والدي بخيل معنا ماديا وعاطفيا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-02-2021, 10:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي والدي بخيل معنا ماديا وعاطفيا

والدي بخيل معنا ماديا وعاطفيا
أ. فيصل العشاري





السؤال



ملخص السؤال:

شابٌّ يشكو مِن والده الذي لديه مالٌ كثير، لكنه بخيلٌ وقاسي القلب، مما جَعَل الشابَّ مكتئبًا مُنطويًا، ويريد بعض النصائح ليتخلَّص من مشاعر الكره لأبيه.



تفاصيل السؤال:



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

راسلتكم مِن قبلُ، وانتفعتُ بما نَصحتموني به، فجزاكم الله خيرًا.




أنهيتُ دراستي على خيرٍ، وحصلتُ على الشهادة الجامعية، لكن انتابَني إحباطٌ وفشلٌ، وعندما نظرتُ في حالتي هذه وَجَدْتُ أنَّ سبب ما أنا فيه هو الوالد.




والدي شحيحٌ بخيلٌ، قاسي القلب، لم يُفكرْ يومًا في تقبيلي ولا احتوائي، كان يَقسو عليَّ بالسبِّ والاهمال العاطفيِّ، ربَّاني على الخوفِ والضعفِ، وكنتُ دائمَ الفقر والفاقة، حتى إنني لم أكنْ أجدُ ما أكسو به نفسي، فضلًا عن عيش الحياة الطيبة كما يتمتَّع بها أقراني.




كنتُ أعيش مُبتذلَ الحال، وحيدًا مُكتئبًا بسبب الفقر وشدة الحاجة، مع أن الوالدَ مَنَّ الله عليه بالرزق الواسعِ؛ إلا أنه يَدَّخر أمواله ولا يُنفق منها.




هذا الماضي أرْهَقَني، وأثَّر على مستواي الدراسي وحياتي، والآن أنا لا أطيق سماعه أو النظر إليه.




أخبِروني وانصحوني كما نصحتموني مِن قبلُ



وجزاكم الله خيرًا


الجواب



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأخ الكريم، نشكرك على تواصلك معنا، وثقتك في شبكتنا.




كم هو مُؤلِمٌ أن يَموتَ الإنسانُ عطشًا وهو يَحمل الماءَ على ظَهرِه ولا يَستفيد منه، وقد نظَم الشاعرُ هذه الصورةَ البليغة بقوله:






كالعِيسِ في البَيداءِ يَقْتُلُها الظَّمَا

والماءُ فوقَ ظُهُورها مَحمولُ









وكم هو مُؤلِمٌ عندما يعيش الولدُ في كنَفِ أبيه الذي يَملك مِن أسباب العطاء الماديِّ والمعنويِّ الشيء الكثير، ولكنه يَبخل به على فلذة كبدِه!




نعم نحن نُشاطرك هذه المشاعر، ولكننا لا نملك تغييرَ الواقع، ولكن قد نَملك حُسْنَ التكيُّف معه، وحُسن العِشْرة بالمَعروف لهذا الأب الذي بَخَل بِماله عليك.




فإذا كان أعظم ذنب يُعصى به اللهُ عز وجل هو الشِّرك، فمع ذلك فقد أمَر اللهُ عز وجل بالإحسان إلى الوالدين مع شِركهما؛ ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15]، فما بالُك بوالدٍ مسلمٍ مُوحِّد، ولكن غلَبَتْه صفةُ البخلِ والحرص فحسبُ، لا شك أنه أَوْلَى بالرعاية والإحسان؟!




وإذا كنتَ تَكره صفةَ البخل المادي والعاطفي في والدِك؛ فلا شك أنك ستَعمل بنقيضِها، وستكون كريمًا في عطائك الماديِّ والعاطفيِّ لأبيك ولغيره مِن الناس؛ نعم قد يكون هذا شاقًّا على النفس، ولكن هنا تبرز مَعادن الرجال؛ ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].




لكن هل تُصدِّق بأنك رجل محظوظ؟! حيث ساق اللهُ عزَّ وجل لك هذا الأب الذي حرَمك من الحنان العاطفي، وجعَلك أشبه باليَتيم.




مِن شأنِ هذه الصفة أن تُنمِّي فيك مشاعر الرحمة بالآخرين، وتَجعلك مُرهفَ الإحساس، وكذلك كان سيدنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم الذي نشأ يتيمًا تمهيدًا لمقصدِ رسالته العظمى ليكونَ رحمةً للعالمين.




إذا عقدتَ مُقارنةً بين أولاد الأغنياء وأولاد الفقراء في النتائج الدراسية؛ فماذا تتوقع؟




إذا كانتْ فُرَصُ التعليم متقاربةً، فإنَّ الفقراء يَحصدون نتائجَ أعلى؛ لأن الدافع لهم هو رُوح التنافسية، ولأنهم يعتبرون تعليمهم هو مستقبلهم الوحيد، بينما الأغنياء يَعتبرونه خيارًا ثانيًا؛ لذلك يَحصُل لدى بعضِهم هذا التراخي عن التعليم.




من هنا يُمكن أن تتلمَّسَ جوانبَ الخير التي تُحيط بك، وأنت لا تشعر!




إذًا هَلُمَّ إلى نَزْعِ النظَّارة السوداء، وعليك بلبس النظارة الشفافة النقية التي تُريك الأمور على حقيقتها.




تذكَّرْ بأنك ما زلتَ تَملك الكثير؛ الصحةَ، والعقلَ، ونعمةَ الأمن، فلا تُكَدِّر حياتك بهذا الحزن الذي تحيط نفسَك به.




اجعلْ شِعارك دائمًا شعارَ المؤمنين الصابرين الصامدين الصادقين: إنَّا لله وإنا إليه راجعون؛ قال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].




نسأل الله تعالى أن يعينك ويوفقك


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.54 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]