مديري يظلمني فهل أترك العمل؟

[ابوالوليد المسلم]

مديري يظلمني فهل أترك العمل؟
أ. فيصل العشاري





السؤال



♦ ملخص السؤال:

فتاة تعمل في المجال الطبي وقتًا أطول وعملاً أكثر، ومدير العمل يفرق بينها وبين غيرها، ويعطيها أقل، وتسأل: هل أترك العمل لهذا الظلم أو لا؟



♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أعمل في مجال طبي منذ عامين ونصف، ويَشهد الله أني أعمل فيه بجدٍّ واجتهادٍ، وأتحمَّل المسؤولية كاملة!



منذ عامٍ جاءتْ إلينا زميلة للعمل، تقوم بنفس العمل الذي أقوم به ولمدة 3 ساعات فقط، وأنا أعمل أكثر منها، وكلٌّ منا يأخذ الأجر نفسه!



المشكلة أن المدير بدأ منذ عدة أشهر يعطيها أكثر مني، مع أنها تعمل وقتًا أقل مني، وأقل مني في كمية العمل.



لَمَّحتُ له أني أستحق زيادة في راتبي، فقال: ليس من حقك، وليس من حقك الاعتراض أو إرشادي كيف أعمل!



والآن أفكِّر في ترْك العمل



فبِمَ تشيرون عليَّ؟


الجواب



الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.



لا يوجد شيءٌ أقسى على النفس من الظُّلم والتمييز؛ لذلك خلَق الله تعالى البشرَ أحرارًا، وجعَلَهم متساوين في الحقوق والواجبات، وحتى تسيرَ الحياة بنسقها الطبيعي لا بد أنْ يكونَ الناسُ أمام القانون سواسية كأسنان المُشط.



ولا شك أن المُؤسسات الطبية وغير الطبية لا بد أن تخضعَ للقانون العام بشأن تنظيم الموارد البشرية وقوانين التوظيف والأجور، وإن حصل تجاوُز أو ظلمٌ فينبغي أن تكونَ هناك قنوات معروفة للتظلُّم.



موضوعُك فيه شِقَّان رئيسيان:

الأول: قانوني، وهذا لا بد أن تستشيري فيه رجل قانون في بلدكم، ليدلك على الكيفية الصحيحة في المطالبة بحقِّك.



والثاني: أخلاقي، وهو يتعلَّق بتصرُّف هذا المدير الذي لم يعدلْ بينك وبين زميلتك في الأجر.



بالطبع ليس له حجَّةٌ أخلاقية في هذه المحاباة وهذا التمييز، ولكن مسألة ترْك العمل من عدمه مسألةٌ تخضع للدراسة وتقدير المصلحة والمفسدة في اتخاذ هذا الإجراء مِن عدمه.



إن كان يُمكنك التظلُّم واستخراج حقك بطريقة قانونيةٍ، فلعل هذا يكون هو الخيار المفَضَّل، فإذا لم يتيسرْ هذا الخيارُ، فهنا ستنتقلين إلى الخيار الثاني، وهو موضوعُ ترك العمل، أو البقاء فيه رغم وُجود هذا التمييز والظلم.



إن كنتِ ستجدين عملاً آخر أفضل من هذا العمل، فعليك بالانتقال على الفور، وبالطبع لا بد قبل تقديم استقالتك من ضمان الحصول على العمل الجديد، ويمكنك التقديم عليه والعمل فيه بفترة تجريبيةٍ، وأخذ إجازة مُؤَقَّتة من العمل الحالي.



فإن لَم يكنْ عندك خيارٌ آخر غير الصبر على الوضع الحالي، فوَطِّني نفسك على الصبر، وأنجزي ما يوكل إليك مِن مهام، وما يقع من ظلم يتحمَّله هذا الشخص ولا علاقة لك به.



يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((ومَن يَتَصَبَّر يُصَبِّرْه الله))؛ متفق عليه؛ أي: يرزقه القدرة على الصبر وتحمُّل الشدائد.



نسأل الله أن يجعل عاقبتك رشدًا وخيرًا



والله الموفِّق