الغني جل جلاله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 138093 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42215 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5462 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-10-2019, 05:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي الغني جل جلاله

الغني جل جلاله


د. شريف فوزي سلطان



قال تعالى: ﴿ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 68].
وقال تعالى: ﴿ إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 8].
وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 40].
وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [العنكبوت: 6].
وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15].
معنى الاسم في حق الله تعالى:
(الغَني) جل جلاله: هو المستغني عن كل ما سواه، المفتقر إليه كل مَن عداه.
فسبحانه الخلق جميعًا فقراء إلى إنعامه وإحسانه، فلا يفتقر إلى أحد في شيء، وهذا هو الغنى المطلق الذي لا يشارك الله تعالى فيه غيره، وأي غَنيٍّ سوى الله، فغناه نسبيٌّ مقيدٌ.
(الغني) جل جلاله: هو الذي يغني مَن يشاء من عباده، حسب حكمته ورحمته؛ كما قال عز من قائل: ﴿ وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ﴾ [الأنعام: 133].
(الغني) جل جلاله: هو الذي عطاؤه لا يمتنع، ومددُه لا ينقطع، وخزائنه ملأى لا تنفَد، وهنا يظهر الفرق بين غنى الرب وغنى العبد:
فغنى الرب ذاتي، لا ينفك عنه؛ قال ابن القيم (رحمه الله): هو سبحانه الغني بذاته الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه؛ لكماله وكمال صفاته، لا يتطرق إليه نقصٌ بوجه من الوجوه، بيده خزائن السماوات والأرض، وخزائن الدنيا والآخرة.
أما العبد، فهو فقيرٌ بذاته، غنيٌّ بما أغناه الله، ففقر العبد مطلق؛ لأن حياته متعلقة بروحه، وروحُه أودعها فيه الغني بغير إذن منه، وجعلها عارية مستردة، وسيسلبها منه بغير إذن منه، ولا علم بذلك، فأين الغنى إذًا؟
فغنى العبد من كثرة العَرَض الذي وهبه الله له، فإن سلبه الله إياه، افتقر، فالعبد يحتاج إلى ما يَستغني به، ويحتاج إلى مُغنٍ يُغنيه، والغنيُّ جل جلاله إن شاء منعه وإن شاء أعطاه، إن شاء أفقره وإن شاء أغناه.
من مظاهر غناه جل جلاله:
1- أن خزائنَ السماوات والأرض بيده، وأن جودَه على خلقه متواصلٌ، وأن يده سبحانه ملأى بالخير الليل والنهار، فعطاؤه لا يمتنع، ومددُه لا ينقطع؛ عن أبي هريرة ( رضي الله عنها) أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: (يدُ الله ملأى لا يغيضها [ينقصها] نفقةٌ، سحَّاءُ الليلَ والنهارَ؛ أي: دائمة الصب فيَّاضة بالعطاء]، أرأيتم ما أنفقه منذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم يغض [يُنقص] ما في يده، عرشه على الماء، وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع"[1].
2- أن الخلق لو اجتمع أولهم وآخرهم في صعيدٍ واحدٍ، فأعطى كلَّ واحدٍ منهم ما سأل، ما نقص من مُلكه مثقال ذرةٍ؛ عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة، قال: "يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم، قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما يَنقصُ المُحيط إذا أدخل البحر...."[2].
3- أنه تعالى لا تنفعه طاعة الطائعين، كما لا تضره معصية العاصين؛ قال الله تعالى في الحديث القدسي، حديث أبي ذرٍّ المتقدم: "يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنَّكم، كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحدٍ منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم، كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ منكم، ما نقص ذلك من مُلكي شيئًا"[3].
4- أنه تعالى لم يتخذ صاحبةً ولا ولدًا ولا شريكًا في الملك، ولا وليًّا من الذل، وذلك لكمال أسمائه وصفاته، سبحانه وتعالى وجل شأنه.
