حديث القرآن عن خلق الأنبياء عليهم السلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4977 - عددالزوار : 2096724 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4556 - عددالزوار : 1372224 )           »          حكم كتابة القرآن بالرسم الإملائي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          مصير صحف إبراهيم، وزبور داود عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الإجهاض للحمل الناتج عن اغتصاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          استحباب الدعاء في كل الصلوات بـ: اللهم اغفر لي ذنبي كله... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حكم قول الشخص لمتابعيه في الفيس بوك: من له حاجة لأدعو له في الحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ما حكم التدخين لمن يعلم أنه حرام ولا يقلع عنه؟. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          معلومات هامة عن أفكاروأماكن يضيع فيها شبابنا، الروتراكت.. شباب الروتاري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          حكم خروج المرأة من بيتها للعمل ,فتوى خروج المرأة من بيتها للعمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-08-2025, 12:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,175
الدولة : Egypt
افتراضي حديث القرآن عن خلق الأنبياء عليهم السلام

حديث القرآن عن خُلُق الأنبياء عليهم السلام

د. أحمد خضر حسنين الحسن

لعل مِن نافلة القول أن نذكِّر القارئ بأن الأنبياء عليهم السلام كانوا جميعًا على جانب كبير من حُسن الخُلق ولين الجانب في تعامُلهم مع الخلق، كما أنهم متصفون بجميل الصفات مِن حِلمٍ وجودٍ وكرمٍ، وصدق وأمانة وتواضعٍ، ورحمة وشفقة، وزُهد في الدنيا، وتحمُّل لأذى الخلق ونحو ذلك، ومرادي من هذا الفصل إشارات سريعة مقتبسة من القرآن الكريم لبيان ذلك في حق الأنبياء عليهم السلام في مطلب، ثم أثني ببيان حُسن خلقه صلى الله عليه وسلم في مطلب آخر.

والمتصفح لآيات القرآن الكريم يجد ذلك كله واضحًا بينًا مجملًا ومفصلًا:
فمن الإجمال: قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام:90]، وسيأتي تفسيرها في المطلب الثاني إن شاء الله تعالى.

ومن التفصيل في أخلاق الأنبياء ما جاء في حق الخليل عليه السلام:
قَوْله تعالى: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 114].

قال العلامة محمد رشيد رضا رحمه الله:
(الأوَّاه: الكثير التأوُّه والتحسُّر، وإنما يتأوَّه إبراهيم من خشية الله، ويتحسر على المشركين من قومه، ولا سيما أبيه، ويُطلق الأوَّاه على الخاشع الكثير الدعاء والتضرع لله، وأصل التأوُّه قول: (أَوْهِ) أو (آهٍ) (بالكسر منونًا وغير منون) أو (واه)، أو (أوه)، وعن ابن عباس فيه روايات منها: أنه المؤمن أو الموقن بلسان الحبشة.

والحليم: الذي لا يستفزه الغضب ولا يعبَث به الطيشُ، ولا يستخفه الجهل أو هوى النفس، ومن لوازمه الصبر والثبات والصفح، والتأني في الأمور، واتقاء العجلة في كل من الرغب والرهب)؛ اهـ باختصار.

وقال القرطبي رحمه الله تعالى:
(والحليم: الكثير الحِلم، وهو الذي يصفَح عن الذنوب ويصبر على الأذى، وقيل: الذي لم يعاقب أحدًا قط إلا في الله، ولم ينتصر لأحدٍ إلا لله، وكان إبراهيم عليه السلام كذلك)؛ اهـ.


ومما جاء في وصف الخليل عليه السلام أيضًا: قَوْله تعالى: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ﴾ [هود: 75]، زاده تبارك وتعالى هنا صفة أخرى ألا وهي: ﴿ مُنيب ﴾، ومعناها - كما قال ابن عاشور - من أناب إذا رجع، وهو مُشتق من النوب وهو النزول، والمراد: التوبة من التقصير؛ أي محاسب نفسَه على ما يحذر منه، وحقيقة الإنابة: الرجوع إلى الشيء بعد مفارقته وترْكه.

ومن التفصيل في أخلاق الأنبياء ما جاء في حق هود عليه السلام:
قال تعالى: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴾ [الأعراف: 65 - 68].


هذا مشهدٌ عظيم من مشاهد الأنبياء - عليهم السلام - في دعوتهم إلى الله تعالى فيه عبر وعظات لأُولي العقول النيرات، فبدأ نبي الله هود - عليه السلام – خطابه لقومه بقوله: ﴿ يَا قَوْمِ ﴾ على سبيل الرفق بهم والتلطف في العبارة معهم؛ استجلابًا لوُدِّهم، وتليينًا لقلوبهم؛ حتى لا تحجُبَ كلماتِهِ عن قلوبهم أَنفةُ عُجبٍ، أو حَميَّةُ كبرٍ يُزيِّنها الشيطان في نفوسهم متذرعًا بخشونة لفظ أو فَظاظة خُلق.

