ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من آداب الفيس بوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          نماذج فى الدوام على الصالحات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          العلامة الطبيب حُنين بن إسحاق العِبَادي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أولو الألباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 12 )           »          قليل دائم خير من كثير منقطع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الروايات الأدبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          محطات في حياة المراهق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          في ظلال حديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ساء تحدث عنهن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 13 )           »          وتبقى الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-08-2025, 10:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,211
الدولة : Egypt
افتراضي ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين

﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾

أ. د. فؤاد محمد موسى

لقد أصاب حياة المسلمين الكثير من التفتت والتفرق، وشاعت بينهم الفتن، والقيل والقال، من الجهال ومن أدعياء العلم، وهذا ما نوه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا"؛ رواه مسلم.

فهناك من باعوا دينهم وأوطانهم لأعداء الإسلام، وقام من ينصحهم ويذكرهم بالله ﴿ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ﴾ [المنافقون: 5]. وهؤلاء نراهم في وسائل النشر والفساد يوميا، وقد صدق فيهم قول الله تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ ۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴾ [المنافقون: 4].

لذلك فنحن في أمس الحاجة إلى تلبية نداء الله: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الذاريات: 50]؛ وذلك بالتمسك بكتاب الله؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴾ [الأعراف: 170]، فالله يهتف إلينا لنفر إلى خالق السماء والأرض والخلائق، متجردين من كل ما يثقل أرواحنا ويقيدها؛ موحدين الله الذي خلق هذا الكون وحده بلا شريك.

والتعبير بلفظ الفرار عجيب حقًّا، وهو يوحي بالأثقال والقيود والأغلال التي تشد النفس البشرية إلى هذه الأرض، وتثقلها عن الانطلاق، وتحاصرها وتأسرها. فنحن في حاجة إلى التحرر من سيطرة الأفكار الضالة والعقائد المنحرفة على عقولنا.. ونفر إلى الله ونكون عبيدًا لله، ونحقق معنى العبادة لله وحده، ومن ثم يصبح قلبنا معلقًا بتحقيق معنى العبادة في العمل، طليقًا من التعلق بنتائج العمل... وهي مشاعر كريمة لا تنشأ إلا في ظل هذا التصوير الكريم.

وحين يرتفع الإنسان منا إلى هذا الأفق.. أفق العبودية لله وحده، فإن نفسه تأنف حتمًا من اتخاذ وسيلة خسيسة لتحقيق غاية كريمة، ولو كانت هذه الغاية هي نصر دعوة الله وجعل كلمته هي العليا، فالوسيلة الخسيسة التي يتبناها الكثير في الوقت الحاضر، تحطم معنى العبادة النظيف الكريم.

فالمؤمن لا يعني نفسه ببلوغ الغايات، إنما يعني نفسه بأداء الواجبات، تحقيقًا لمعنى العبادة، أما الغايات فموكولة إلى الله، يأتي بها وفق قدره الذي يريده، ولا داعي لاعتساف الوسائل للوصول إلى غاية أمرها إلى الله، وليست داخلة في حساب المؤمن العابد لله.

وهنا يستمتع العبد العابد براحة الضمير، وطمأنينة النفس، وصلاح البال، في جميع الأحوال، وسواء رأى ثمرة عمله أم لم يرها، تحققت كما قدرها أم على عكس ما قدرها، فهو قد أنهى عمله، وضمن أجره على الله، عند تحقق معنى العبادة.. وما يقع بعد ذلك خارج عن حدود وظيفته.. وقد علم هو أنه عبد، فلم يعد يتجاوز بمشاعره ولا بمطالبه حدود العبد. وعلم أن الله ربٌّ، فلم يعد يقحم نفسه فيما هو من شؤون الرب. واستقرت مشاعره عند هذا الحد، ورضي عن الله، ورضي اللهُ عنه.

فإن غاية وجود الإنسان هي العبادة لله، وهذه هي أضخم الحقائق الكونية التي لا تستقيم حياة البشر في الأرض بدون إدراكها، سواء كانت حياة فرد أم جماعة، أم حياة الإنسانية كلها في جميع أدوارها وأعصارها.

ومن هنا يتجلى معنى العبادة التي هي غاية الوجود الإنساني أو التي هي وظيفة الإنسان الأولى، أوسع وأشمل من مجرد الشعائر؛ وأن وظيفة الخلافة في الأرض داخلة في مدلول العبادة قطعًا، وأن حقيقة العبادة تتمثل إذن في أمرين رئيسيين:
الأول: هو استقرار معنى العبودية لله في النفس؛ أي استقرار الشعور على أن هناك عبدًا وربًّا.. عبدًا يعبد، وربًّا يُعبد، وأنه ليس وراء ذلك شيء؛ وأن ليس هناك إلا هذا الوضع وهذا الاعتبار. ليس في هذا الوجود إلا عابد ومعبود، رب واحد والكل له عبيد.

والثاني: هو التوجه إلى الله بكل حركة في الضمير، وكل حركة في الجوارح، وكل حركة في الحياة.. التوجه بها إلى الله خالصة، والتجرد من كل شعور آخر؛ ومن كل معنى غير معنى التعبد لله وحده.

وعندها يكون العبد قد فرَّ إلى الله حقًّا.. وهنا – فقط - يستمتع العبد براحة الضمير، وطمأنينة النفس، وصلاح البال، في جميع الأحوال.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.97 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]