|
|||||||
| ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
الحياة ساعة والآخرة دائمة بدر شاشا الحياة مؤقتة والموت آتٍ لا محالة، هذه حقيقة لا جدال فيها، مهما حاول الإنسان أن ينكرها أو يتناساها، كل ما نعيشه اليوم، مهما بدا كبيرًا أو صغيرًا، زائلٌ عند أول وقفة مع الموت، قد تصل إلى أعالي القِمم، قد تبني قصورًا وتحقق إنجازاتٍ، وتجمع الأموال، قد تكذب وتخدع وتتلاعب، وتظلم وتنهب، لكن النهاية واحدة؛ الموت سيأتيك لا محالة، فلا سلطانَ ولا جاه ولا خداع يُنجيك منه. هذه الحياة ساعة قصيرة، لحظة خاطفة في مقابل الآخرة الدائمة، هي امتحان صعب، اختبار للنية والعمل والصدق، أما البقاء الحقيقي فهو هناك؛ حيث لا ظلم ولا كذب ولا زيف، حيث لا مكان إلا للحق. حين تتأمل هذه الحقيقة تدرك أن العمر ليس طويلًا كما نتوهَّم، وأن ما نجمعه من متاعٍ ليس هو الذي سيبقى لنا بعد الرحيل، الذي يبقى هو العمل الصالح، والصدق، والنية الطيبة، والكلمة الحسنة، والأثر الجميل في قلوب الناس؛ لذلك لا تضيِّع وقتك في الغرور أو التفاخر، أو ظلم الآخرين، ولا تستغرق في التوافهِ والماديات، فالساعة تمضي سريعًا، والآخرة تنتظر كلَّ واحد منا. الحياة مدرسة، والآخرة نتيجة الامتحان، فمن يزرع اليوم خيرًا يجده غدًا، ومن يزرع شرًّا يحصده ندمًا، إنها فرصة قصيرة للتصحيح، للتوبة، للعمل الصالح، للتقرب من الله بصدق؛ فكن صادقًا مع نفسك، نقيًّا في نواياك، عادلًا في أفعالك، ودَعْ أعمالك تتحدث عنك، بدل أن يفضحك الموت عند نهايتك. الحياة ساعة، والآخرة دائمة، فاختَر لنفسك أيُّ أثر تريد أن تتركه بعد رحيلك؛ لأن ما بعد الموت لا ينفع فيه التمني ولا الندم، بل ينفع فيه ما قدَّمته بصدقٍ في دنياك.
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |