الذوق الاحتسابي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب مداخل إعجاز القرآن للأستاذ محمود محمد شاكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 1169 )           »          مظاهر الإنحرافات العقدية عند الصوفية وأثرها السئ على الأمة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 63 - عددالزوار : 6819 )           »          مقصد الاجْتِمَاعِ وَمَكَانَتُهُ عند شيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          «سنة أولى التزام» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          تربية الآباء قبل تربية الأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          إشكالية تربية الأولاد وأزمة الجيل الناشئ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 91 )           »          البحث عن حياء..!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 94 )           »          موقف خلفاء المسلمين من اليهود والنصارى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 85 )           »          مشكلات في طريق الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 201 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-02-2020, 12:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,919
الدولة : Egypt
افتراضي الذوق الاحتسابي

الذوق الاحتسابي
صادق بن محمد الهادي




لا أعني بالذوق الاحتسابي ما يطلق عليه في فلسفيات الصوفية بالذوق الكشفي، وإنما أعني به تلك السلوكيات والآداب الرقيقة الراقية، التي ينبغي أن يتصف بها أهل الحسبة خصوصاً، والدعاة إلى الله عموماً.

"ولفظ الذوق وإن كان قد يُظن أنه في الأصل مختص بذوق اللسان، فاستعماله في الكتاب والسنة، يدل على أنه أعم من ذلك مستعمل في الإحساس بالملائم والمنافر"(1).

وقد بيَّن شيخ الإسلام -رحمه الله-: أن الذوق الصحيح هو ذوق قلوب أهل التوحيد، التي عمرت بالإخلاص لله، وبالعلم المستمد من الكتاب والسنة، وأن كلاً من المؤمنين الموحدين معه من هذا الذوق بقدر إيمانه وعلمه(2).

ولهذا فالمسلم سليم الذوق، صحيح الفطرة، مرهف الحس، رقيق الطبع، جميل الفعل، حسن اللفظ، أنيق المظهر والمخبر، مبتعدٌ عن كل ما يؤذي شعور الآخرين، وينتقص من إنسانيتهم وكرامتهم، وينفرهم ويبعدهم من الرحمة والخير.

حتى في حالة القسوة على أهل المعاصي، فهي قسوة ممزوجة بالرحمة بهم؛ والشفقة عليهم؛ ولهذا قيل: "ينبغي لمن يعاقب الناس على الذنوب أن يقصد بذلك الإحسان إليهم، والرحمة لهم، كما يقصد الوالد تأديب ولده، وكما يقصد الطبيب معالجة المريض"(3).

هذا هو الذوق الإيماني الحقيقي الذي نعنيه، وهو ذوق أهل الإيمان، وهو ذوق لا يعادله ذوق، وأدب لا يوازيه أدب، أجمل من الجمال، وأحسن من الحُسن.

هو تلك الروح السامية التي يتعامل بها المسلم مع أخيه المسلم، ولو كان عاصياً، وهي تلك الآداب الشفافة التي ينطلق منها المسلم في تعامله مع المنكرات وأهلها، فبالذوق الجميل، والفعل الرقيق، والمنطق الكريم، يجد المسلم في نفسه نزوعاً إلى الإحسان في العمل، وتوخياً للكريم من الصفات والعادات، ويجد في المقابل استجابة وتأثيرًا.

هذا الذوق شيءٌ لا يُباع ولا يُشترى، ولا يُهدى إليه، ويُعان عليه إلا من ترسّم خُطى الأنبياء، ورزقه الله نفساً عالية، وروحاً سامية، ووهبه الله تعالى عقلاً ليفهم، وقلباً لتسري به العواطف الرفيعة، والمشاعر الرهيفة، والأحاسيس الرقيقة الجميلة.

وإنكار المنكر، أو حتى الأمر بالمعروف، لا يعني الغلظة المنفرة، والخشونة المزعجة، وقلة الذوق والجلافة! ولا القسوة والغثاثة، وفساد الذوق، وسطحية التصور، وجفاف التعبير، وقلة المبالاة، والترفع والاستعلاء، كما أن الدعوة بالحكمة وبالحسنى، لا تعني المجاملة والمداهنة، ولا الذلة والخور، ولا الجبن والخوف، لا هذه ولا تلك، إنما هو البيان الكامل، والحزم الواضح، مع حكمة في الخطاب، ولطف في العتاب، ومودة ولين وتيسير.

