|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() جلست على المقعد الوثير لأقرأ جريدة الصباح ، مع فنجان القهوة الصباحية... كعادة مدعي الثقافة والفكر... ما أسخف ان يتشارك فنجان القهوة مع فكرنا .. وما اشد التشابه بينهما ، فتلك الرواسب السوداء تبقى هنا وهناك ! احتضنني المقعد تاركا قدميّ في الهواء...... أتساءل عن مدى الهيبة والاحترام التي قد يرسمها منظري في عين أيّ من يراني !.... تسخر المقاعد الاجنبية من قصر قاماتنا .... وقلّما تعثر اقدامنا على مواقعها من سطح الارض! تماما كما يهزأ الغرب بعقولنا...ويتخمها باختراعات تحارب كي تستوعبها...حرب دون كيشوت مع طواحين الهواء ! لا تهضم عيوني الاخبار التي اقرأها.. .أعاني من عسر بالغ في فهم المصطلحات الصحفية التي تطرق اذني طرقا لشدة هولها !! ولكن ..كل صباح .... أتمسك بالتظاهر بقراءة الصحيفة اليومية .. تشبها بأصحاب الترف الثقافي ، والمتخمين بالرفاهية الفكرية.... وكل صباح ......اصاب بنفس خيبة الامل..... وكل صباح ....... تدهشني المواقف المعكوسة الهامشية التي تؤخذ بجدية وكل صباح .......يزداد عدد مشاكلنا العالقة في مستنقع قضايانا الخاثر وكل صباح ... أصل الى نفس النتيجة الحزينة !!! لا شيء سيغيّر من بلادة هذا العالم المنحدر بجدّ ونشاط الى قاع البهيمية المظلم. *** تجترّ الجرائد عادة نفس الاخبار ...ذا من اخلاق التعاون المهني بين الصحفيين ! اترك الجريدة وأختار أخرى.. " العرب اليوم " ... أثار اسم الجريدة وابل من الضحكات الهازئة في عينيّ الساخرتين.. يا سلام ويا عيني والله الله على العرب اليوم ..وكل يوم .... العرب...تلك الشعوب الشتات... لا الجريدة المسكينة التي تحلم وتمطّ في حلمها ليشمل الشرق العربي في بوتقة واحدة ! لماذا تثير قلقي الاسماء .... وهل حققت أحلامنا الأسماء ؟ كم من أب سمّى ابنه " سعيد أو سعد" امنية وحلما.. وسرعان ما تبخرت احلامه طاوية بين ثناياها أماني السعادة في الهواء وتلك التي أسمت ابنتها جميلة... هل أصبحت حقا جميلة !! وكم من سُمّي ب " أمين " أو " أديب " وشتّان بين الاسم والمسمى .... وكم من " بشّار " و " بشير " وقعا في قعر بئر مظلمة... وتلك " الياقوتة " و " الماسة " طفتا على واقع الحياة طحالب مُرّة وكم من " مؤنس " زعق بأشباح رمادية حيثما حلّ وكم من " رزان " شؤّهت الرزانة الاستقامة وما أكثر " حسن " الذي حطّم قوالب الدمامة والبشاعة ما أشدّ تناقضنا مع أنفسنا ... وما أضافت الأسماء الينا الا تناقضا عجبا !!! *** من الطبيعي ان يطوف ببالي خاطر الأسماء وانا أقرأ ما تحتويه جرائد الصباح..... فكم تشبه الاسماء التي تغطينا حالنا في التعامل مع واقعنا ..... نغطي ونجمّل جروحنا من الخارج، ونحاول تنظيف الآثار الواضحة ، ونُلبس عقلياتنا ثياب العافية .. دون الوصول الى اساس التعفن وأساس الوجع والألم..... قلت هذا لنفسي ....وانا أقرأ عن ارتفاع أسعار الطحين وبالتالي كل ما يحتويه من الصناعات الغذائية...... ألا ترون جميعا انه من المدهش حقا ان يكون هناك بؤساء يجترون لقيماتهم التي تناولوها قبل ثلاثة ايام.... ويجترون جروحهم والامهم واحزانهم على مدى اللحظات... بينما يكترون الايام الصعاب !! واين في الدول الاسلامية !!! التى رعى الاسلام حق كل كائن حي فيها !!! قد يكون هذا مقبولا ومنطقيا ومصدقا في اماكن اخرى ..... رغم ان هذه الدول غير المسلمة قد تخطت مشكلة ( رغيف الخبز ) منذ زمن بعيد !! ألم نستطع نحن المسلمون ان نتخطاه !!! هذا الامتزاج النبيل بين عرق الزنوجة والعرق الابيض في ملامح كل من كولن باول وكونداليزا رايس ... اللّذين يوجهان العالم اليوم حيثما شاءا ، وكأنه لم تكن هناك عنصرية ابدا ابدا في امريكا... وكأنما الزنوج لم يعانوا يوما من شظف العيش والقهر والظلم والجوع ! لست من مناصري البؤساء دوما..... فلا زلت اعتقد انه من الممكن ان يكون بينهم من يستحق الشنق ! ولكني أتساءل..... ماذا فعل مناصرو البؤساء من ايام فيكتور هيجو الى الآن... ما دام لم يسلم سعر الطحين من الارتفاع...وهو ما يعتمد عليه الناس في غذائهم وقوتهم.. !!!! ورغم الارتفاع المجنون الخيالي في اسعار كل شيء !! ولكن دعونا مبدأيا .... من الاشياء الاخرى ( الكمالية !!! ) افكر ولا اجد حلولا ابدا...... تُرى .....من اين سيحصل هؤلاء البؤساء...... على ( رغيف الخبز ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
__________________
[/CENTER][/COLOR] ![]() أنا لم أتغيّر ! كل ما في الأمر أني ! ترفعت عن ( الكثير ) ! حين اكتشفت أن ( الكثير ) لا يستحق النزول إليه ! |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |