الخطاب الدعويّ بين الجمود والتجديد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-12-2019, 01:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي الخطاب الدعويّ بين الجمود والتجديد

الخطاب الدعويّ بين الجمود والتجديد

د. عبد المجيد البيانوني




لا شكّ أنّ من إعجاز « النصّ القرآني » ، في أسلوبه وبيانه ، وحقيقته ومضمونه ، أنّه يخاطب إنسان هذا العصر وكلّ عصر ، بلغة مؤثّرة غاية التأثير ، وكأنّها تنزّلت له ، كما خاطب إنسان عصر نزول القرآن ..
وهو في خطابه المعجز يحدّد مطالب الإنسان واحتياجاته ، ويعرّفه بحقيقة مشكلاته ، ويقدّم لها الأحكام المناسبة ، والحلول الصحيحة ..
ويأتي في المرتبة التالية بهذه الصفة : « النصّ النبويّ » ، لأنّه نوع من الوحي ، لصدوره عمّن لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلاّ وحي يوحى .. فهو قمّة البلاغة الإنسانيّة ، والتأثير النفسيّ ، والمواكبة لكلّ العصور ، حتّى عدّه بعض الأدباء معجزاً ، ولا يستبعد ذلك ، ولا يستغرب ..
وما سوى هذين الأصلين من النصوص التي يكتبها العلماء والدعاة والمفكّرون ليست لها هذه الخاصّة ، ولا تأخذ منها إلاّ بقدر ما تتّصل بهذين الأصلين ، من حيث أسلوب الخطاب ومضمونه ..
ولا بدّ من شيء من البيان والتفصيل ؛ فنصوص العلماء والدعاة والمفكّرين الإسلاميّين على مدار التاريخ كلّها تدور من حيث الموضوعات والمضمون في فلك الوحيين ، بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة .. ولكنّها تتفاوت تفاوتاً كبيراً من حيث الأسلوب ، الذي يطبع نصوص الوحيين الشريفين ..

فبالنظر إلى الأعمّ الأغلب في أساليب الكتّاب عبر القرون ، والمقارنة بين بعضها ، وبينها وبين أسلوب الوحيين الشريفين نرى أنّها محكومة بطابع عصرها ، وما يغلب على ثقافة كتّابه ومؤثّراتها ..
والقرون الإسلاميّة الأولى كانت أقرب إلى أسلوب الوحيين الشريفين بصورة ظاهرة بيّنة ..
ويترتّب على ما سبق أنّ أسلوب الخطاب لعصر قد لا يصلح لعصر آخر ، ولا يناسبه مطلقاً ، ولنضرب على ذلك مثلاً بأسلوب السجع في الخطابة والكتابة ، الذي سيطر على الخطباء والكتّاب قروناً متطاولة ، وكذلك الأسلوب الفلسفيّ والمنطقيّ ، وأساليب علم الكلام المعقّدة ، التي ارتهنت لها كتب العقيدة دهراً طويلاً ..
فهل من البرّ بالآباء والأجداد ، والعلماء والدعاة أن نستنسخ أساليبهم في الخطاب العلميّ والدعويّ .؟ ونظنّ أنّ ذلك من الوفاء لهم .. ولو بعث هؤلاء العلماء والدعاة فينا من أجداثهم هل يصرّون على أساليب خطابهم العلميّ والدعويّ الذي كانوا عليه .؟ فما بال كثير من الأتباع يظنّون أنّ من البرّ بمشايخهم أن يجمدوا على ما ورثوا عنهم من آثارهم ، ويأبون تجديد خطابهم وتطويره .؟! إنّهم بكلّ وضوح يسيئون إليهم من حيث لا يشعرون ، ويسيئون إلى علم مشايخهم وفكرهم ، وهم يظنّون بأنفسهم المحافظة عليه والوفاء له ..

إنّ مستجدّات العصر ومتغيّراته المتسارعة تفرض على دعاة الإسلام الغيارى أن يواكبوها ، ويوظّفوها لخدمة دينهم دعوتهم ، ويطوّروا من أساليبهم ويجدّدوها ، لتكون تلك المستجدّات سلاحاً بأيديهم ، وقوّة لدينهم ، لا سلاحاً عليهم ..


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.46 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]