|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() والدي وفتنة الجوال الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة تريد أن تحل مشكلة والدها الذي وقع في مشاهدة الأفلام والتواصل المحرم عبر الجوال. ♦ التفاصيل: أنا فتاة والدي في العقد السادس من عمره، يعمل طبيبًا، وهو يُصلي الصلوات في البيت أو في عيادته، ولا يُصلي في المسجد، منذ مدة اكتشفتُ أنه يشاهد الأفلام الإباحية، فقد فتَحت جواله بإذنه لأَبحث عن أمر ما، فصُعقت من عدد المواقع والفيديوهات الجنسية، وهو لا يعرف أن الجوال يُخزن كل ما تَمَّ فتْحُه؛ لأن علمه بالإنترنت ضعيف، ومن ثَم نظَّفت الجوَّال وراقَبته، لكنه كل يوم يرجع من عيادته، فأفتَح جوَّاله فأجد عشرات الصفحات السيئة. ثم وجدتُه يراسل امرأة على الواتساب، ولا أعرِف كيف تعرَّف عليها، فإنه بمجرد انتهائه من عمله يعود إلى البيت، لكنه الآن صار لا يرجع إلى البيت إلا في الحادية عشرة ليلًا، فهو يتأخر ليكلم هذه المرأة. لقد صار مشغولًا بجوَّاله جدًّا، ولا يقبل أن يُمسكه أحد، وأنا تعِبت من هذه المشكلة، فماذا أفعل؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فإن الفاحص لمشكلة والدك حفِظه الله، لا يشك في أنه تعرَّض لما في وسائل التواصل من فتنة النساء، وهذه الفتنة فتنة عمياء، عصفت بقلوب الكثيرين، والفتن خطيرة جدًّا على دين المؤمن وعِرضه، وقد حذَّر منها النبي صلى الله عليه وسلم تحذيرًا شديدًا، مبينًا خطورتها وآثارها المستقبلية السيئة؛ وذلك في قوله: ((تُعرَض الفتن على القلوب، كالحصير عودًا عودًا، فأي قلب أُشرِبها، نُكِتَ فيه نكتةٌ سوداء، وأي قلب أنكرها، نُكِت فيه نكتةٌ بيضاءُ، حتى تصير على قلبين؛ على أبيضَ مثل الصفا، فلا تضره فتنةٌ ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مُرْبادًّا كالكوز مُجَخِّيًا، لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا، إلا ما أُشرِب من هواه))؛ [رواه مسلم]. ولذا أرى أن الحل بمشيئة الله في الآتي: النظر إلى والدك رعاه الله نظرك للمريض المسكين المتألم جدًّا من مرضه؛ فيعتصر قلبك ألمًا له، وتدعو له من سويداء قلبك بكل إخلاص وخشوع وثقة بالله سبحانه؛ مستحضرًا قوله سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62]، وقوله عز وجل: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80]، ومع أن هذه الفتن قد يُبتلى بها العَزَبُ والمتزوج؛ بسبب ضعف الإيمان وشدة بريق فتنة النساء من دون أي نقص أو تقصير من الزوجة - فإنه أحيانًا يكون لوضع الزوجة دورٌ في ذلك؛ إما بسبب كِبَرِها، أو تقصيرها في إعفاف زوجها. ولذا أقول: ابحثوا عن السبب؛ فقد تكون الزوجة كبيرة أو مقصرة معه في حقوقه الخاصة، وإن كان كذلك، فهو إذًا يبحث عما ينقصه؛ لعله يطفئ ظمأه وجوعه العاطفي في هذه الوسائل، وهي في الحقيقة تزيده جوعًا وقلقًا وتوترًا، فما قد تلاحظونه من تغيُّرٍ في سلوكه وانفعاله وانعزاله، ترجمة عما يعانيه من جوع عاطفي، ومن علاقات تُشعل نارًا بداخله، فكما أن الزواج سكن ومودة ورحمة، فبضده تكون هذه العلاقات المشينة توترًا وقلقًا واضطرابًا؛ لذا لعلكم تنصحون أمكم إن كانت مقصرة، وإن كانت غير قادرة، فلعلكم - إن كنتم قادرين - تسعَون لإنقاذه بأمر قد يكون ثقيلًا عليكم وعلى أمِّكم، لكنه والدكم وله حق الإنقاذ من ورطته، فتستخيرون الله في مساعدته بالزواج من زوجة أخرى، وإن تعسَّر زواجه، وكانت أمكم لا زالت شابة، فلتُنصح بإعطائه حقوقه الخاصة وإشباع احتياجاته. تُشكَرين كثيرًا على ألَمِك لوالدك الغالي، وأنصحك بأن تستمري في الدعاء له من دون أي يأس ولا كَلَلٍ، وبأن يناصح بطريق غير مباشر بين آونة وأخرى، تارة بوعظ رقيق، وتارة بمقطع فيديو مؤثر، وتارة برسالة واتساب، وهكذا. إن تيسَّر الإسرار لخطيب الجامع القريب بأن أحد الجيران يعاني من كذا وكذا، وتحثونه على الخطبة عن مخاطر هذه الفتن. احذروا من احتقار والدكم ومن انتقاصه؛ فذلك يتعارض تمامًا مع بره والإحسان له، وأيضًا ربما زاده عنادًا، وأعان عليه شياطين الجن والإنس. ولا تنسَوا أنه يعمل في المستشفيات التي تكثُر فيها فتن الخلوة مع النساء وما يتبعها من فتن؛ كيف لا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يَخْلونَّ رجلٌ بامرأةٍ إلا ومعها ذو مَحْرَم))؛ [رواه البخاري (5233)، ومسلم (1341)]. حفِظ الله والدكم، وأعاذه من الفتن، وأعانكم على إنقاذه برًّا به ونجاة له، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |