كفاح من أجل العلم

[ابوالوليد المسلم]

كفاح من أجل العلم


أ. شروق الجبوري



السؤال

♦ ملخص السؤال:
فتاةٌ درست في معهد للحاسب، وتريد الدخول في دورة للحصول على شهادة كامبردج لتقنية المعلومات، وتسأل: ما رأيكم هل أسجل فيها أو لا؟

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
راسلتكم مِن قبلُ، وأشرتم عليَّ فجزاكم الله خيرًا على ما أشرتم.


أنا فتاةٌ مُحِبَّةٌ للعلم، أنهيتُ الثانوية منذ خمس سنوات، ودرستُ في معهد للحاسب دورة "إدارة الحاسب في الأعمال المكتبيَّة"، وحاليًّا لديَّ مبلغٌ مِن المال، ووجدْتُ عرْضًا في معهدٍ لنيل شهادة كامبردج لتقنية المعلومات.


أريد رأيكم ومشورتكم: هل أُسَجِّل في المعهد وأنال الشهادة؟ وهل فائدتها الوظيفيَّة جيدة مُستقبلًا؛ فقد قال لي البعض: لا فرْقَ بينها وبين ما أخذته مِن المعهد السابق؛ إدارة الحاسب المكتبية.


كذلك لديَّ عزْمٌ - إن شاء الله - أن أدرسَ تخصُّص "إدارة أعمال" إذا تَيَسَّر لي المال - بإذن الله!

الجواب

ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
نُرَحِّب بك مرة أخرى في شبكة الألوكة، ونشكر حُسن ظنك ودعاءك المبارك، سائلين المولى القديرَ أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.


وأُحَيِّي (بشدة) هدَفك ورغبتك في مُواصلة مسيرة العلم والمعرفة، وعدم استِسلامك للظروف المالية وغيرها، بل ابتكارك الوسائل والسبُل التي تحقِّق لك هذا الهدَف، مما يُشير إلى اتسامك بِسِمات الشخصية الناجحة، وأسأل الله تعالى أن يُسَدِّد مَسْعاك.


عزيزتي، إنَّ دورة تقنيات المعلومات CID-IT تُقَدِّم تدريبات عن برامج وتطبيقات مايكروسوفت أوفيس Microsoft Office ونظام التشغيل ويندوزMicrosoft Windows المهمة، وهذه البرمجيات تُعَدُّ مِن ضرورات العمل في أكثر المجالات العملية، إن لم نَقُل جميعها، لا سيما برامج الوورد بروسيسر word processor.


فإذا كانت الدورة التي سبَق لك الاشتراك فيها قد غطَّتْ في مفرداتها تلك الموضوعات، فلا أجِد حاجةً مُلِحَّةً للاشتراك في أخرى تُقَدِّم لك نفسَ ما تدرَّبْتِ عليه أصلًا، لا سيما وأنَّ المال يعني لك الكثير في تحقيق هدفك لإكمال دراستك.


عزيزتي، إنَّ طريق الكفاح - كما أصبتِ في وصفه في عنوان رسالتك - مِن أجْلِ مُواصَلة تعليمك الأكاديمي سيكون مَليئًا بعددٍ مِن المحطَّات التي تعرض أمامك بدائلَ يُمكن أن تُؤَخِّرَ وصولك إلى هدفك الرئيسي، أو تأخذك بعيدًا عنه؛ ولذلك فإني أنصحك بوَضْع هذا الهدف أمام ناظريك عند كل محطةٍ أو أمرٍ يستحدث لك، ثم تتفكَّرين مَلِيًّا في هذا الأمر، وتحسبين فوائده وعوائده الإيجابية عليك، وما سيأخذه منك؛ كالمال والوقت وغيره، ثم انظري إلى مدى تأثير ذلك في تقريبك مِن تحقيق الهدف الرئيسي، المتمثِّل في إكمال دراستك أو تأخيره، لتتخذي قرارك النهائي بعد ذلك وفْق النتائج التي خرجتِ بها مِن تلك التأمُّلات.



واعلمي يا بنتي أنَّ هذه المُوازَنةَ الفكريَّةَ القائمة على تحليلٍ مُتَأَنٍّ للواقع، تُمَثِّل ركائزَ أساسيةً للنجاح في المجال الإداري، الذي أعربتِ عن رغبتكِ في دراسة تخصُّصه.


وأخيرًا، أختم بالدُّعاء إلى الله تعالى أن يُوفِّقك ويُسدِّدك في تحقيق صالح طموحاتك، وينفع بك

وسنسعد بسماع أخبارك الطيبة مجددًا