ثم بدأهم بالمقصد الأعظم الذي لأجله تُرسَل الرسلُ بأبين عبارة وأوضح خطاب، ﴿ اعْبُدُواْ اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾.

فقابَلوه بعُتوٍّ وصلافة وقلة أدب ووقاحةٍ، بأبشع الأوصاف وأقذع العبارات، فنسبوه إلى: (خفة العقل وطيشه) و (كذب اللسان وافترائه).

فكان في جوابه لهم في هذه الآيات دلالة ظاهرة، وبرهان قاطع على تمكُّن نبي الله تعالى هود - عليه السلام - من الأخلاق الفاضلة والسمت الحسن ورسوخ الفضيلة في قلبه؛ بحيث لم تستثره جهالة القوم، ولا غِلَظ طباعهم، ولا قُبح ألفاظهم لما قالوا له: ﴿ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [الأعراف: 66].

بل قابَل ذلك بحلم الكرماء وصفح النبلاء، وتغاضى عنه كأنه لم يسمعه بحكمةٍ وعلمٍ ورفقٍ ولينٍ، ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ.

ولم يقل لهم: «بل أنتم السفهاء» لكرامةِ رَدِّ الرسلِ، ومعاملتِهم للجهلةِ الْحَمْقَى بالتي هي أحسنُ، وهذا معنَى قولِه: ﴿ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴾"[1].

وستجد مواقف مشابهة لنوح وصالح وشعيب عليهم السلام في التعامل مع أولئك السفهاء الكفرة المسيئين لهم.

ومن التفصيل في أخلاق الأنبياء ما جاء في قصة يوسف عليه السلام:
قال تعالى - حكايةً عن يوسف عليه السلام -: ﴿ قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَاحِمِينَ[يوسف: 92].

مما امتازت به دعوة الرسل والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - أنها لا نصيبَ فيها لحظوظ أنفسهم، فهم أكملُ العباد في تجريد الحق عند تعاملهم مع الخلق.

كيف لا يكونون كذلك وهم أكمل الناس عقلًا، وأصفاهم سريرة، وأكرمهم خلقًا، وأسمحهم نفسًا، وأطيبهم قلبًا، وألينهم عريكةً، ولذا صفْحُهم أكمل الصفح بلا لوم ولا عتبٍ؛ لأنهم يخالطون الناس بلا نفس، وانظر إلى مقابلة يوسف لأخوته بعد ما لاقاه منهم: ﴿ قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَاحِمِينَ[يوسف: 92].

قال ابن القيم - رحمه الله -: "ومدارُ حُسن الخلق مع الحق ومع الخلق على حرفين ذكرهما عبد القادر الكيلاني، فقال: "كنْ مع الحق بلا خلق ومع الخلق بلا نفس، فتأمَّل ما أجل هاتين الكلمتين مع اختصارهما وما أجمعهما لقواعد السلوك، ولكل خلق جميل، وفساد الخلق إنما ينشأ من توسُّط الخلق بينك وبين الله تعالى، وتوسط النفس بينك وبين خلقه، فمتى عزلت الخلق حال كونك مع الله تعالى، وعزلت النفس حال كونك مع الخلق، فقد فزت بكل ما أشار إليه القوم وشَمَّروا إليه، وحاموا حوله والله المستعان"؛ ا هـ[2].

وقال ابن جزي - رحمه الله -: "فكأنه أسقط حقَّ نفسه بقوله: لا تثريب عليكم اليوم، ثم دعا إلى الله أن يغفر لهم حقه"[3].

وهذا منتهى حسن الخلق؛ حيث جمع لهم بين العفو وترك العقوبة، والتعنيف واللوم، بل زاد على ذلك بأن طلب لهم المغفرة دون أن يطلبوها منه، بل تطوَّع بها في الحال رغبةً في ستر عيوبهم، والتجاوز عن عقوبتها، ومما يستأنس به في الباب ما ذكره القرطبي رحمه الله: "قال عطاء الخرساني: طلب الحوائج من الشباب أسهلُ منه من الشيوخ، ألم تر قول يوسف عليه السلام: ﴿ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ [يوسف: 92]، وقال يعقوب عليه السلام: ﴿ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ﴾ [يوسف: 98][4].

قال السعدي - رحمه الله -: "فسمح لهم سماحًا تامًّا، من غير تعييرٍ لهم على ذكر الذنب السابق، ودعا لهم بالمغفرة والرحمة، وهذا نهاية الإحسان الذي لا يتأتَّى إلا مِن خواص الخلق وخيار المصطفين"[5].

[1] العذب المنير من مجالس الشنقيطي في التفسير: 3/ 480.

[2] مدارج السالكين: 2/ 326.

[3] التسهيل لعلوم التنزيل: 1/ 748.

[4] الجامع لأحكام القرآن: 9/ 258.

[5] تيسير الكريم الرحمن: ص/ 404.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.10 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]