5- أنه تعالى مالك السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما، لا شريك له في شيء من ذلك؛ قال تعالى: ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الحج: 64].
6- أنه تعالى لا يحتاج إلى ما يحتاج إليه خلقُه، ولا يفتقر إلى شيء مما يفتقر إليه خلقُه، وذلك لكمال أسمائه وأوصافه سبحانه وتعالى وجل شأنه.
7- أنه تعالى يأمر عباده بدعائه، ويعدهم بإجابة دعائهم وإسعافهم بجميع مرادهم.
8- أنه تعالى بسط لعباده من الأرزاق وأدرَّ عليهم من الخيرات، وأنزل عليهم من البركات، وتابع عليهم من النعم التي لا تُعد ولا تُحصى، ويسَّر لهم من الأسباب الموصلة إلى الغنى، وأفاض على قلوب أوليائه من المعارف الدينية والعلوم الربانية والحقائق الإيمانية، حتى تعلقت قلوبهم به، ولم يلتفتوا إلى أحدٍ سواه.
9- أن الخلائق بأسرها لا تستغني عنه طرفةَ عينٍ في أي حالٍ من الأحوال، فهم فقراء إلى الله على الإطلاق في كل شيء؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15].
فقراء إلى الله في الخلق والإيجاد.
فقراء إلى الله في إعدادهم بالقوى والأعضاء والجوارح التي لولاها لما عملوا شيئًا.
فقراء إلى الله في إعدادهم بالأقوات والأرزاق والنعم الظاهرة والباطنة.
فقراء إلى الله في صرف النِّقم عنهم، ودفع المكاره، وإزالة الشدائد والكروب عن طريقهم.
فقراء إليه في تربيتهم بأنواع التربية.
فقراء إلى الله في تعليمهم ما لا يعلمون.
فقراء إلى الله في عفوه عنهم ومغفرته لهم وستره عليهم.
فقراء إلى الله في قَبول أعمالهم.
10- أنه تعالى بسط على أهل جنته ودار كرامته من اللذات المتتابعات والكرامات المتنوعات، والخيرات المتواصلات، مما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وهذا قطر من سيل غناه سبحانه.
كيف نعبد الله باسمه الغَني؟
١- أن نُظهر افتقارنا إلى الغني جل جلاله:
لأنه لا حول لنا ولا قوة فعلًا إلا به، ولا غنى لنا عنه طرفة عين، فنحن مضطرون إليه على مدى أنفاسنا، وفي كل ذرةٍ من ذراتنا ظاهرًا وباطنًا، فمن افتقر إلى الله أغناه، وسدَّ فقره وآواه، ورعاه وتولاه.
لَمَّا سقى موسى ( عليه السلام) للمرأتين، تولى إلى الظل، ﴿ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ [القصص: 24].
لم يحتجْ إلى أحد، ولم يلجأ إلى أحد، ولم يستعن بأحد، وهو الذي خرج طريدًا خائفًا، لكنه أعلن فقره إلى الله، واستغنى به عمن سواه، فآواه وكفاه، وأكرمه وأغناه.
ولو حقق العبد افتقاره إلى الله، حاز جائزتين عظيمتين:
أولهما: كان موِّحدًا خالصًا؛ لأن حقيقة التوحيد أن يُفرَّغَ القلب مما سوى الله.
ثانيهما: الغنى عن الخلق، وهو معنى الافتقار إلى الله وثمرته.
وأعظم شيء يفتقر فيه العبد إلى الله: أمر الهداية، فالعبد المفتقر إلى الله يعلم أن العبادات التي يقوم بها، وأن الهداية التي وفِّق لها، ما هي إلا خالص توفيق من الله، وهذا معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله)، ومعنى قولنا في سائر صلواتنا: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 5، 6].
ومعنى قول أهل الجنة:
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ﴾ [الأعراف: 43].
فيجب على العبد أن يفتقر إلى الله تعالى في:
أن يوفقه إلى الطاعات وأن يُثبته عليها.
وأن يتقبلها منه وأن يثيبه عليها.
ثم لا ينسب العمل إلى نفسه، بل إلى فضل الله وتوفيقه، فيزول الإعجاب ويبقى الأجر والثواب، واعلم أن أكمل الخلق عبوديةً لله، هم أكثرهم شهودًا لفقرهم وحاجتهم إلى الله، ولهذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: "أصلِح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا إلى أحدٍ من خلقك"[4].
وكان يدعو: "يا مقلب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك"[5].
علِم عليه الصلاة والسلام أن قلبه بيد الرحمن جل جلاله، لا يملك منه شيئًا، وأن الله يصرفه كما يشاء، وأيقن أنما التثبيت من الله وهو يقرأ قوله تعالى: ﴿ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 74].
فوجب أن نعلن فقرنا إلى الله، وحاجتنا إليه في أمورنا كلها صغيرها وكبيرها وظاهرها وباطنها.
والافتقار إلى الله إنما يتحقق باستشعار عظمة الخالق سبحانه، واليقين بضَعف المخلوق وعجزه مهما بلغت قوته أو جاهه أو علمه.
٢- أن نأخذ بالأسباب الشرعية للغنى:
(الطريق إلى الغنى) (هل تريد أن تكون غنيًّا؟)
وهل الغنى محمود حتى يأخذ العبد بأسباب تحصيله؟
الجواب: نعم، المال ما أجمله، وما أشرفه، وما أعزه، وما أكرمه إن حركته أيدي الصالحين! وما أحقره وأهونه إن حركته أيدي العابثين! ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي"[6].
وعن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "إنك إن تذر ورثتك أغنياءَ خيرٌ من أن تذرهم عالةً يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقةً تبتغي بها أجر الله إلا أُجرتَ عليها حتى ما تجعل في في امرأتك"[7].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أي الصدقة أعظم أجرًا؟ قال: أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تخشى الفقر وتأمُل الغنى، ولا تُهمل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان"[8].
الطريق إلى الغنى:
إن الله تعالى جعل لكل شيء سببًا، وجعل للغنى أسبابًا يُنال بها، حسية ومعنوية، قولية وفعلية، فمن أراد الغنى، فليستعنْ بالغني، وليأخذ بهذه الأسباب، فخذها بقوةٍ وأْمُر قومك يأخذوا بأحسنها.
١- الاستقامة على طاعة الله:
قال الله تعالى عن السابقين: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ﴾ [المائدة: 66].

وقال: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16]، قال مجاهد: "لو استقاموا على طريقة الإسلام لأعطيناهم مالًا كثيرًا"، وقال أنس رضي الله عنه: "ماءً غدقًا: عيشًا رغدًا"[9].
حكِّم شرع الله تعالى في نفسك، وفي بيتك، يأتك رزقُك، ويجعل الله الغنى في قلبك وبين عينيك.
وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: "تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسُد فقرك، وإلا تفعل ملأتُ صدرك شغلًا، ولم أسد فقرك"[10].
والتفرغ للعبادة ليس معناه الانقطاع لها، ولكن معناه ألا يُزاحم وقت العبادة غيرُها.
٢- حمل همِّ الآخرة:
عن زيد بن ثابت ( رضي الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كانت الدنيا همَّه، فرَّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له، ومن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة"[11].
"فمن كان فقره بين عينيه، لم يزل خائفًا من الفقر، لا يستغني قلبه بشيء، ولا يشبع من الدنيا، ومن كان الغنى في قلبه فلا يضره ما لقِي من الدنيا"[12]، فتلك هي حقيقة الفقر، وتلك هي حقيقة الغنى.
وذكر ابن أبي الدنيا عن معقل بن عبدالله الجَزَرِي قال: "كان العلماء إذا التقوا تواصوا بهذه، وإذا غابوا، كتب بها بعضهم إلى بعض أنه: من أصلح سريرته، أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله، كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن اهتم بآخرته، كفاه الله همَّ دنياه"[13].
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 104.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 102.63 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.61%)]