إذًا: مراعاة أساليب الذوق واللياقة في التعامل مع العصاة دون تسفيه، أو تجريح، ودون سخرية واحتقار، مع مراعاة قوة الحجة، وصدق العاطفة، وحرارة الإيمان، تأتي الثمار يانعة، والنتائج رائقة.

فـ"ما أشد احتياجنا في هذا الزمن الذي أصبح فيه العالم قرية صغيرة إلى كوادر دعوية تُصطفى اصطفاء، يقوم على الصحة الجسمية، والنفسية، والخلقية، والاجتماعية، والعلمية، ولمن يريد أن يكون داعية يجب أن يسكن رسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم- ضميره، ويتبعه في عمله وتفكيره، والخطباء -والمحتسبون والدعاة أيضاً- عليهم أن يعرفوا أن علو الكعب في الخلق، والطهر القلبي والنفسي، ورقة الذوق في الكلمة والنظرة، وخفض الصوت، وإشراق الوجه، بالابتسامة لغة عالمية، تفتح بها الصدور المغلقة، والنفوس الحرجة؛ ذلك لأن الخلق الزكي لغة إنسانية عالمية، تعجب وتقنع"(4).

هذا هو ديننا! دينٌ أتانا بكل حسن، ونهانا عن كل قبيح، جاء بكل الذوقيات والجماليات، ونهانا عن كل القبائح والمنفرات، دينٌ اهتم بالمظهر، كما اهتم بالمخبر، لا انفصام بينهما، فلا بد أن يظهر أثر هذا الدين العظيم على أهل الإيمان: (صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً) [البقرة:138].

قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "دين الله، وإنما سماه صبغة؛ لأنه يظهر أثر الدين على المتدين، كما يظهر أثر الصبغ على الثوب".

وقيل: "لأن المتدين يلزمه ولا يفارقه، كالصبغ يلزم الثوب".

وقال مجاهد: "فطرة الله، وهو قريب من الأول"(5).

وقد ربى الإسلام جيلاً فريداً في الذوقيات، وحب الخير للآخرين، وإيصاله إليهم بلا منّة.

وتأمل معي هذه القصة: "كان إبراهيم النخعي -رحمه الله تعالى- أعور العين، وكان تلميذه سليمان بن مهران أعمش العين -ضعيف البصرِ-, وقد روى عنهما ابن الجوزي في كتابه: "المنتظم": أنهما سارا في أحد طرقات الكوفة، يريدان المسجد، وبينما هما يسيران في الطريق, قال الإمام النخعي: يا سليمان! هل لك أن تأخذ طريقاً وآخذ آخر؟ فإني أخشى إن مررنا سوياً بسفهائها، ليقولون: أعور ويقود أعمش! فيغتابوننا، فيأثمون، فقال الأعمش: "يا أبا عمران! وما عليك في أن نؤجر ويأثمون؟! فقال إبراهيم النخعي: يا سبحان الله! بل نَسْلمُ ويسلمون، خير من أن نؤجر ويأثمون"(6).

يا لله ما هذا الذوق الرائع، والحس المرهف؟! هل رأيتم ذوقاً وحساً أجمل من هذا؟! وهل رأيتم عقلاً أصفى من هذا, ونفساً أطهر من هذه؟!

الاحتساب -أيها الفضلاء- عملية إصلاح معوج، وتقويم سلوك غير سوي، وليست عملية مقصودة لذاتها، نقيمها على أي صورة، وبأي وجه ٍكان، وإنما يُراعى فيها حصول المطلوب، من إزالة المنكر، أو تقليله، وحصول الاستجابة والإنابة إلى الله، والرجوع إليه، مع المحافظة على سلامة الصدور، وتأليف القلوب.

