|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أنتظر من أحببت أو لا؟ آمال محمد عبدالوهاب السؤال: ♦ الملخص: فتاة أحبت شابًّا في مرحلة المراهقة، ولما كبرا تقدم إليها، لكن أباها لم يقبل به لأنه لا يزال في خدمته بالجيش، وأخبره بأن يأتي بعد أن يجد عملًا مناسبًا، وهي تخشى المستقبل معه، ففرق المستوى الاجتماعي بينهما واضح، وقد كثُر من يخطبونها، وتسأل: هل تنتظر أو لا؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم. أنا فتاة في منتصف العشرينيات من عمري، من أسرة ميسورة الحال، أعمل بالتدريس وحاصلة على درجة الماجستير، والحمد لله على قدر من الجمال، مشكلتي أنني أحببتُ شابًّا قريبًا لنا منذ أن كنت في الخامسة عشرة، وهو أيضًا أحبني كثيرًا، لكن ظروفه صعبة؛ حيث إنه التحق بكلية التجارة، وبعد ثلاث سنوات حوَّل إلى كلية التربية الموسيقية وتخرج فيها، وأنا في كل هذه السنوات كنت أنتظر تخرجه حتى يتقدم لي، ولكن أتتِ الرياح بما لا تشتهي السفن؛ حيث إنه رُشِّح ضابطَ احتياطٍ في الجيش لمدة ثلاث سنوات، وحينها طلبت منه أن يتقدم لوالدي؛ حيث إنه يتقاضي راتبًا جيدًا، لكن والدي رفض بحجة أنه لا مستقبل له، وليس لديه الإمكانيات المناسبة، وطلب منه أن يأتيَ مرة أخرى عندما يُنهي خدمته ويعمل في وظيفة مناسبة، وهو لن ينهي خدمته قبل سنة، وقد كثُر الخُطَّاب الذين يتقدمون إليَّ، ووالدي جعل الخوف يتسلل إلى أعماقي عن كيف سيكون مستواه الاجتماعي فيما بعد، بيد أنه يؤكد لي أنه سوف يجد عملًا مناسبًا وأنه لن يتقيد بمجال دراسته، وسوف يبذل ما في وسعه حتى يوفر لي حياة طيبة، أنا الآن في حيرة شديدة، فأنا أحبه كثيرًا وأشعر بأنه جزء من حياتي، وليس حبيبًا فحسب، وأصبحت أفكر ليلَ نهارَ، وأخاف كثيرًا من المستقبل معه، وأخاف ألَّا أكون معه، سؤالي: هل أنتظر وأكون عونًا له؛ لعل الله يكرمه ونعيش في ظروف جيدة أو أستمع للتحذيرات؟ حيث إننا نعيش بمستوًى جيد، ولا أدري إن كنت أستطيع أن أعيش بمستوى أقلَّ أم لا، ولا أعلم إن كنت قادرة على تجاوز حبه وإحساسي بخيانة العهد؛ حيث إنه تقدم لي أكثر من مرة، وفعل ما بوسعه، أفيدوني فأنا أشعر بالحزن والعجز، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ابنتي الكريمة: ما تعانين منه من حيرة وإحساس بالذنب، وتشتت وعدم قدرة على اتخاذ قرار صائب - هو نتيجة طبيعية لتغليب العاطفة غير الناضجة في مرحلة المراهقة على العقل، وكذلك الشاب الذي ارتبطتِ به عاطفيًّا. المطلوب منكِ ومنه: أن تتحملا المسؤولية عما وصلتما إليه من معاناة، وتكونا واضحَين أمام أنفسكما، وذلك بـ: أولًا: أن يتفهم جيدًا هذا الشاب وبدقة الحد الأدنى المطلوب منه لإنشاء بيت زوجية يقارب مستواكِ المادي والاجتماعي، ويعلم أنه بتركه الكلية التي درس فيها ثلاث سنوات وبدأ من جديد في كلية أخرى قد أضاف عقبة شديدة أمام إتمام زواجكم، وذلك مؤشر على قدرته على اتخاذ القرار الصائب، ويتفهم أنه إذا كانت ظروفه وقراراته الاستباقية عرقلت تقدمه ومقدرته على تكلفة الزواج، وأن يترك لكِ حرية الاختيار والتفكير العقلاني الواقعي لاتخاذ القرار المناسب لكِ. ثانيًا: بنيتي، حيرتكِ وقلقكِ دليل علي ترددكِ وخوفكِ من تحمل المسؤولية، ومعرفتكِ أن الحد الأدنى لبناء بيت زوجية مستقر ليس بالهيِّن أمام هذا الشاب، وخاصة مع ظروف البلاد حاليًّا في الخارج والداخل. ثالثًا: دور الأسرة عليكِ أن تتفهمي وتقدري جيدًا رأيَ والديكِ ومدى استعدادهم وقدرتهم على مساعدتكم، وأسرة الشاب أيضًا واستعدادهم للتعاون. رابعًا: القرار المناسب لا بد وأن يكون بناء على مدى استعداد الأسرتين على التعاون في إعداد وتجهيز بيت مناسب للطرفين، وكثير من الأسر عاونت أبناءها في هذا الأمر. لكن إن تعذر الأمر، ولم يقبل والدكِ هذا الشاب على وضعه الحالي، وأسرة الشاب لا تستطيع أن تساعد ابنها، فيجب عليكِ أنتِ وذلك الشاب أن تتفهما موقف الأهل وتقدراه، وتتحملا المسؤولية عن قراركما السابق لأوانه بالارتباط العاطفي. اسألي نفسكِ: ماذا فعل هذا الشاب ليحقق أمنيته بالزواج منكِ؟ هل هو شخص قادر على تحمل المسؤولية؟ تعرفتِ عليه مدة تزيد على عشر سنوات أنتِ قادرة على الحكم عليه، أنتِ في موقف صعب ولكنه يحتاج لقرارٍ حكيم، اسمعي جيدًا لأهلكِ، واستخيري الله كثيرًا أن يوفقكِ للأفضل. ولعل هذا درس مهم لفهم ضوابط الشرع الإسلامي في الخطبة والزواج التي شرعها الحق سبحانه لحماية البشر من أنفسهم، رجائي من الله أن يلهمكِ الصواب، ويهديكِ إلى القرار المناسب الذي يسعدكِ في الدنيا والآخرة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |