علاقة زوجي أرهقتني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1212 - عددالزوار : 134083 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          علماء روس يطورون برمجيات ذكاء اصطناعى لمعالجة النصوص الطويلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          روشتة لحماية أطفالك من الألعاب الإلكترونية.. خبير يوضح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-01-2023, 03:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,938
الدولة : Egypt
افتراضي علاقة زوجي أرهقتني

علاقة زوجي أرهقتني (1)
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال:

الملخص:
سيدة تشكو مِن زوجها الذي يتواصل مع خطيبة صديقه السابقة، وبينهما علاقة، ولا يريد تركها، كما أنه يسمع الأغاني ولا يُصلِّي!

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إلى الأستاذة مروة عاشور، حياك الله، أنا فتاةٌ متزوجة مِن ابن عمي منذ 4 سنوات، عانيتُ في حياتي الزوجية كثيرًا بسبب زوجي، وكلها مشكلاتٌ تتعلَّق بضَعْف الوازع الديني لديه.

استشرتُك منذ 5 سنوات قبل الزواج، وأشرتِ عليَّ بألا أتزوَّج، لكن مشيئة الله كانتْ أقوى مِن كل شيء!
بعد الزواج فوجئتُ أنه مُقَصِّر في الصلاة، ويَسمع الأغاني، وعندما عاتبتُه قال: ساعديني على الالتزام!

فعلتُ كلَّ ما يُمكن فِعْلُه مِن أساليبَ تُحبِّبه في الصلاة والصيام خاصَّة، لكن لَم أجِد النتيجة التي أرجو، حتى أُحبطتُ، وتغيَّرتْ نفسيتي.

زادتْ صَدْمَتي بعدما عَرَفْتُ أنَّ زوجي على علاقةٍ هاتفية بخطيبة صديقِه السابقة، وأخبرني أنه يُساعدها ويُساندها، وعندما رفضتُ تواصُله معها أَصَرَّ على التواصُل، بحجة أنها يتيمة!

حصلتْ مشكلاتٌ بيننا، وبدأ يَتَغَيَّر ويبتعد عني شيئًا فشيئًا، وفي المقابل يَتَقَرَّب منها شيئًا فشيئًا، حتى عَرَفْتُ مِن أخته أن الفتاة مُتعلِّقة به كثيرًا.

عَلِم أهلي بالموضوع، وجلَس معه والدي، لكن زوجي مُصِرٌّ على ما يفعل، ولا يرى نفسه مُخطئًا، ويُعاند عنادًا كبيرًا.

مِن كثرة الصدمات التي عِشتُها معه فَقَدْتُ ثقتي به، ولم أعُدْ أُصدِّقه في أيِّ شيءٍ، حتى طفلتي غير مستقرةٍ نفسيًّا بسبب والدها.

أخبِروني كيف أتصرَّف معه بارك الله فيكم، فقد تَعِبَتْ نفسيتي؟


الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
بُنيتي الفاضلة، حياكِ الله.
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((كَتَبَ اللهُ مقاديرَ الخلائق قبلَ أن يَخْلُقَ السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وعَرْشُه على الماء)).

فسواءٌ أكنتُ قد أشرتُ عليكِ قبل خمس سنوات ألا تَتَزَوَّجي بهذا الشاب، أو أشار غيري، وقدَّر الله أمرًا فلا رادَّ لقضائه سبحانه، فلا مجالَ إذًا للتحسُّر والندم الآن، ولكن حان الوقتُ لقول: قدر الله وما شاء فعَل، وللنظر أمامنا، ولنُفكِّر في حالنا غير مبالين بأمرٍ مضى، إلا على سبيل التعلُّم، وأَخْذ العِبرة والاستفادة القصوى مِن الدرس، راضين مُطمئنين، مؤمنين بالقدَر خيرِه وشرِّه.

