الخوف من الله وكف الأذى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         جهاد الأم في ميادين الصبر والتربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          السجائر الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          أكثر ما نحرص عليه أكثر ما نتركه خلفنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          إذا ثَقُلَ صدرُك راجِع وِرْدَك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الثمرات اليانعات من روائع الفقرات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 7976 )           »          فضل الصدقة سرًا وعلانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تداول النكت والطرائف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          إهمال الجانب الروحي في الحضارة المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الشتاء والبرد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التوضيح لشرح الجامع الصحيح أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الأنصاري المعروف بـ ابن الملقن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 1035 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-12-2025, 12:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,401
الدولة : Egypt
افتراضي الخوف من الله وكف الأذى

الخوف من الله وكفُّ الأذى

الشيخ أحمد إبراهيم الجوني

الحمد لله الذي أمر بالعدل والإحسان، ونهى عن الفحشاء والمنكر والعدوان، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، الملك الديَّان، وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومٍ تُبلى فيه السرائر، وتُوزَن فيه الأعمال.

أما بعد:
فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فهي خير زادٍ ليوم المعاد، وهي وصية الله للأولين والآخرين؛ قال سبحانه: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ [النساء: 131].

أيها المؤمنون، الخوف من الله هو الحارس الأمين على القلب، والوازع الباطني الذي يكفُّ صاحبه عن المعصية، ويمنعه من ظلم الناس والتعدي على حقوقهم؛ قال تعالى: ﴿وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران: 175].

وقال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ [المؤمنون: 57].
ومن خاف الله حقيقةً، استحيا أن يراه على معصية، واستحيا أن يلقى ربه وقد حمل مظالمَ العباد، والله - جل شأنه - يغفر لمن يشاء من عباده، ما لم يكن العبد مشركًا به شيئًا، ولا يغفر ما بين العباد، إلا أن يعفو المظلوم عن ظالمه.

أيها الأحِبة في الله
كم من الناس اليومَ تراهم متساهلين في الغِيبة والنميمة! كلمات تُقال، لكنها عند الله سهام تُصيب القلوب، وذنوب تُكتب في الصحائف.

وكم من موظفٍ خان الأمانة، ومن تاجر غشَّ، ومن جار آذى جاره، ومن قريب قطع رحِمه، ومن صاحب منصبٍ ظَلَمَ من تحت يده!

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: ((يا عبادي، إني حرمتُ الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا))؛ [رواه مسلم].

بل وجاءت النصوص في تشديد الوعيد على من آذى الناس، ومن أبلَغِها حديثُ المفلس؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُؤخذ من حسناته، فإن فنِيت حسناته أُخذ من سيئاتهم، فطُرحت عليه ثم طُرح في النار))؛ [رواه مسلم].

فأي خسارة – يا عباد الله – أعظم من أن يُفلس المرء يوم القيامة بعد عمرٍ أمضاه في الطاعات، لكنه أهدرها بظلمه للناس؟

أيها الأحِبة:
الخوف من الله يصلح القلب، ومتى صلح القلب صلحت الجوارح.

قال صلى الله عليه وسلم: ((ألَا وإن في الجسد مضغةً، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألَا وهي القلب))؛ [متفق عليه].

والعبد إذا فقد الخوف من الله استصغر المعاصي؛ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إن المؤمن يرى ذنبه كالجبل … وإن المنافق يرى ذنبه كذباب …"؛ [رواه البخاري تعليقًا بصيغة الجزم في كتاب الرقاق]، ولقد وصف الله الغافلين في كتابه بقوله: ﴿لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ [ق: 22].

وقال الفضيل بن عياض رحمه الله في قول الله تعالى: ﴿وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ [الزمر: 47]، قال: "هي أعمال عمِلوها يظنونها حسنات، فإذا هي سيئات"؛ [رواه ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس" رقم (74) بإسناد حسن].

أيها الأحِبة الكرام:
من خاف الله كفَّ لسانه عن أعراض الناس، وكفَّ يده عن أذاهم، وطهَّر قلبه من الحسد والغيظ والبغضاء، ويكفي في فضل كف الأذى قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: ((المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده))؛ [متفق عليه]، فكفُّ الأذى عن الخلق عبادةٌ عظيمة، وكثيرٌ من الخلق غافلون عن هذا؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق))؛ [متفق عليه].


فإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، فكيف بكفِّ الأذى عن أعراض المسلمين وحقوقهم ودمائهم؟

معاشر المسلمين:
إن أعظم ما يُعين على الخوف من الله:
ذكر الموت والآخرة.
ومحاسبة النفس.

ومعرفة أن كل كلمة محسوبة، وكل نظرة مكتوبة، وكل خطوة مسطورة؛ قال تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق: 18]، وقال جل شأنه: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزلزلة: 7، 8].

فيا عباد الله:
حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا، وزِنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم.

اللهم ارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة، واجعلنا ممن يخافونك حقَّ الخوف، ويكفُّون أذاهم عن عبادك، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:
فاعلموا أن من أعظم دلائل الخوف من الله: إصلاحَ ما بين العبد وبين الناس، وردَّ المظالم إليهم، والتحلل من حقوقهم قبل يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، يوم تُنصب فيه الموازين، وتُنشر فيه الصحف، ولا ينجو فيه إلا من رحم الله.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كانت له مظلمة لأخيه من عِرض أو مال، فليتحلله منه اليوم قبل ألَّا يكون دينار ولا درهم، إنما هي الحسنات والسيئات))؛ [رواه البخاري]، فاعرضوا أنفسكم - رحمكم الله - على هذا الحديث العظيم.

وتأمل وتذكر يا أخي في الله:
هل بينك وبين أحد مظلمة؟
هل أكلت مالَ أحد؟
هل ظلمتَ موظفًا أو خادمًا أو عاملًا؟

هل آذيت جارًا، أو قطعت رحِمًا، أو اغتبتَ أخًا مسلمًا؟ فإن كان شيء من ذلك، فاعلم أن الخوف من الله يُوجِب عليك أن تبادر بالتوبة، وردِّ الحقوق، وطلب العفو ممن ظلمتَ.

وليعلم كلُّ عبدٍ أن مقامه عند الله يُعرف بقدر خوفه منه، وأن أول ما يُوزَن يوم القيامة الحقوقُ؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لَتُؤدَّنَّ الحقوقُ يوم القيامة حتى يُقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء))؛ [رواه مسلم]، فكيف بحقوق البشر؟ كيف بحقوق الجيران والأقارب، والضعفاء والمساكين؟ ألَا فتوبوا إلى الله أيها المؤمنون، توبةً صادقة، واعلموا أن الوقوف بين يدي الله قريب، وأن الحقوق يوم القيامة لا تؤدَّى بالمال، وإنما بالحسنات والسيئات؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا [التحريم: 8].

اللهم اجعلنا ممن يخافونك ويخشَونك حقَّ الخشية، وممن إذا أساؤوا استغفروا، وإذا ظلموا تابوا وردوا الحقوق لأهلها.

اللهم طهِّر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألسنتنا من الكذب والغِيبة، وأيدينا من الظلم والعدوان.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.

اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين، وادفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، ووفِّق ولاة أمورنا وولاة أمور المسلمين أجمعين، لِما فيه خير البلاد والعباد، اللهم آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النار.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، والصحابة أجمعين، وعن تابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنِّك وكرمك ورحمتك، يا أرحم الراحمين.

عباد الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: 90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولَذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.84 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]