ذوقيات محتسب:

• فليس من الذوق السليم: أن يعامل كبير السن كالشاب الصغير، ولو صدر منه منكراً، بل يُنكر عليه برفق ولين، فيحترم المرء من يكبره مقاماً أو سناً أو علماً، فلا يرفع صوته عليه، ولا ينهره ويزجره، بل يُعلَّم ويوعظ ويرفق به.

• وليس من الذوق السليم: أن ينكر الولد على والديه، كما ينكر على أحد الناس، بل لا بد من مراعاة الأدب والحكمة والرفق.

"وقد ضرب إبراهيم -عليه السلام- المثل الرائع في الجمع بين قوة الحجة والإقناع، وأدب الحديث مع والده، وقد قص الله تعالى لنا تلك المجادلة في قوله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا) [مريم:41-45].

وفي هذه الآيات نحس أسلوب الداعية المخلص في التوجيه والتعليم، الذي يحذر في لطف، وينذر في لين، ويعرف منزلة الأبوة، ومكانتها، فيعطيها حقها من اللين والاحترام"(7).

• وليس من الذوق السليم: أن يرفع المحتسب صوته على العاصي، دونما حاجة لذلك ولا ضرورة، ويزهو بنفسه، ويشمخ بأنفه، ويتعاظم ويعجب، ويشعر بأنه أفضل من هذا العاصي المذنب.

فكلنا على معاصٍ، إلا أن هؤلاء معصيتهم ظاهرة، ومعاصينا مستورة، سترها الله عنا برحمته وستره، مع وجودها فينا، والله تعالى جعل هؤلاء -أهل معصية-, حتى ندعوهم إلى الله -عز وجل-، فنؤجر فيهم.

• وليس من الذوق السليم: أن تمنَّ بحسبتك على أحد، فأنت موظف مع الله، فمهما لاقيت من أذى أو نصب أو تعب أو عنت، فأجر ذلك عند الله وحده.

وهكذا شأن الرسل أرسلوا لإخراج الناس من الظلمات إلى النور؛ وهدايتهم إلى طرق الخير؛ وتحذيرهم من طرق الشر، وما طلبوا أي مقابل مادي تجاه تلك الدعوات الصادقة؛ ولا رجوا جزاءً دنيوياً، قليلاً ولا كثيراً، على ذلك التوجيه والإرشاد؛ والأمر والنهي، وإنما قاموا بذلك لله، وحباً في إيصال الخير للخلق؛ فهذا محمد -صلى الله عليه وسلم- يأمره الله -عز وجل- أن يقول لقومه: (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) [الأنعام:90].

وهذا هود -عليه السلام- يقول لقومه: (يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) [هود:51].

وهذا رجل صالح يدعو قومه بأن يستجيبوا لرسلهم؛ ويبين دلالة صدقهم بأنهم لا يطلبون منهم أجراً ولا جزاء؛ كما قال تعالى: (وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ) [يس:20-21].

• وليس من الذوق السليم: أن يظهر المحتسب أو الداعية أمام الناس بمظهر غير لائق، فيُزدرى به، أو يُسخر منه، ويقال: لو كان هذا قدوة، لاعتنى بمظهره وهندامه.

والإسلام قد اهتم بالذوق الرفيع، والعناية بالمظهر، والطهارة الدائمة عناية كبيرة، وليس ذلك من أواخر التشريع، بل في بداية الدعوة، فقد قال الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) [المدثر:4].

وفي حديث جبريل الطويل: عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: "بينما نحنُ عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يومٍ، إذ طلع علينا رجلٌ شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرَى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحدٌ، حتى جلس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد! أخبرني عن الإسلام؟ وفي نهاية الحديث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: ((فإنه جبريل، أتاكم يعلمكم دينكم))(8).

هكذا جاء جبريل -عليه السلام- يعلمهم نظافة المظهر، كما يعلمهم معاني الإيمان والإسلام والإحسان، وأشراط الساعة.

فـ"نظافة الداعي إلى السنّة، وحُسن مظهره، وذوقه الرفيع، جزءٌ أساسٌ مِن واجبه في الدعوة إلى السنّة، وليت شعري هل يُدْرِك هؤلاء الذين يَدْعون الناس إلى السنة، وهم مُتلبّسون بعدم حسن المظهر، أو الذوق الطيب الرفيع، هل يُدْرك هؤلاء كم يسيئون للسنّة بعملهم هذا؟! ألا يعلمون أن الناس إذا رأوا الداعي إلى السنة المتصدي لذلك أحسنوا به الظن، حتى يتصوروا أن كل ما يأتيه فهو من السنة، وأنّ الناس إذا دُعُوا إلى شيءٍ نظروا له في شخص الداعي إليه؟! ومِنْ هنا تأتي أهمية القدوة العملية، والأسوة الحسنة.

إن هذا الصنف من الناس يحملون في آن واحد بعض ما ينفع الآخرين، وبعض ما يؤذيهم: يحملون للناس شيئاً يهديهم وهو السنة -هذا إنْ أصابوا فهمها-, ويحملون شيئاً آخر ينفّرهم من تلك الهداية، أو يدعوهم إلى الضلالة، وهو سلوكهم وأخلاقهم وأفهامهم"(9).

• وليس من الذوق السليم: أن يتلفظ المحتسب بألفاظ نابية، أو يسب، أو يضرب، ويحنق ويغضب، ويتصرف كالمجنون.

وتأمل هذا التصرف النبوي الرفيق الحكيم، الذي ترويه عائشة -رضي الله عنها- قالت: «دخل رهط من اليهود على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: السام عليكم، قالت عائشة: ففهمتها, فقلت: وعليكم السام واللعنة، قالت: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مهلاً يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله)) فقلت: يا رسول الله أو لم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((قد قلت: وعليكم))(10).

فهذا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وهو حاكم المدينة يومئذٍ، وهؤلاء تحت حكمه، وهو يستطيع أن يؤدبهم ويبطش بهم، ومع هذا يحث عائشة –رضي الله عنها- على الرفق، مع من؟ مع يهود! أخبث الناس، فكيف لا نتلطف مع إخوانٍ لنا، وقعوا في خطأ أو زلل؟! وبخاصة إذا كانوا غير معاندين.

"هكذا يتلطف به –أي: العاصي- ليحصل المقصود من غير إيذاء، فإن إيذاء المسلم حرام محذور، كما أن تقريره على المنكر محذور، وليس من العقلاء من يغسل الدم بالدم أو بالبول، ومن اجتنب محذور السكوت على المنكر، واستبدل عنه محذور الإيذاء للمسلم، مع الاستغناء عنه، فقد غسل الدم بالبول على التحقيق"(11).

• وليس من الذوق السليم: أن يدخل المحتسب مع العاصي في لجاج وجدال وخصومات ونزاع؛ فإن ذلك ينقص من قيمته، ويؤدي به إلى المماراة في الباطل، ويهيِج لدى المدعو بواعث التمادي والإصرار والاستكبار، ويزيل الألفة، ويوسع دائرة الخلاف والعناد.

__________________________

(1) مجموع الفتاوى (10/ 334).

(2) مجموع الفتاوى (10/ 335).

(3) منهاج السنة النبوية (5/ 237).

(4) الخطابة الإسلامية، لعبد العاطي شلبي، وعبد المعطي عبد المقصود، المكتب الجامعي الحديث، طبعة (2006م) (ص:5).

(5) تفسير البغوي - إحياء التراث (1/ 173).

(6) المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (7/ 22).

(7) منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام, د. حمود الرحيلي (1/ 198).

(8) أخرجه مسلم, كتاب الإيمان، في باب معرفة الإيمان، والإسلام، والقدر وعلامة الساعة (1/ 36-8).

(9) دعوة إلى السنة في تطبيق السنة منهجاً وأسلوباً، عبد الله الرحيلي (ص:81).

(10) أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب الرفق في الأمر كله, (8/ 12-6024), ومسلم في كتاب السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، وكيف يرد عليهم؟ (4/ 1706-2165).

(11) إحياء علوم الدين (2/ 330).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.57 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]