شرح حديث أبي هريرة: "سبعة يظلهم الله في ظله" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ياصاحبي..... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 17 - عددالزوار : 9617 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5029 - عددالزوار : 2177585 )           »          العلاج بأبوال الإبل في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4611 - عددالزوار : 1458533 )           »          العناية بالشفتين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حف الشارب وإزالة شعر الإبطين والعانة في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          التمر غذاء ودواء في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الذكاء الاصطناعي والتعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          العسكرية عند الحاجب المنصور: دراسة من كتاب "الحاجب المنصور: أسطورة الأندلس" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          خلاف العلماء في طرق تطهير الماء المتنجس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 31-05-2021, 05:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,938
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث أبي هريرة: "سبعة يظلهم الله في ظله"

شرح حديث أبي هريرة: "سبعة يظلهم الله في ظله"








سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين


عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سبعة يُظِلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمامٌ عادل، وشابٌّ نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبُه معلَّق بالمساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتمَعا عليه، وتفرَّقا عليه، ورجل دعَتْه امرأة ذات حسن وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تَصدَّق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفِق يمينه، ورجل ذكَرَ الله خاليًا ففاضتْ عيناه))؛ متفق عليه.



قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

ثم ذكَرَ المؤلِّف رحمه الله تعالى حديثَ أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى عليه وسلم قال: ((سبعة يُظِلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمام عادل، وشابٌّ نشأ في عبادة الله، ورجل قلبُه معلَّق بالمساجد، ورجلان تحابَّا في الله، اجتمَعا عليه وتفرَّقَا عليه، ورجل دعتْه امرأة ذاتُ منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل ذكَرَ الله خاليًا ففاضت عيناه))، فهؤلاء سبعة، وليس المراد بالسبعة العدد، يعني أنهم سبعة أنفار فقط، ولكنهم سبعة أصناف؛ لأنهم قد يكونون عددًا لا يحصيهم إلا اللهُ عز وجل.



ونحن لا نتكلم على ما ساق المؤلِّف الحديث من أجله؛ لأن هذا سبق لنا، وقد شرحناه فيما مضى، ولكن نتكلَّم على مسألة ضلَّ فيها كثير من الجهال، وهي قوله: ((سبعة يُظِلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه))، حيث توهَّموا جهلًا منهم أن هذا هو ظلُّ الله نفسه، وأن الله تعالى يظلهم من الشمس بذاته عز وجل، وهذا فهم خاطئ منكَر، يقوله بعض المتعالمين الذين يقولون: إن مذهب أهل السُّنة إجراء النصوص على ظاهرها.



فيقال: أين الظاهر؟! وأين يكون ظاهر الحديث وأن الرب جل وعلا يُظِلُّهم من الشمس؟!

فإن هذا يقتضي أن تكون الشمس فوق الله عز وجل، وهذا شيء منكر لا أحد يقول به من أهل السُّنة، لكن مشكلات الناس - ولاسيما في هذا العصر - أن الإنسان إذا فهم لم يعرف التطبيق، وإذا فهم مسألةً ظنَّ أنه أحاط بكل شيء علمًا.



والواجب على الإنسان أن يعرف قدر نفسه، وألا يتكلم - لا سيما في باب الصفات - إلا بما يعلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام الأئمة.



فمعنى ((يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه)) أو ((يُظِلُّهم الله في ظلِّه)) يعني الظل الذي لا يَقدِرُ أحدٌ عليه في ذلك الوقت؛ لأنه في ذلك الوقت لا بناء يُبنى، ولا شجر يغرس، ولا رمال تقام، ولا أحجار تصفف، ولا شيء من هذا؛ قال الله عز وجل: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ﴾ [طه: 105 - 107].



ولا يُظِلُّ الخلائقَ من الشمس شيءٌ؛ لا بناء، ولا شجر، ولا حجر، ولا غير ذلك، لكن الله عز وجل يخلق شيئًا يظلِّل به من شاء من عباده، يوم لا ظلَّ إلا ظله، هذا هو معنى الحديث، ولا يجوز أن يكون له معنى سوى هذا.



والشاهد من هذا الحديث لهذا الباب قوله: ((رجلان تحابَّا في الله، اجتمَعا عليه، وتَفرَّقا عليه))؛ يعني أنهما جرَتْ بينهما محبة، لكنها محبة في الله، لا في مال، ولا جاه، ولا نَسَبٍ، ولا أي شيء، إنما هو محبة الله عز وجل، رآه قائمًا بطاعة الله، متجنبًا لمحارم الله، فأَحَبَّه من أجل ذلك، فهذا هو الذي يدخل في هذا الحديث: ((تحابَّا في الله)).



وقوله: ((اجتمَعا عليه، وتَفرَّقا عليه)) يعني اجتمَعا عليه في الدنيا، وبقيت المحبة بينهما حتى فرَّق بينهما الموت، تَفرَّقا وهما على ذلك.



وفي هذا إشارة إلى أن المتحابين في الله لا يقطع محبتَهم في الله شيءٌ من أمور الدنيا، وإنما هم متحابون في الله لا يفرِّقهم إلا الموت، حتى لو أن بعضهم أخطأ على بعض، أو قصَّر في حق بعض، فإن هذا لا يهمهم؛ لأنه إنما أحَبَّه لله عز وجل، ولكنه يصحِّح خطأه، ويبيِّن تقصيره؛ لأنه هذا من تمام النصيحة.




فنسأل الله أن يجعلنا والمسلمين من المتحابِّين فيه، المتعاونين على البر والتقوى، إنه جواد كريم.



المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 261- 263)





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.34 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]