عرائس الموت.. قصة قصيرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-10-2020, 05:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي عرائس الموت.. قصة قصيرة

عرائس الموت.. قصة قصيرة


أ. محمود توفيق حسين


- العروسة الثانية -
ثريٌّ عصاميٌّ، بدأ من الصِّفر أو تحتِه، وعارك الحياةَ وعاركتْهُ، حتى تسلّق قمةَ الثراء والجاهِ في المجتمعِ المخملي.
في العام الأخير، همسَ في أذنَيهِ مستشارُ أعماله وصديقُهُ في آنٍ، بأنْ يُنشئ قناةً فضائيَّةً للغناء والمجون، واندهش من الفكرة! لكنَّ الرجلَ تكلّم في أذنهِ بصوتِ غواية، حتى زاغتْ عيناهُ على أرباحٍ مَهُولة:
.. قناة فضائية، و(استوديو) به مسرح، وبناتٌ شاباتٌ جميلات بملابسَ جريئة، يلتففنَ حول المغنِّي على أنغامِ الموسيقي، وستنهالُ عليك رسائل (sms)...
مكاسبُ ضخمةٌ بمجهودٍ قليل، تلك محطتكَ الأخيرة، المريحة جدًّا!

القناة نجحت..!

يسيرُ بسيارته مسرعاً جدًّا.. لديه دُفعةٌ جديدة، اليوم لديه كشفُ هيئة: سينتقي من البنات اللائي تقدمن للوظيفة، ينتظرنه في (الاستوديو) مع المغنّي.
في غَمضة عين، تنقلب به السيارة في منتصف الطريق. عيناه تَلعبانِ في مِحْجَرَيهِما، وهو بين حيٍّ وميت.. والعروسةُ المعلَّقة على مرآة الخلف، تتراقصُ أمامَهُ مع الريح القوية التي هبت تقتحم السيارة؛ العروسة تتراقص كأنها تتشفَّى مِن سيدها.



• • • • •



- العروسة الأولى -
في سَيَّارة الإسعاف التي تحمله، ينبعث من ذاكرته شيءٌ قد نُسي، وطلَّ عليه كضِفدَعٍ خرج من الطين:
في طفولته المدرسية، كان مدرسُ الأشغال النشط يَبرَعُ في صُنع العرائس وفي ملاعبتها بالخيوط. تفنَّنَ في صُنع عروسةٍ جميلة مثيرة، وألبسها لباسًا رقيعاً، وذهب بها إلى داره حيث يسكن في الطابق الأرضي، وعلّقها في سقف الشُّرفَةِ، تاركاً إيَّاها للتيار؛ والمارُّون يضحكون مِن العروسة الماجنة وقد تركتْ جسمها للهواء والهوى..!

وغاب المدرِّسُ عن المدرسة لأيام. واقترح هو على الزُّملاءِ الصِّبية أن يَذهبوا جميعا إليه في بيته.


مَشتِ المجموعةُ بعد انتهاء اليوم الدراسي، حتى وصلوا إلى بيته... صُدموا به مربوطاً بحبلٍ من عنقه في الشرفة، ويعوي ويَزُوْمُ[1]، ولعابه يسيل..


انفجرَ الصِّبيةُ في البكاء، والمدرِّسُ يتطلعُ إليهم حائرًا مِن نفسه ومتأسِّفا على صورته أمامهم.


هروَلوا جميعا مذعورين بأنفاسٍ مضطربة؛ والعروسةُ اللَّعوب تتراقصُ أعلاه مع الريح، لا تأبَهُ به، بل تسخرُ منه، وكأنما سكنتها روحٌ شيطانيَّة؛ وهوَ يعوِيْ عليها مِن تحتها، وكأنما يحمِّلُها وِزرَ ما حدث!




• • • • •


- عرائسُ كثيرة -
في المستشفى الفخم، أفاق الرجلُ في اليوم الثاني، وحكى لابنهِ الشابِّ عَنِ العروستين، ثم غاب عن الوعي مجدداً.
ثُم إنه أفاق إفاقة أخرى -في اليوم التالي- فاجأ فيها الأطباءَ بوجهٍ مرتاح ونبضٍ طبيعيٍّ وحالةٍ جيِّدة، وطلب جهازَ تسجيل؛ يريد أن يسجلَ وصيةً لابنه، فأحضرتْهُ الممرضة مُسرعة.

"سُعارُ مال، ونصيحةُ لئيم، طوَّقا عُنقي يا ولدي. وشرفةٌ فضائية، أُدْليَتْ منها عرائسُ كثيرة، ها هُنَّ يتراقصنَ من فوقي وأنا بين الحياة والموت، كأنَّهن يَدهَسْنَ على جسدي.

.. بربِّكَ، أعتقني وأغلِقها، الآن.. وليس غداً).

واستغفر اللهَ وبكى، ثم مات، وتغيّبتْ مِن بعدها إحدى الشُّرفات... والمارُّون، الذين يضحكونَ ولا يبكون، تجمهَروا عندَ غيرها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] يزوم: يموت.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.15 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]