قد لا أجد في جعبتي ما يُفيدكِ كثيرًا في أمر تغيُّر زوجكِ وعودته إليكِ بعقله وقلبه؛ إذ إنَّ القلوب ليستْ إلا بيدي مُقلِّبها جل وعلا، ولتعلمي أيتها العزيزة أنَّ عناده ليس لأنه يحسب نفسه بمنأًى عن الخطأ، ولكن لأنه يُحبُّ، والحُب متى ما تَمَكَّنَ مِن القلب أعمى بصيرته، وأضلَّه عن سواء السبيل!

ليس لزوجكِ رادعٌ ديني، ولا علمٌ يحمِلُه على الخشية، ولا حرصٌ على بيته كما يبدو، وفي هذه الأحوال قد تنفع الحيلة أو لا تنفع، حسبما يشاء اللهُ جل وعلا، لكنها تبقى أمام عقولنا البشرية الحلَّ الوحيد مع الاستمرار بالدعاء والتوكُّل على الله، والاطمئنان لقضائه أيًّا كان.

وتلك الحيلة التي أعني: ذلك المدخل الذي دَخَلَتْ له منه تلك الفتاة، والذي غالبًا لا يقف أمامه الرجلُ كثيرًا، وهو: إشعاره بقوته، وأنه كل شيء بالنسبة إليها، وأنها ضعيفة لا حول لها ولا قوة بدونه؛ فمتى ما استشعر الرجلُ حاجةَ المرأة إليه، وشغفها بقوته لتحميها مِن شرور الحياة، وبطش الناس؛ مال قلبُه، ورقتْ نفسُه، واستشعر روحَ المسؤولية عنها وعن حالها، ولعلكِ كغيركِ مِن الزوجات لم تهتمي بحالكِ، وانشغلتِ عن العناية بنفسكِ بعد المولودة، باركها الله وحفظها مِن كلِّ مكروه، خاصة بعد ولادة استهلكتْ مِن عافيتك الكثير.

فإن قررتِ وعزمتِ على نبذ فكرة الطلاق، وآثرتِ البقاء، فلتعلمي أنكِ كمَن سيَخُوضُ حربًا شرسةً خصمك فيها (امرأة تُحِب).

عليكِ بتحديد الوقت الذي ستُحاولين فيه مِن جديدٍ استعادة زوجكِ وردَّه إلى طريق الهداية، ووضع الخطط لتبصيره بخطورة ما هو عليه مِن البُعد عن الله، وتعدِّي حُدوده، وكما يبدو فإنَّ زوجكِ لا يَصْلُح معه النُّصح المباشر، ولا يستجيب للإرشاد، وفي هذه الحالة عليكِ أن تسلكي السبيل المعاكس؛ بمعنى: أن تُذَكِّريه وتُثني عليه بما ليس فيه، وإنما هذا إيحاءٌ بما تريدين منه أن يكون؛ كحبه لكِ وإن لم تشعريه، وحرصه على بيته وإن لم يكنْ، وسعادتكِ باهتمامه بكِ وبابنتكما وإن كان وهميًّا، وافتخاركِ به كرجلٍ وإن بَعُد حديثكِ عن الواقع، ولتُظهري سعادةً طُفوليةً بكلِّ ما يجلب لكِ وللفتاة مِن عطايا وأغراضٍ ولو كانتْ بسيطة.

يبدو أنَّ زوجكِ مِن الشخصيات العاطفية، وهذه الشخصية قد يَصْلُح معها التخويفُ بالغيرة كأنْ تذكري أمامه أمرًا يُثير غيرتَه، ويوقظ محبتَه لكِ التي بردَتْ مع الوقت، وهدأتْ مع المشاحنات والخلافات، وأخمدتْ نارها مع الاتهامات.

عليكِ أيضًا أن تبحثي في محيط عائلته أو أصدقائه عمن يُمكن أن يؤثرَ عليه ممن يثق في آرائهم، ويرى صلاحَهم، على ألا يُدرك أنكِ تواصلتِ معه، وأن يكونَ شخصًا أمينًا يَصْلح لمثل ذلك.

