|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() أسباب هلاك الأمم من واجب الإنسان أن يكون دائم الاعتبار بالأمم الخالية، والأجيال الغابرة، يتفكَّر في أحوالهم، ويتَّعظ بما حلَّ بهم من العقاب والنكال؛ فإنَّ لهلاك الأمم أسبابًا كثيرةً جَرت سُنَّة الله -تعالى- في عباده عند وجودها أن يهلكهم بسببها، وأهم هذه الأسباب: الكفر بالله -عز وجل-، وجحود وحدانيته، وتكذيب دعوة الرسل -عليهم السلام-، والظلم، والطغيان، والإجرام، وشيوع الفواحش. وهناك أسباب أخرى بيَّنها لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومنها الاختلاف في كتاب الله، والتنازع في مُشكله، وما استأثر الله بعلمه، روى مسلم في الصحيح عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: جئت مبكرًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما أهلك من كان قبلكم باختلافهم في هذا الكتاب»، وروى البخاري ومسلم عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تختلفوا! فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا».الأشر والبطر وجحود النعم التنافس في الدنيا الشحُّ بالمال والضنُّ به وروى أبو داود والحاكم عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : «إيَّاكم والشحَّ! فإنما هَلَك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا»، والشح هو الحرص الشديد الذي يحمل صاحبه على أن يأخذ الأشياء من غير حلها، ولا يقنع بما أحل الله له. ظهور الربا وانتشار الزنا وتعاطي الرشوة وجريمة الربا ليست قاصرة على مُتعاطيه، بل هي عامًّة في كل من يُشارك فيه، روى مسلم عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه -، قال - صلى الله عليه وسلم -: «لعن الله آكل الربا، وموكله، وشاهديه، وكاتبه، هم فيه سواء». من الجرائم الخطيرة الرشوة من موجبات العقاب البخس في الكيل والميزان ومنع الزكاة وقد وعد الله المطففين بالهلاك والعذاب الشديد، فقال: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} (المطَّففين:1-3)، أي: هلاكٌ وعذابٌ شديد من الله للَّذين ينقصون المكيال والميزان، الذين إذا اكتالوا من الناس استوفوا لأنفسهم الكَيْل والوزن تاماً غير ناقص، وإذا كالوا لغيرهم أو وزنوا لهم، ينقصون الكيْل والوزن، فيعطونهم عن طريق التلاعب بالكيل أو الوزن أقلَّ من حقهم. وقد جاءت الأحاديث تحذر من النقص والتطفيف في الكيل والميزان، ومنع حقوق الله -تعالى-، وحق عباده من الزكاة، وترهب من نقض عهود الله ومواثيقه، والإعراض عن تنفيذ أحكام الله، روى ابن ماجه والحاكم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا معشر المهاجرين، خمسٌ إذا ابتليتم بهنَّ، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا الكيل والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجوْر السلطان، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم فأخذوا بعض ما كان في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله -عز وجل- إلا جعل الله بأسهم بينهم». فهذه خمس خصال توجب كل واحدة منها نوعاً أو أكثر من العذاب. ظهور المعاصي وانتشارها قال -تعالى-: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} (الأعراف:164-165). روى أحمد عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: «إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمَّهم الله بعذاب من عنده»، فقلت: يا رسول الله أما فيهم الصالحون؟ قال: «بلى»، قلت: فكيف يصنع بأولئك؟ قال: «يصيبهم ما أصاب الناس، ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان»، فالسكوت عن المعاصي من مُوجبات العقاب والهلاك، لأن السكوت عنها يغري أصحابها على التمادي فيها واستفحال أمرها وانتشارها، وهذا الجانب من أسباب العقاب. حديث السفينة اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |