أتيته أواسيه وأعزِّيه لكنه .. ؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5031 - عددالزوار : 2179800 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4612 - عددالزوار : 1460539 )           »          معرفة الحق في فِطر الخلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 819 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 67 - عددالزوار : 54891 )           »          الغش والتزوير لنيل الشهادات العلمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          حكم التيمّم حال وجود الماء ووقت جوازه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الواجب على من نسي سجوداً في صلاته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          القضاء والقدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التحايل على غير المسلمين في المعاملات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-08-2007, 09:46 PM
الصورة الرمزية المشتاقة للجنة
المشتاقة للجنة المشتاقة للجنة غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: maroc
الجنس :
المشاركات: 2,308
25 أتيته أواسيه وأعزِّيه لكنه .. ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجل لا أدري ما هو .. رجل لا أدري كيف هو .. رجل أثار إعجابي واستغرابي معاً .. أثار شجوني واستنزل الماء من عيوني .. في أحد الأيام أتاني آتٍ فقال لي : إن فلاناًً من الناس مات اليوم اثنين من أبناءه .. فقلت : لا حول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون
.
فتوجهت إليه بخطى ثقيلة .. والحزن يملئ قلبي ، كيف أواسيه ؟ كيف أعزيه ؟ فهو نفس الرجل الذي مات ابنه قبل عام وأمه قبل ذلك ، فوالله إن حالته لتثير الأحزان .


ذهبت إليه وبرفقتي أحد إخواني في الله .. فقام هذا الأخ يذكِّر الناس بالصبر والاحتساب عند نزول المصائب .. وذكَر آيات وأحاديث عن فضل الصبر عند البلاء وفضيلة أهل البلاء الصابرين عند الله يوم القيامة ..

فكنت كغيري أسمع هذه الآيات والأحاديث .. لكنه للأسف لغفلة من هم مثلي لم تؤثر فيَّ كثيراً ، لاسيما أن ما ذكره ذلك الأخ كله أعرفه وأردده دائماً ، ومازال صاحبي يردد ويذكّر وحتى الآن لم أرى ذلك الرجل الذي لم أتصور كيف سأراه ..

إنني أترقب أن أرى رجلاً مكسوراً شاحب الوجه مقطب الجبين يذرف الدموع على فقد الأبناء وما أدراك ما فقد الأبناء ، فقلَّبت نظري في الحاضرين فرأيت وجوهاً شاحبة حزينة صامتة متأملة ، فقلت في قرارة نفسي هؤلاء أقرباءه وأصحابه فكيف هو إذاً ؟

عندها تمنيت والله أن أذهب من بيته ولا أرى منظره الذي لم يكن عندي شك أني إذا رأيته سأبكي شفقة عليه ، نعم سأبكي شفقة عليه ، كيف لا ؟ وقد فقد اثنين من أبناءه في لحظة واحدة والعام الذي قبله فقد أحد أبناءه أيضاً ، وقبلهم والدته ..


يا الله ، إنني أتعجب كيف لم يمت هذا الرجل من هذه المصائب المتتالية .. لكن الفاجعة التي فجعت صاحبكم ولم يكن يتصورها .. إنها الصدمة الرهيبة التي جعلت أطرافي ترتجف ، عندما قالوا لقد جاء فلان ، لقد بدأ يقترب وأنا لا أراه ، فقلت : يالله ماذا أقول له ، لعلي سأقول له : اصبر واحتسب فلله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل .. فكن صابراً لله وارضي بما قدر لك لتكون أسعد الناس ..


لكن هيهات هيهات ، فالذي أفكر فيه في وادٍ والذي حدث لي في وادٍ آخر ، لقد دخل رجلاً ظننته أخطأ المكان دخل رجلاً يرحب بالحاضرين ويحييهم ويسلم عليهم ، فقلت رجل مجنون أخطأ طريق قصر الأفراح ، لكني تعجبت إذا بالناس يتجهون حوله ويعزونه ، فصدمت والله بل صعقت ( إنه من أتيت لأعزيه ) ..

لقد جاء .. لكن كيف جاء ، لقد دخل ذلك الرجل متبسماً محييا للحاضرين مرحباً بهم ويردد : (حياكم الله أهلاً ومرحبا حياكم الله كيف حالكم ) ، ويسلم على كل واحد وهو ضاحكاً مسرور كأنه في يوم عرسه ..

فاقترب مني ووضعت يدي في يده وأنا في حالة لم أتوقع أن أصل إليها فوا لله الذي لا إله إلا هو لم أتصور أني سأرى إنسانا بهذه الصورة ، والله الذي لا إله غيره إني قمت إليه وكدت أسقط مما رأيت ، فما إن صافحته لكي أعزيه وأنا والله من يحتاج العزاء في تلك الساعة .. وقبل أن أنطق هزَّني ذلك الرجل ويده على كتفي ونظر إليَّ نظرة كلها صبر ورضى بمقدور الله ..

نظر إلي وقال لي معزياً : الحمد لله ، والله إني اشعر بانشراح في صدري لم أشعر به من قبل .. ( فوالله إني لم أتمالك نفسي ، فبدل أن أعزيه قلت : ما شاء الله عليك ، كثَّر الله من أمثالك ) ، لِما رأيته من رباطة جأش هذا الرجل وثباته ورضاه بقدر الله تعالى .


أخي الكريم : إني صدمت من هذا الرجل وذلك لتميزه بهذا الفعل فنحن لم نعتد على مثل هؤلاء الصابرين ، لقد اعتدنا أن نرى اُناساً يتسخطون عند المصائب ويولولون فتزداد مصائبه مصائب وتزداد حسراتهم حسرات ( لكن المؤمن نعم المؤمن أمره كله خير ) ..

أي والله ما أحلى حياة المؤمنين كلها .. دقها وجلها .. خير في خير .. إن كانت سراء شكر .. وإن كانت ضراء صبر .. وكلاهما لهما فيه خير .. كما جاء الخبر عن حبيبي صلى الله عليه وسلم .


إننا والله بحاجة إلى مثل هذه النوعية الطيبة من البشر .. إنه رجل لكنه أرسى من الجبال ، فهذا الرجل أصيب بمصيبة فرضي بما قدره الله له فكان كما قال تعالى وأمر ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ) (156) سورة البقرة .. فكان جزاءه : ( أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (157) سورة البقرة ..


لقد حفر ذلك الرجل في قلبي وفي قلوب الحاضرين جميعاً صورة لا تنسى من الرضى .. صورة لا تنسى من الصبر .. صورة لن تمحى من قلبي مدى الحياة ، فكان تأثير فعله على الناس أكثر من تأثير تلك الكلمة التي ألقاها صاحبي .. لأن الأفعال أبلغ من الأقوال بلا جدال .



بقلم : سلطان العطوي

__________________
اللهم ارحم امي و اغفر لها و ادخلها الجنة اللهم ارحمها واعفو عنها اللهم اغسلها بالماء والثلج والبرد اللهم جازها بالحسنات احسانا وبالسيئات مغفرة وعفوا ورحمة اللهم اجعل مثواها الجنة وموتى المسلمين جميعا يارب العالمين
من قرا هدا الدعاء يؤمن عليه جزاكم الله خيرا



رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 93.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 91.73 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.80%)]