|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التأثير السلبي للصديقات أ. أسماء حما السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة جامعية بدأت تتأثر بزميلاتها سلباً، مما جعَلها تغتاب مثلهنَّ، وتنظر للرجال وتتحدث في أمور لا قيمة لها. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة أدرس في إحدى الكليات، ولا يَخفى عليكم وُجود الاختلاط فيها، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وبيني وبين صديقاتي احترامٌ متبادَل. المشكلة أنَّ صديقاتي يَسمعْنَ الأغاني، ويُشاهِدْنَ المسلسلات والأفلام التافهة، وكثيرًا ما يتكلَّمْنَ عن الرجال مِن غير مَحارمهنَّ؛ سواء ممن يعملون أو يدرسون معنا، أو ممن يُشاهِدْنَهم في التلفاز، وذلك بوَصْفِ جمالهم، ومدح أشكالهم أو نقدها! في بداية معرفتي بهنَّ كنتُ أقول: لعلي أنصحهنَّ ويهديهنَّ الله بسببي، وقد نصحتهنَّ بشكل غير مباشر، وبعضهنَّ بشكل مباشر، ولم أرَ استجابةً منهنَّ، إلا أنَّ بعضهنَّ غير مُقتنعاتٍ بحرمة الأغاني أصلًا! المشكلة الكبرى أني أشعُر بأني بدأتُ أتأثَّر بهنَّ، فكنتُ في السابق إذا اغتبتُ أحدًا أشعر بالندَم والخوف مِن الله، أما الآن فبات الأمرُ سهلًا على قلبي، ولا أشعر بالندَم. بدأتُ أفقد مَبادئي، وأتأثَّر سلبيًّا بهنَّ، ولا أعرف ماذا أفعل! أحيانًا أقول: سأقطع علاقتي معهنَّ نهائيًّا، وأحيانًا أخرى أقول: سأكون معهنَّ، وإذا تحدَّثْنَ في التفاهات سأبتعد عنهنَّ، فبمَ تنصحونني أنتم؟ مشكلتي الثانية: أني أُحاول جاهدةً بتوفيق الله أن أغضَّ بصري عن الرجال الأجانب عني في كلِّ مكان، إلا أني أبقى في صراعٍ كبيرٍ في أثناء محاضراتنا الدراسية، فأغلبُ مَن يدرِّسنا مِن الرجال، فتارةً أنظُر إليه لأركِّزَ مع شرحه، وتارةً أغض بصري. فكيف أغض بصري عنه؟ علمًا بأني بتوفيق الله وفضله حريصة على التستُّر والاحتشام الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلًا ومرحبًا بك في شبكة الألوكة، وأسأل الله لك السداد. بالنسبة لما ذكرتِ مِن سماع زميلاتك للغناء وتأثرك بهنَّ، فإني أقول: إن سماع الغناء والكلام الماجن الذي يقود إلى تخيُّل الحرام وتمنيه مُحرَّم طبعًا. أما بالنسبة لمشاهَدة المسلسلات والأفلام التافهة، فهو - غير أنه إضاعة للوقت - يَجعل العين تعتاد النظَر إلى المحرَّمات، وإلى قصص الحرام والزنا والعلاقات المحرَّمة وأولاد الحرام، وهكذا، فيُحيله إلى أمرٍ طبيعيٍّ غير مُستهجنٍ في المجتمع، وما الغزوُ الثقافي التركي والهندي اليوم إلا مثالٌ حيٌّ لما آلتْ إليه أحوالُ أمتنا؛ فقد تأثرتْ أفكار الفتيات في عمر المراهقة وما فوق، وتغيَّرَتْ حتى عاداتهنَّ في أوطانهنَّ في اللباس والهيئة، فنجد الأنفَ قد ثُقب تقليدًا للممثلة الفلانية، وكان ذلك مُستهجنًا ومستقذرًا في زمن سابق. أختي الفاضلة، صرِّحي أمام زميلاتك عن رفضك لما يُعْرَض عبر هذا الإعلام الهابط؛ لأنه لا بد شيئًا فشيئًا سيتأثَّرْنَ بك وبفكرك. أما الغيبةُ فهي حرام، قال تعالى: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12]، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومَن ظلم إنسانًا فقذفه أو اغتابه أو شتمه ثم تاب قَبِل اللهُ توبته، لكن إن عرف المظلومُ مكَّنه مِن أخذ حقِّه، وإن قذفه أو اغتابه ولم يبلغه ففيه قولان للعلماء هما روايتان عن أحمد: أصحُّهما أنه لا يُعلمه أني اغتبتُك، وقد قيل: بل يُحسن إليه في غيبته كما أساء إليه في غيبته؛ كما قال الحسن البصري: كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته". وقيسي على نفسك، فانظري هل تحبين أن يَذكرك أحد بسوء في ظهرِك؟! وتذكَّري هذا كلما أردتِ الغيبة، وادعي لمن اغتبتها في ظهر الغيب. أما بالنسبة للنظَر للرجال الأجانب، فقد قال الله تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [النور: 30، 31]، وكما جاء في الحديث الصحيح: ((العينُ تزني وزناها النظر...)) وفي آخره: ((.. والفَرْجُ يُصدِّق ذلك أو يكذبه))، وأُمِرَت النساء بغَضِّ البصر كما أُمِرَ الرجال، وغض البصر في اللغة: يعني: كفه ومنعه مِن الاسترسال في التأمل والنظَر. وإني حقيقةً أجد اليوم مِن النساء فُحشًا في القول، واسترسالًا في النظر، مِن غير الملتزمات دينيًّا، ومِن بعض مَن يدَّعين الالتزام، وللغناء والمسلسلات والفن الهابط دورٌ في جَعْل عينها تعتاد النظر وتصيد الشكل الجميل مِن الرجال لمُغازَلته ومعاكسته أمام المارة وخلف المارة، أمام أعين الناس وخلف أعينهم، في وسائل التكنولوجيا، وفي الواقع أمثلةٌ حيةٌ للعُهر الأخلاقي والتكنولوجي الصادر مِن النساء، فما عادت المعاكَسات تصدر مِن الرجال وحدهم تجاه النساء، بل أصبحت النساءُ اليوم أكثر جرأةً وأشد وقاحةً. ومِن المحاذير الاستهانةُ بالمنكر المنظور إليه، فمَنْ تَلَذَّذ بالنظر إلى منكرٍ مِن المنكرات لا يَبْعُد أن يتلذذَ بفعله، ولو بعد حينٍ؛ لأنَّ أمره هان عنده، والمؤمنُ الموحد إجلالًا لله وأمره، واحترامًا لرسول الله وشرعه، لا يقوى قلبُه على رؤية ما يبغضه الله ورسوله! أختي الفاضلة، أُحَيِّي فيك عفتك وضميرك اليقظ، وأرجو منك أن تتعاملي بشكل طبيعي في دراستك الجامعية ومع أساتذتك، وتحفَّظي قدر الإمكان، ولا يكلف الله نفسًا إلا وُسعها. كوني مختلفةً فصُويحباتك تغريهنَّ المظاهرُ، وما هي إلا قوالبُ خداعة، وأنت مختلفة بإذن الله، فكوني غنيةً بجوهرك، ولا يعني هذا أن تفارقيهنَّ بل بخُلُقك واستقامتك أثري فيهنَّ، وانتقي صحبةً صالحةً إضافية تُعينك على الخير. وأخيرًا تأكَّدي أننا جميعًا بشرٌ نصيب ونُخطئ، وفي كل إنسانٍ خير، فالتَمِسي ما عنده مِن الخير، وابتعدي عما يُؤذيك فيه. أسأل الله أن يحميك من الفِتَن ما ظَهَر منها وما بَطَن حفظك الله
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |