فكيف لو أُخْبِرتُم بالظواهر؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التحقيق في ملحمة الصديق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 13 )           »          أوليات البراء بن معرور رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فوائد متعلقة بمعمر بن راشد ودخوله اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الإسفار عما نسخه الإمام النووي بخطه من الكتب والأسفار (word) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          إدارة نبي الله سليمان لمملكته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 8 )           »          العلامة المجمعي محمد شفيق البيطار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          رؤيتان تعرفان بمنزلة الأوزاعي رحمه الله تعالى (ت 157هـ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          العلامة حسن الجبرتي والنهضة الحضارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 120 )           »          الأنساب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          وداعا صاحب العيش في مكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-01-2024, 02:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,739
الدولة : Egypt
افتراضي فكيف لو أُخْبِرتُم بالظواهر؟!

فكيف لو أُخْبِرتُم بالظواهر؟!


د. عبدالكريم بن عبدالله الوائلي





أسند الإمام الطبري في تفسيره إلى ابن مسعود -رضي الله عنه- في قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إسْتَبْرَقٍ} [الرحمن: 54]؛ قال: «قد أُخْبِرتُم بالبطائن، فكيف لو أُخْبِرتُم بالظواهر؟!»[1].
وقد ذكر هذا الأثر أيضًا: مكي بن أبي طالب والواحدي والسمعاني والبغوي والقرطبي وابن كثير، وغيرهم[2]، ويُستدل له بقول الله تعالى: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17]، وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وهو حديث قدسي: قال: «قال الله: أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطَر على قلب بشر»[3].
ويأتي هذا الأثر مُقرِّرًا منهجية بديعة عند السلف الصالح في التأمل في كتاب الله، وهي الشمولية في النظر لجميع آيات القرآن الكريم؛ حيث رسم منهجية مهمة في تدبُّر آيات الغيب وأخبار الجنة وصفة نعيمها من غير شطَط ولا تكلُّف بوصف استفهاميّ يشمل جميع صفات الجنة ونعيمها وأوصافها؛ من خلال النظر والتأمل ولفت الانتباه، فازدان الأثر بالهدايات الوعظية المؤثرة الزائدة على مجرد بيان المعنى فحسْب.
كما أنَّ في هذا الأثر لفتة جميلة للمتأملين؛ وذلك بأنه لا يلزم من التدبُّر تزويق الكلام وتطويله؛ بل أبلغ التدبُّر ما تدثَّر بإيجاز ووضوح في العبارة وسهولة في اللفظ لتبلغ فائدته عوامّ المسلمين قبل نُخَبهم وخواصّهم، وهذا ما يُميِّز تدبُّرات السلف عن غيرهم، فإن على كلامهم نورًا وبركة، مع إيجاز وتأثير.
والمتأمل في مقصود الأثر؛ يجد أنه يريد بذلك الحثّ وتحريك الأشواق للجنان؛ شوقًا وحرصًا وعملاً، يقول الغزالي -رحمه الله-: «تأثُّر العبد بالتلاوة أن يصير بصفة الآية المتلوة... وعند وصف الجنة ينبعث بباطنه شوقًا إليها»[4]. وأيضًا استنهاضًا لهِمَم المؤمنين في السعي للجنة، والتنافس إليها، وحراسة لقلوبهم من التعلُّق بنعيم الدنيا.
ومن أجل ذلك، نجد أن ابن مسعود -رضي الله عنه- تفنَّن في أسلوب خطابه، واستعمل استفهام الترغيب والتعظيم، وهو استفهام يُرَاد منه تعظيم الشيء والترغيب فيه، وهذا التفنُّن كي تؤتي هدايته ثمرتها في القلوب؛ ترغيبًا إلى الجنة وشحذًا للهمم.
نسأل الله الكريم من فضله.

[1] تفسير الطبري (22/243).
[2] ينظر: تفسير مكي (11/7235)، الوسيط للواحدي (4/226)، تفسير السمعاني (5/334)، تفسير البغوي (4/341)، تفسير القرطبي (17/179)، تفسير ابن كثير (7/503).
[3] أخرجه البخاري، رقم الحديث (7498)، وأخرجه مسلم، رقم الحديث (2824).
[4] إحياء علوم الدين، الغزالي (1/285-286).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.55 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]