إياكِ أن تضعي نفسَكِ في مقارنةٍ غير رابحةٍ معها، كأن تسأليه ذلك السؤال الذي لا يُغيِّر مِن واقعِه شيئًا إلا للأسوأ، وهو: هل تحبني أكثر منها؟ أو أن تُخَيِّريه بينكِ وبينها فتُظهري له بذلك مِن مشاعره ما كان قد تَوارَى عن عقله، وتثبتي فكرة حبها في قلبه، بل سِيري في طريقكِ مُتجاهلةً أمرها قدْرَ الاستطاعة.

قد تنجح محاولاتكِ وقد تخفق كلها، فقد تأخَّر الوقت إلى حدٍّ لن يسهلَ معه إصلاح ما قد فَسَد، وقلوبنا جميعًا بِيَدِ خالقِها عزَّ وجلَّ، وحينها لا أُحبِّذ لكِ الاستسلام للواقع المرير، بل واجهي حياتكِ، وتفاءلي لغدكِ، واعلمي أن طفلتكِ بحاجة إليكِ قوية ثابتة؛ لتساعديها على أن تُصبحَ شخصًا ناجحًا ولَبِنَةً طيبة في مجتمعها.

أسأل الله أن يهديَ زوجكِ، وأن يصلح لكِ شأنكِ، ويقر عينكِ بحياةٍ زوجيةٍ سعيدة، ويصرف عنكِ شر كل ذي شر.

والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-01-2023, 03:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,938
الدولة : Egypt
افتراضي رد: علاقة زوجي أرهقتني

علاقة زوجي أرهقتني (2)
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال:

الملخص:
زوجة ذكرتْ في استشارة سابقة أن زوجَها على علاقة صريحة بامرأة، وتسأل عن أمور جدَّت معها.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إلى الأستاذة مروة عاشور، كنتُ قد استشرتُك منذ شهور استشارةً عنوانها: "علاقة زوجي أرهقتني (1)"، وجوابُك - بارَك الله فيك ونفَع بعلمك - أثلَج صدري، وأكَّد لي بعضَ الأمور التي كنتُ أُكذِّبُها بيني وبين نفسي، وقد نصحتِني بأن أسعى لعودة زوجي؛ لأني أنا الرابحة، لعلَّ وعسى أن يُحدث الله بعد ذلك أمرًا، وأُثبتَ لنفسي أني الطرف الأقوى، ولن أجعَل واحدةً أخرى تتلاعَب بمشاعر زوجي ومشاعري، وتَهزُّ ثقتي بنفسي معه!


والآن لي شهورٌ ومشاعري متضاربةٌ، وقد حصَل حمل، والحمد لله، وقد اكتشفتُ في الفترة نفسها أن الأمور تطوَّرتْ كثيرًا بين زوجي وعشيقته، وكنتُ في مرحلة حَرِجةٍ من الحمل اجْتَزْتُها بصعوبة والحمد لله.


صارَحني زوجي بأنه لن يَستغنيَ عن والدة الفتاة، بحجةِ أنها أرملةٌ، وليس لديها أولادٌ ذكورٌ، وهم على تواصُلٍ وزيارات لا تَقِل عن ثلاث مرات أسبوعيًّا، فتمالكتُ نفسي كثيرًا، وأخبرتُه أنه حرٌّ في تصرفاته، ولا أريد أن يكون لي علمٌ بكل هذه الأمور، فهي حياته الخاصة، ولَمَّا كان مُصرًّا على فِعله، ولا فائدةَ من نقاشه، ولم تُجدِ كلُّ الأساليب التي اتبعتُها في سبيل إنهاء هذه العلاقة وعودة حياتنا كالسابق - فإني اختصرتُ كثيرًا، وأنهيتُ النقاش، وبقِيتُ في صراعٍ مرير، وأفكار ووساوس، وشكٍّ في أغلب تصرُّفاته، فيومًا أَجِدني قويةً، وأَشغَل نفسي قدرَ استطاعتي، وأُحاول أن أَبدوَ أمامَه برُوحٍ مرحة، ونفسٍ قويةٍ ومتمالكةٍ، وكأن شيئًا لم يكن، ويومًا أجدني عكسَ ذلك تمامًا! زوجي يريد أن يَعيش حياته كما يَحلو له، وأنا أكتوي بنار الخيانة والغيرة! ولَمَّا وجدتُ أنه لا سبيل إلى إنهاء علاقته بتلك المرأة إلا أن يشاءَ الله، أردتُ أن أسالَ عدة أسئلة:
1- كيف أجتاز كلَّ الضيق والمشاعر السلبية، خاصة في هذه المرحلة من الحمل والمرحلة المقبلة؟


2- كيف أُنهي فضولي إلى معرفة الحد الذي وصلتْ إليه علاقتهما؟


3 - ما نهاية هذه العلاقة إن كان لها نهاية؟


أُحاول جاهدةً أن أتصرَّف بحِكمةٍ، وأن أُنهي الموضوعَ، ولا أُنهي نفسي والله المستعان.



الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أيتها العزيزة حيَّاكِ الله مُجددًا، ومرحبًا بكِ في كل وقتٍ، لستُ أدري مِن أين أتتْ لكِ فكرة أنه حرٌّ فيما يفعل وفيما يَقترف من علاقة مُحرمة تؤثِّر سلبًا عليكِ وعلى البيت بما فيه من أبناء، يجب عليه شرعًا تربيتهم والإحسانُ إليهم، وتوفير الحياة الطيبة التي لا يكون فيها الوالدُ بئس المثل الذي قد يَحتذي به ولدُه، فيكون لَبنةً غير صالحة في مجتمع يَعجُّ بالغَثِّ والسمين!

ليس حُرًّا مَن يفعَل ذلك، ولم يَجعل الإسلام الحرية مُطلقة لرجلٍ أو امرأة، ولقد وضع الله تعالى لنا ضوابطَ شرعيةً تُحيط بعلاقات الناس، فتُنَظِّمُها وَفْقَ حدودٍ لا ينبغي لنا أن نتعداها بحجة أننا أحرار.

كنتُ أتوقَّع أن تَستشيري في أمر فِراقه أو البقاء معه في نهاية رسالتكِ، وإذ باستشارتكِ تُفاجئني أنكِ فقط تبحثين عن وسيلة لمنع فضولكِ مِن تقصِّي أخباره وأخبارها! فهل لكِ أن تُفكري: لماذا الإصرار على مقاساة مأساةً جديدة كل يوم، ويَحترق قلبُكِ حزنًا وكَمدًا لمعرفة إلى أي مدًى وصلتْ تلك العلاقة الآثمة؟

لقد حاولتِ جهدكِ وبذَلتِ ما في وسعكِ، ونصَحتِ وتقرَّبتِ إليه بكل السُّبل - على حد قولكِ - فلم يتبقَّ لكِ إلا أن تَحسمي أمركِ، وتُصدري قراركِ بالاستمرار في هذا العذاب أو النجاة بنفسكِ وطفلتكِ من جحيم الحياة بين فَكي الخيانة!

إن لم تكن حياتكِ وما فيها من بشر - كالزوج والأهل والأصدقاء وغيرهم - عونًا لكِ على طاعة الله، فما الذي تَنتظرينه حتى تُحقِّقي لنفسكِ وابنتكِ المعيشة السويَّةَ التي تكون طريقكِ إلى رضا الله ونَيْل جنَّته؟!

فإن أبيتِ إلا البقاء، فلا بد لمثل هذا الزوج من رادعٍ قوي، ولا بد مِن تدخُّل أحد أفراد أسرتكِ كوالدكِ - حفِظه الله - مع أحد أفراد أسرته، لمناقشته في خطورة ما يفعَل، ولتوضيح الصورة من وجهة نظرٍ بعيدة عنه، أو أن الحب قد حال بينه وبين استبصارِها، فإن استمرَّ في غيِّه وتمادَى في تلك العلاقة، وتواصَل بالزيارات لامرأة في بيتٍ لا يَحِلُّ له أن يَدخُلَه، ويطَّلع على عوراته - فلا يَصلُح مثلُه لتربية أبنائه ويُخشى عليهم منه!

فنصيحتي لكِ أن تَعرضي الأمر على حُكماء العائلتين، وتتفاهمي معهم في كيفية إصلاح هذا الزوج الذي لا تُريه عواطفُه الحقَّ، ولا تُسمعه مشاعرُه غيرَ صوت الوهم الذي يسعى وراءه، يَحسَب أنه سيجد فيه راحته وهناءَه!

بعض الرجال يتمادى في ظلمه لأهله، ويتهاون في حقِّ زوجته إن رأى منها ضَعفًا واستكانةً، وإن استشعَر فيها تسليمًا لكل ما يتمادى فيه، ولا يتراجع إن أيقَن أنها ستَقبَل الوضعَ المُهين، وترضَى بالانحراف الأخلاقي؛ خوفًا على نفسها من أن يَلْحَقَها لقبُ مُطلقة، وحِفاظًا على أولادها وبيتها من أن يتهدَّم، فعلى المرأة الحكيمة أن توازنَ بين إعطاء زوجها حقَّه، وألا تتعرضَ لعقاب الله بمعصيته، ولكن لا تَقبل ولا ترضى له الوقوعَ في الإثم والانزلاق في بئر المعاصي السحيق، وتظُن أنه حُرٌّ في ذلك!

عُذرًا، لا أجد ما أَنصحكِ بفعله لتَتشاغلي عن علاقته الآثمة الصريحة؛ لأنكِ بهذا تُعلنين أنكِ راضيةٌ عنها، أو أنكِ مضطرة لقَبولها لعجزكِ عن فعل شيءٍ!

يا عزيزتي، الحياة لا تَمنَح الضعيف مِن حقه شيئًا، والناس - إلا مَن رَحِمَ الله - لا يَسمَعون صوت الحق إلا أن يكون قويًّا جَهورِيًّا، لا يُزعزعه تهديدٌ ولا يُؤثر فيه وعيدٌ!

اهتمِّي بنفسكِ وامْنَحيها السلام والراحة، ولو تَكدَّر صفوُ زوجكِ وتعكَّر مزاجُه ما دام مستمرًّا في ظلم نفسه وظلمكِ، وظُلم أبنائكما.

لا بد أن تَضعي له ولها حدًّا بدلًا من أن تبحثي عن شَغْل نفسكِ، على أمل أن يأتي يومٌ يَأذَن الله فيه أن يُفيق ويعود إلى رُشده!

وإن تيسَّر لكِ أن تُراسلي تلك المرأة وتُخبريها بعِظَم ما تفعل مِن استقبال الأجانب في بيتها بغير رباط شرعي، وأن تُذكِّريها بأن الحرام لا يدوم، ولو بدا لها استمرارُه، أو تمكَّنتْ مِن أسْره، فإن خشيتِ بطشَ زوجكِ، وتوقَّعتِ أذًى منه إن أنتِ فعلتِ، فلا تُعرِّضي نفسكِ لأذاه! ولا تنسي فضل الدعاء وقوَّته في تغيير الحال وتقليب القلوب، والله تعالى لا يُعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، فهو حسبكِ ونعم الوكيل.

نسأل الله أن يَعصِمَنا من الفتن ما ظهَر منها وما بطَن، وأن يُنجينا برحمته من شرِّ شياطين الإنس والجن، والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.44 كيلو بايت... تم توفير 2.09 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]