْ على هذا.


والإيمان بالله هو الموجِّه للسُّلوك والضابط له والمتصل اتصالاً وثيقًا بالأعمال الصادرة من الإنسان، فإن التربية الإسلامية تربط دائمًا بين العمل والسلوك، وهناك آيات كثيرة تقرن الإيمان بالعمل، وكل ما قيل عن الإيمان تندرج تحته العبادة، فالعبادة هي غذاء للإيمان وللروح.


والتربية الإسلامية التي ترتكز على الصورة الواضحة المحدَّدة، والدور، والغاية، والمصير، هي التي تمنح الإنسان الطمأنينة وتطلق طاقته للبناء في واقع الأرض بلا حيرة ولا قلق ولا اندفاع مجنون.


العقيدة والإيمان من أهمِّ أسرار بناء نهوض الشعوب والأمم إذا استُثمِرت ووجِّهت توجيهًا صحيحًا.

المراجع:
1- عبدالرحمن الأنصاري: معالم أصول التربية الإسلامية من خلال وصايا لقمان لابنه، بحث منشور في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

2- محمد منير مرسي: التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية.


3- مهدي رزق الله أحمد: القيم التربوية في السيرة النبوية.

4- محمد قطب: منهج التربية الإسلامية.

5- عبدالرحمن النَّحلاوي: أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع.

6- مقداد يالجن: منهج أصول التربية الإسلامية المطور.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.00 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]