أحاديث الدجال: مسائل وفوائد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4939 - عددالزوار : 2029895 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4514 - عددالزوار : 1306177 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 123604 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77602 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 49036 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61504 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42908 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-08-2021, 02:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي أحاديث الدجال: مسائل وفوائد

أحاديث الدجال: مسائل وفوائد
د. محمد بن عدنان السمان


ظهور الدجال أحد أشراط الساعة الكبرى، وأعظم الفتن منذ خلق الله آدم - عليه السلام - إلى قيام الساعة.

وقـد حــذر الـنـبي صلى الله عليه وسلم منه في أكثر من ثلاثين موضعًا؛ مبينًا خطره تارة، ومـحـذرًا مـنه حينًا، وذاكرًا طرق السلامة منه تارة أخرى. ولما تعددت وتنوعت الأساليب في مواجهة هذه الفـتـنـة العـظـيـمة وصلنا إلى مسائل وفوائد مستفادة من فعل وقول الهادي البشير صلى الله عليه وسلم.

وقبل الشروع في ذكرها لعلنا نقدم بما يلي:
الحكمة في عدم التصريح بذكر الدجال في القرآن الكريم:

ولـعـل أحـسـن مـا قيل في ذلك ما ساقه الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله - في "فتح الباري"[1] حيث قال: "وأجيب بأجوبة:
أحـدهـا: أنـه ذُكـر فـي قـولـه: ﴿ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ﴾ [الأنعام: 158]، فقد أخرج الترمذي وصححه عن أبي هــريــرة - رضي الله عنه - رفعه: « ثلاثة إذا خرجن لم ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل: الدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها».

الثاني: قد وقعت الإشارة في القرآن إلى نزول عيسى عليه السلام في قوله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ﴾ [النساء: 159]، وفي قوله - تعالى -: ﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ﴾ [الزخرف: 61]، وصح عنه أنه الذي يقتل الدجال، فاكتفى بذكر أحد الضدين عـن الآخــــر، ولكونه يلقب: (المسيح) كعيسى عليه السلام؛ لكن الدجال مسيح الضلالة، وعيسى عليه السلام مسيح الهدى.

الثالث: أنه تـرك ذكـره احتقارًا، وتُعُقِّب بذكر يأجوج ومأجوج وليست الفـتـنة بهم بدون الفتنة بالدجال والذي قبله، وتعقب بأن السؤال باق وهو: ما الحكمة في ترك النص عليه؟

وأجابنا الإمام البلقيني بأنه نظر في كل مَنْ ذُكِرَ في القرآن من المفسدين فوجدهم ممن مضى وانـقـضـى أمـره، وأما من لم يجئ بعدُ فلم يذكر منهم أحد. انتهى. وهذا ينتقض بيأجوج ومأجوج. ووقـــع في تفسير البغوي أن الدجال مذكور في قوله - تعالى -: ﴿ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ ﴾ [غافر: 57]، وأن المراد بالناس هنا الدجال من باب إطلاق الكل على البعض وهذا - إن ثبت - أحسن الأجوبة؛ فيكون من جملة ما تكفل النبي صلى الله عليه وسلم ببيانه، والعلم عند الله".

فوائد في التعامل مع الفتن:
1- الـتـزود بالطاعات والإكثار من الأعمال الصالحة حصن حصين من الفتن وزاد قوي في التصدي لها عند حلولها:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا بالأعمال ستًا[2]: طـلــوع الـشـمــس من مـغـربـهــا، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم[3]، أو أمر العامة[4]. [5]

فـأوصـى صلى الله عليه وسلم بـالاجـتـهـــاد في الأعمال الصالحة؛ بل والمسابقة إليها قبل حلول وقت الفـتـن.

وذكر ابن حجر - رحـمـه الله - في الـفـتـــح[6] ما أخرجه الحاكم من طريق قتادة عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رفعه أنه يـخــرج - يعني الدجال - في نقص من الدنيا وخفة من الدين وسوء ذات البين فيرد كل منهل، وتطوى له الأرض.

فانظر - رعاك الله - إلى ضعف الدين وقلته في وقت خروجه.


2- الحث على الائتلاف بين المسلمين وترك الخلاف والنزاع والفرقة، وأن الفتنة أعظم في وقت الخلاف منها في وقت الائتلاف:
ويـشـهد لهذه الفائدة الحديث السابق الذي رواه الحاكم، وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قـــال: أحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق: "إن الأعور الـدجـــال مسيح الضلالة يخرج من قِبَلِ المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقة، فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض أربعين يومًا[7].

3- الحذر والتحذير من الفتن قبل وقوعها:
وهذا ظاهر في كل الأحاديث التي تحدثت عن الدجال، بل إن الأنبياء كل الأنبياء حذروا أممهم منه كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: "ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب..."[8] [9].

4- عدم الانخداع بالمظاهر خصوصًا وقت الفـتن، بل وتحذير الناس من ذلك:
ونلحظ ذلك في المظاهر الخادعة التي تـصـاحــب الدجال، ومن ذلك: أن معه جنة ونارًا، وأنه يأمر السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت[10]، - لكن كل هذا - بإذن الله تعالى، ولو تمعن المتمعن لما انخدع. قال ابن الــعـربـــي[11] - رحمه الله -: "في اختلاف صــفـــات الدجال بما ذكر من النقص بيان أنه لا يدفع النقص عن نفسه كيف كان، وأنه مـحـكــوم عـلـيـه في نفسه"، إذن لا يستطيع أن يدفع الضرر عن نفسه، فكيف يدفعه عن غيره؟!

5- ضـرورة الابـتـعــاد عـن مـواضــع الشبهات والفتن، وألا يعتقد المرء أنه على قدرة في مواجهة الشبهات والفتن، وخصوصًا مع قلة العلم والدين:
عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عـلـيـه وسـلــم قال: "من سمع بالدجال فَلْينأَ عنه؛ فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتـبـعه مما يبعث من الشبهات، أو لما يبعث به من الشبهات"[12] [13].

6- لا يكفي تحذير الناس من الفتن؛ بل الواجب توضيح السبل للخلاص منها:
وقد وضح النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة من السبل للخلاص من الدجال؛ ومنها:
أ - قراءة فواتح سورة الكهف: قال صلى الله عليه وسلم: "... فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف[14].

ب ـ قــــال صـلــى الله عليه وسلم: "لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان: أحدهما رأي العين ماء أبيض، والآخر رأي العين نار تأجج، فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارًا وليغمض، ثم لـيـطـأطـئ رأســـه فـيشرب منه؛ فإنه ماء بارد، وإن الدجال ممسوح العين عليه ظفرة غليظة، مكتوب بين عـيـنـيه: (كافر) يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب[15].

ج ـ التعوذ منه: ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: "وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال[16].

7- الفتنة ليست شرًّا محضًا:
نقل الإمام النووي - رحمه الله - عن العلماء أنهم قالوا: "هذا من جملة فتنته التي امتحن الله - تعالى - به عباده ليحق الحق ويبطل الباطل، ثم يفضحه ويظهر للناس عجزه[17].

8- الحق لا بد أن ينتصر وتُنهى الفتن ويظهر الحق:
وهذه أعظم فتنة تمر على البشرية ثم تنتهي، وينزل عـيـسى عليه السلام ليهلك الدجال، كما ثبت في صحيح مسلم: "... يخرج الدجال في أمتي فـيـمـكــث أربـعـين... فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه"[18].

9- أهمية العلم الشرعي في مواجهة الفتن:
فـالمـؤمن الذي يكشف زيف الدجال وكذبه مسلم متمسك بالعلم الشرعي المبني على الدليل الشرعي؛ لذا تجده يخاطب الدجال بلهجة الواثق كما في صحيح البخاري: "... فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه"[19].

فهو نَسَبَ عِلْمَهُ بالدجال لعلمه بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا من أعظم العلم الشرعي.

10- ويتبع القاعدة الماضية سؤال أهل العلم عما أشكل وخصوصًا وقت الفتن: ومن ذلك ما تكرر من أسئلة الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ عن هذه الفتنة.


فقد جاء في الحديث الذي رواه مسلم[20]: "... قلنا: يا رسول الله! وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يومًا: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم. قلنا: يا رسول الله! فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال "لا. اقدروا له قدره. قلنا: يا رسول الله! وما إسراعه في الأرض..." الحديث.

ومن هذا الحديث أيضًا نرى حرص الصحابة على الصلاة وإقامتها في وقتها.

11- الكثرة ليست دائمًا دليلًا على الحق:
والدجال باعتباره فتنةً عظيمة سيتبعه أناس كثيرون؛ فهل نقول إنه على الحق؟

لا، بالطبع؛ فعلى المسلم أن يلزم الحق ولو كان وحده وقد ثـبـت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وســـلــم قـــال: "يتبع الــدجــــال من يـهــود أصبهان سبعون ألفًا عليهم الطيالسة"[21].

قال ابن حجر في الفتح: وأخرج أبو نعيم في ترجمة حسان بن عطية أحد ثقات التابعين في الحلية بسند حسن صحيح إليه قال: "لا ينجو من فتنة الـدجــال إلا اثنا عشر ألف رجل وسبعة آلاف امرأة"[22]. وهذا لا يقال من قِبَلِ الرأي؛ فيـحـتـمل أن يكون مرفوعًا أرسله، ويحتمل أن يكون من بعض أهل الكتاب.

فوائد وقواعد في الدعوة:
1 - التأكيد على أمور العقيدة من أهم المهمات:
وهذا يتضح من أحاديث الدجال في التركيز على عدة مهمات عقدية منها:
أ ـ غرس توحيد الأسماء والصفات:
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور"[23]. [24].

ب ـ إثبات رؤية الله ـ تعالى ـ في الآخرة وعدم رؤيته في الدنيا:
روى الإمام أحمد بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عـلـيــه وسلم قال للناس وهو يحذرهم فتنة الدجال: "تعلمون أنه لن يرى أحد منكم ربه - عز وجل - حتى يموت[25].

ج ـ حسن الظن بالله - جل جلاله -:
روى البخاري ومسلم عن المغيرة بن شعبة أنه قال: مـــا ســــأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال ما سألته وإنه قال لي: "ما يضرك منه؟" قـلـت: لأنهــم يقولون: إن معه جبلَ خبزٍ ونهر ماء. قال: "بل هو أهون على الله من ذلك"[26]. [27]

قال النووي ـ رحمه الله ـ: قال القاضي عياض ـ رحمه الله ـ: المعنى: وهو أهـون على الله مــن أن يجعــل ما خلقه الله ـ تعالى ـ على يده مضلًا للمؤمنين ومشـكـكـًا لقلوبهم؛ بل إنه جعله له ليزداد الذين آمنوا إيمانًا، ويثبت الحجة على الكافرين والمنافــقـيـن ونحــوهـم، وليس معناه أنه ليس معه شيء من ذلك[28].
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 89.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 87.99 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.87%)]