إضاءات منهجية من بعض مواقف الإمام مالك العقدية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الخوف من الفتنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أسباب ضيق صدر طالب العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          احذري التوحد.. فإنه مرض العصر لدى الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          التوازن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أصعب ابتلاء: أن لا يشعر قلبك أنه مبتلى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حجب العيش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          جهاد الهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سلوكيات مجتمعية تنذر بخطر عظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الخير يُعرف من أثره لا من شكله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          العصمةُ في الخلوات… حين ينهضُ المؤمنُ برايةِ المعوّذتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2  
قديم يوم أمس, 12:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,830
الدولة : Egypt
افتراضي رد: إضاءات منهجية من بعض مواقف الإمام مالك العقدية

إِضَاءَاتٌ منهجِيَّة

منبعضِ مواقفِ الإمام مالكالعَقَدِيَّة (2)

محفوظ بن ضيف الله شيحاني

نماذجمن مواقف الإمام مالك العقديَّة والمنهجية
تابع باب الأسماء والصفات
النموذج الثاني:
موقف الإمام التَّأصِيلي والمنهجي أيضًا، وفي نفس الباب؛ حيث إنَّه سُئِل (رحمه الله) عن الأحاديث الواردة في الصفات، فقال: "أمِرُّوها كما جاءَت بلا كَيْف".

فعن الوليد بن مُسْلِم، قال: سألتُ الأوزاعيَّ، ومالك بن أنس، وسفيان الثَّوري، واللَّيثَ بن سعد - عن هذه الأحاديث التي فيها الصفات، فقالوا: " أمِرُّوهَا كما جاءَت، بلاَ كَيْف"[1].

قلت: فقد قرَّرَ الإمام مالك ومن ذُكِرَ معه من الأئمَّة (رحمهم الله جميعًا) في هذا الجواب العظيم والسَّديد - المنهج العام والقاعدة الأساسيَّة لعلماء السَّلف الصَّالح الكِرام في فَهْم والتَّعامل مع جميع آيات الصفات، وأحاديثها، والمتمثل فيما يلي:
أ- قولهم: (أمِرُّوها كما جاءَت) المراد به: الإمرار والإثبات؛ أي: إثبات علم المعنى اللُّغوي للصفات؛ لأنَّ معناها معلوم من لسان العربِ ولُغتها، و"لأنَّ لغة العرب أفصحُ اللُّغات وأبينُها وأوسعها، وأكثرها تأديةً للمعاني التي تقوم بالنُّفوس" [2]؛ فمقصود السَّلف بهذا القول هو: إثبات حقيقة معاني ألفاظ الصفات، والإيمان بها؛كالاستواء، والنزول، والعُلو، وغيره، ويؤمنون بذلك على ما يليق بالله سبحانه وتعالى، وليس المقصود أنهم يؤمنون باللَّفظ من غير فهمٍ لحقيقة معناه.

ب- قولهم: (بلا كَيْف)؛ أي: التَّفويض في علم الكيفيَّات، وعدم الخوض فيه؛ لأنَّ كيفية الصفات الإلهية مجهولة للعباد، ولأنَّ العقول لا يمكن لها أن تدرك كيفية صفات الباري (جلَّ جلاله)، وقد نصَّ الله (عزَّ وجَلَّ) على ذلك في قوله تعالى: ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴾ [طه: 110]، وهذا التفويض يدلُّ على وجود أصل المعنى؛ لأنَّ نفي الكيفيَّة عن شيءٍ لا يُوجَد، لغوٌ وعبَث؛ كما يقول علماء التَّوحيد.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) في كتابه "الفتوى الحمويَّة الكبرى"[3]:
"فقولُهُم: أَمِرُّوها كما جَاءَتْ يقتَضي إبقاءَ دلالَتِها على ما هي عليه، فإنَّها جاءت ألفاظٌ دالَّةٌ على معانٍ، فلو كانت دلالتها مُنْتَفِيَةً لكان الواجب أن يُقال: أَمِرُّوا لفظها مع اعتقاد أنَّ المفهوم منها غير مُراد، أو أَمِرُّوا لفظها مع اعتقادِ أنَّ اللَّه لا يُوصفُ بما دلَّت عليه حقيقةً، وحينئذٍ فلا تكون قد أُمِرَّت كما جَاءَتْ، ولا يُقال حينئذ بلا كيف؛ إذ نفيُ الكيف عمَّا ليس بثابت لَغوٌ من القَول".

وقال أيضًا (رحمه الله): "ولهذا لماَّ سُئل مالك وغيره من السَّلف عن قوله تعالى:،﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، قالوا: الاستواء معلومٌ، والكيف مجهول، والإيمان به واجبٌ، والسُّؤال عنه بدعة، وكذلك قال ربيعةُ شيخ مالكٍ قبله: "الاستِوَاءُ مَعلُومٌ، والكَيْفُ مَجهُولٌ، وَمِن الله البَيَانُ، وعلَى الرسُولِ البَلَاغُ، وعَلَيْنَا الإِيمَانُ"[4].

فبيَّن أنَّ الاستواء معلوم، وأنَّ كيفية ذلك مجهول، ومثل هذا يوجد كثيرًا في كلام السَّلف والأئمة، ينفون علم العباد بكيفيَّة صفات الله، وأنَّه لا يعلم كيف الله إلاَّ الله، فلا يعلم ما هو إلا هو، وقد قال النَّبي (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ[5]"، وهذا في "صحيح مسلم"، وغيره"؛ ا.هـ[6].

[1] أثر صحيح الإسناد: أخرجه أبو بكر الخلال في "السُّنة" (رقم: 313)، والدارقطني في "الصفات" (رقم:67)، وابن منده في "التوحيد" (رقم:894)، واللالكائي في "اعتقاد أهل السُّنة" (رقم:735)، والصابوني في "عقيدة السلف" (رقم:90)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (2/ 377)، وفي "الاعتقاد" (ص/ 118)، وفي "سننه" (3/ 2)، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 149، 158)، وأورده الإمام الذهبي في "العلو" (رقم:345، و384)، بسنده من طريق الدارقطني، وأورده أيضًا في "سير أعلام النبلاء" (8/ 105)، وفي "الأربعين في صفات ربِّ العالمين" (رقم:82)، وقال قبله: "صحَّ عن الوليد بن مسلم"، وقال العلامة الألباني في مختصر العلو (رقم: 134): إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.

[2] ما بين هلالين من كلام الإمام ابن كثير الدمشقي في "تفسير القرآن العظيم"، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة: الثانية 1420هـ - 1999م.

[3] ضمن: "مجموع الفتاوى": (5/ 41-42)، وفي طبعة مستقلة لدار الصميعي (ص/ 307)، بتحقيق د. حمد التويجري، الرياض، الطبعة الثانية 1425هـ - 2004م.

[4] أثر صحيح الإسناد: أخرجه اللالكائي في "اعتقاد أهل السُّنة" (3/ 398)، والبيهقي في "الأسماء والصِّفات" (2/ 306)، والذَّهبي في "العلو" (رقم/ 322)، وغيرهم من طرق عدَّة عن سفيان بن عيينة، عن ربيعة الرَّأي به، بألفاظ مُتقاربة، وصحَّحه الذَّهبي، وقال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتوى الحمويَّة الكبرى" (ص/ 304): "رواه الخلال بإسناد كلهم ثقات"، وقال في "مجموع الفتاوى": (5/ 365): "هذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالكووافقه ابن القيِّم في "الصَّواعق المرسلة" (4/ 1304)، وصحَّحه الألباني في "مختصر العلو" (رقم/ 111).

[5] حديث صحيح: أخرجه مسلم (486)، والترمذي (3493)، وأبو داود (879)، وغيرهم عن عائِشة (رضي اللَّه عنها).

[6] ضمن: "مجموع الفتاوى": (4/ 4).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 82.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.62 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.09%)]