حقيقة يجهلها الكثير

[اسدالغابة]

بسم الله الر حمن الرحيم

إن مما لا يعرفه كثير من الناس بل وبعض طلب العام ان الاصل في الدليل فهمه وليس فقط صحته فان الفهم هو قوام الدليل ومحطة الاستدلال والدليل على ذالك
قال تعالى في قصة الغنم التي نهشة زرع القوم وبعد أن أفتى لهم سيدنا داود بان يأخذ أصحاب الزرع الغنم مقابل ألتلافه قال لهم سيدنا سليمان(عليه الصلاة والسلام) لو كان الأمر لي لقلت غير ذالك فقال له أبيه داود(عليه الصلاة والسلام) ما ذا تقول قال نعطي الغنم لأصحاب الزرع ينتفعوا منها ونعطي أصحاب الغنم الأرض لكي يزرعوها حتى إذا رجعت كما كانت أرجعنا لهم الغنم فقال تعالى ((ففهمنا سليمان ))
وكذالك روى البخاري حديث المرأتان اللتان تخاصمتا في طفل وكانت الأخت الكبيرة قد أخذت طفل أختها الصغيرة ألان ابنها قد أكله الذئب فافتى سيدنا داود(عليه الصلاة والسلام) بأنه للكبيرة لأنها بكت وأظهرت العطف فعندما جاء سيدنا سليمان(عليه الصلاة والسلام) قال أعطوني سكين قالت الأخت الصغيرة ماذا تريد أن تفعل بها قال اقسمه نصفين بينكما قالت لا هو ابنها قال إذا هو ابنك
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صعده المنبر ذات يوم فقال إن رجلا قد خيره اله بين الدنيا والآخرة فاختار الأخر فقال أبو بكر رض الله عنه فداك أبي وأمي يا رسول الله فقال القوم ما به فقد فهم أن الرجل هو صلى الله عليه وسلم
ويروى أن قوم جاءوا بمراة لعثمان رض الله عنه قد ولدت لست أشهر فتهمها قومها بالزنا فجاء علي وفي رواية ابن عباس وقال أن الله قال ((والمرضعات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وقال في آية أخرى ((وحمله وفصاله ثلاثون شهرا )) فلو طرحنا لوجدنا أن اقل مدة تحمل فيها المراة هي ست أشهر
ويرى ان عمر رضي الله عنه وعتب في تقريب ابن عباس في مجلسه فسال ذات يوم جلاسه عن قوله تعالى (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواج فسبح بحمد ربك وستغفره انه كان غفار ) قالوا أن الله يأمر نبيه بالاستغفار إذا تحقق الفتح فسئل ابن عباس فقال انه ينبئ بقرب اجله (صلى الله عليه وسلم ) فعلموا فضله ومكانته
ولقد دعا النبي (صلى الله عليه وسلم) لابن عباس (رضي الله عنه) بان يفقه في الدين أي أن يفهمه أمر الدين فكان كذالك
ولقد بوب البخاري بابا في صحيحه اسماه (باب الفهم العلم) مما يدل على أهمية الفهم للدليل بل قال ابن القيم إن الفهم السيئ لمراد الله ومراد رسوله هو السبب في ظهور اهل البدع مثل القدرية والخوارج والمعتزلة
بل ان الفهم الخاط للنصوص كان سبب لقتل عثمان (رضي الله عنه ) حيث قال قاتله لقد طعنته تسع طعنات ثلاثة لله وستة لنفسي والفهم الخاط والسيئ كان سبب في تكفير الخوارج لعلي( رضي الله عنه ) عندما قالوا إن الله يقول (أن الحكم ألا لله ) وعلي قد حكم الرجال وهذا لفهمهم القاصر الخاط لآية
فنحن بحاجة لمن يفهم مراد الله ورسوله ثم يسقط هذا الفهم على الواقع المعاصر وهذا لا يكون إلا عند العلماء الربانيون