كيف أجد زوجا مناسبا في مواقع التواصل الاجتماعي

[ابوالوليد المسلم]

كيف أجد زوجا مناسبا في مواقع التواصل الاجتماعي
أ. لولوة السجا


السؤال:

♦ الملخص:
فتاة تعيش في منطقةٍ ريفيةٍ ليس فيها اختلاط، وتريد الزواجَ، فلَجَأَتْ إلى مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن زوجٍ، لكن كلما تعرفتْ إلى رجلٍ طلب منها علاقة غير شرعية!

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا فتاة في الثلاثينيات مِن عمري، لم أتزوَّجْ بعدُ والحمد لله محافظةٌ وعلى قَدْرٍ مِن الجمال، عزفتُ عن الزواج طوال السنوات الماضية لمرض أمي، والآن أبحث عن زوجٍ، لكن للأسف لم يَتَقَدَّم لي أحدٌ بعد كِبَر سني.


المشكلة أنني كلما تعرَّفتُ إلى رجلٍ - حتى لو كان ملتزمًا - أجده يَطلُب مني أشياء مُخلَّة بالأخلاق؛ إذ يتصوَّر الرجل أن هذا سيُقرِّب كلًّا منا مِن الآخر، لكني كنتُ أرفض دائمًا فينهال عليَّ بالشتائم!


وإن بقيتُ على هذا الحال فلن أتزوج.


ما جعلني ألجأ إلى وسيلة التعارف عبر الإنترنت: أنني أعيش في منطقة ريفية، وليستْ لي خُلطة بالرجال، فقلتُ: لعل هذا يكون حلًّا لمشكلة الزواج، لكن للأسف وجدتُه بتلك الصورة.


أنا أدعو منذ سنين أن أتزوَّج رجلًا صالحًا يقيني مِن الحرام، لكن الجميع يطمع فيَّ، فماذا أفعل؟





الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فأريد أن أخبرك بحديثينِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ستُدركين مِن خلالهما إجابة بعض تساؤلاتك:
الأول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ما خلا رجلٌ بامرأة إلا كان الشيطانُ ثالثهما))،

والثاني: ((ما تركتُ بعدي فتنةً هي أضَرّ على الرجال من النساء)).

فماذا تتصورين أن يقعَ مِن شابٍّ خلا بفتاةٍ عن طريق المحادثة، واسترسل معها في الحديث؟ ولا تتعجبي أن يحدثَ ذلك مِن رجل متدين كما ذكرتِ، فالبشر يبقى بشرًا ضعيفًا تتَقاذَفُه الأهواءُ فيقع فيها إذا لم يستَعِنْ بالله، ويجتهد في حِفْظ نفسه بالعمل بأوامر الشرع ونواهيه، فتجدين الشيطان لايزال يُزَيِّن له الحرام حتى يقع فيه، ويبدأ معه خطوة خطوة، فيسهل عليه الأولى ليقَعَ في الثانية وهذا ما حصل بالضبط.

فأنتِ رأيتِ كيف يتعرف عليك الشابُّ بحجة الرغبة في الزواج، ثم تتوالى الأمور ويظن أنَّ مِن حقه أن يطلبَ كذا، ويفعل كذا؛ بحجة أنك ستكونين زوجةً له في المستقبل، أو بغير ذلك من الحجج الشيطانية، لذلك أقول لك: ما هكذا تُؤتى الأمور يا غالية.

ما أصبتِ حين طننتِ أنَّ الزواج إنما يكون بالبحث عن الرجل في مواقع التواصل أو غيرها، أو بعَرْض المرأة نفسها على الرجال بهذه الطريقة، إنما يكون بالطريقة الشرعية التي تحفظ لها عِزَّتها ومكانتها، وهي البقاءُ في البيت، وانتظار الخاطب أن يطرق بابها.

أنت قد دعوت الله، ولا يعني ما حصل أن الله لم يستجبْ لك، إنما قد تتأخر الإجابة لحكمةٍ يعلَمُها الله، ومِن أسباب تأخُّر الإجابة: الاستعجال، كما أخبر بذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ((يُستجاب لأحدكم ما لَم يعجلْ))؛ أي: يستعجل الإجابة.

ومن الأسباب: التمحيص والتكفير، وكذلك مِن الأسباب تهذيب النفس حتى لا تتعلَّق بغير الله، وأنت دعوتِ، لكنك تعلقتِ بالأسباب، لكنها أسباب مُخالفة للشرع.

فالمطلوبُ الآن أن تتقي الله، وأن تستغفريه مما كان، وتتوبي إليه، مع استمرار الدعاء والصبر، قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 90].