الضلال نفق مظلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أنواع المراهقة، وكيفية التعمل مع المراهقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حكم من يعمل في مخبز يطفف في وزن الرغيف ويوفر الدقيق كل يوم ليبيعه. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أخذ سمسرة دون علم السمسار الآخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          زكاة الفطر.. مقدارها.. الصنف الذي تدفع منه.. توزيعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          Fasting is not accepted if one doesn’t pray (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          كيف تحفظ القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 13 )           »          لا يقبل الصيام مع تضييع الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          من ينال ثواب ليلة القدر وهل الحائض تنالها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          هل تخصيص ليلة القدر بكثرة الصدقة بدعة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ما يستحب فعله ليلة القدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-08-2025, 12:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,565
الدولة : Egypt
افتراضي الضلال نفق مظلم

الضلالُ نفق مظلم

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾[1]

د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
تمهيد:
إن الله تعالى لما خَلق الخَلق لم يَتْرُكهم هملاً، بل أنزل لهم شريعةً واضحةً المعالم لم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها، وصدق الله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا[2]. قال ابن كثير رحمه الله: "هذه أكبر نِعَمَ الله، عز وجل، على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، صلوات الله وسلامه عليه؛ ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه"[3].

أقوال العلماء في تفسير الآية موضوع المقال:
قال الطبري رحمه الله: "يقول تعالى ذكره: إن الذين يميلون عن سبيل الله، وذلك الحقّ الذي شرعه لعباده، وأمرهم بالعمل به، فيجورون عنه في الدنيا، لهم في الآخرة يوم الحساب عذابٌ شديد على ضلالهم عن سبيل الله بما نسوا أمر الله. يقول: بما تركوا القضاء بالعدل، والعمل بطاعة الله ﴿ يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾ من صلة العذاب الشديد"[4].

قال سيد طنطاوي رحمه الله: "إن الذين يضلون عن دين الله وعن طريقه وشريعته، بسبب اتباعهم للهوى، لهم عذاب شديد لا يعلم مقداره إلا الله تعالى؛ لأنهم تركوا الاستعداد ليوم الحساب، وما فيه من ثواب وعقاب"[5].

الملامح التربوية المستنبطة من الآية موضوع المقال:
أولاً: إن الله تعالى أقام الحجة على الناس بإرسال الرسل لهم ليبنوا لهم دين الله تعالى، قال سبحانه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[6]، فقد أوضح كلُّ رسول لقومه دين الله الحق، ورسولنا الخاتم صلى الله عليه وسلم أدى الأمانة، ونصح الأمة، وأرشد إلى سبيل الله الواجب اتباعه، وحذَّر من السُبُلِ المتفرقة، كما جاء في الحديث الشريف: "خطَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خطًّا بيدِه، ثم قال: هذا سبيلُ اللهِ مستقيمًا، وخطَّ خطوطًا عن يمينِه وشمالِه، ثم قال: هذه السبلُ، ليس منها سبيلٌ إلا عليه شيطانٌ يدعو إليه، ثم قرأ: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ[7]"[8].

ثانياً: إن من أجل النعم على الإنسان نعمة الهداية إلى الإسلام؛ فهو صراط الله المستقيم، ومنهج الحياة القويم في كل شؤونها دقها وجلها؛ من سلكه وفق ما شرع الله تعالى، وفهم سلف الأمة الصالح رحمهم الله، فقد اتبع سبيل المؤمنين، ونال سعادة الدنيا والآخرة، ومن حاد عن سبيل المؤمنين، واتبع سبيل المجرمين خاب وخسر في الدنيا والآخرة، وقد بين القرآن الكريم سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين، قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ[9]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ[10]. قال ابن القيم رحمه الله: "فالعالمون بالله وكتابه ودينه عَرفوا سبيلَ المؤمنين معرفةً تفصيليةً، وسبيلَ المجرمين معرفةً تفصيليةً، فاستبانتْ لهم السبيلانِ كما يستبين للسالك الطريقُ الموصلُ إلى مقصوده، والطريقُ الموصلُ إلى الهلكة؛ فهؤلاء أعلم الخلق، وأنفعهم للناس، وأنصحهم لهم"[11].

ثالثاً: إن الله تعالى عَدْلُه مطلق، وحِكْمَتُه بالغة لا يظلم مثقال ذرة، ولكن الناس أنفسهم يظلمون، وجعل لهم إرادة كاملة في اختيار الخير والشر، والتقدم والتأخر، قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ[12]، ومن سعى للخير وتقدم إليه، ومن تأخر عنه، كل ذلك لا يخفى على الله منه شيء، قد أحاط الله بكل شيء علماً، قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ[13].قال سيد طنطاوي رحمه الله: "أي: إن ربَّك الذي لا تخفى عليه خافية هو أعلم منك ومن سائر خلقه بمن يضل عن طريق الحق، وهو أعلم منك ومن سائر الخلق أيضًابالمهتدين السالكين صراطه المستقيم، فعليك أيها العاقل أن تكونَ من فريق المهتدين لتسعد كما سعدوا، واحذر أن تركن إلى فريق الضالين، فتشقى كما شقوا"[14].

رابعاً: من فضل الله تعالى على عباده وإحسانه أن من اتبع سبيله؛ وجب له دعاء الملائكة بالمغفرة، واتقاء عذاب الجحيم، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ[15]. قال ابن عثيمين رحمه الله: "﴿ وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ﴾؛ أي: طَريقك، وهو دِين الإسلام، سَواءٌ كان إسلام محُمَّد صلى الله عليه وسلم، أو إسلام من قَبْله؛ لأن هذا الدُّعاءَ عامٌّ لكُلِّ المُؤمِنين"، وقال الطبري رحمه الله: وقوله: "﴿ وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ﴾؛ أي: وسلكوا الطريق الذي أمرتهم أن يسلكوه، ولزموا المنهاج الذي أمرتهم بلزومه، وذلك الدخول في الإسلام"[16].

خامساً: إن من أعظم نعم الله على العبد أن يهديَه للإسلام ويجعله على صراط مستقيم، لأن ذلك فضل وإحسان واصطفاء لا يناله كل أحد، قال تعالى: ﴿ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ[17]. قال القاسمي رحمه الله: "أي: فهو المتصرف في خلقه بما يشاء، فمن أحب هدايته، وفقه بفضله وإحسانه للإيمان، ومن شاء ضلالته تركه على كفره؛ ﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ[18]"[19].

سادساً: إن أعظمَ الضلال، وأشد الحرمان؛ الكفرُ بالله، والإشراك به سبحانه، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ[20]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا[21]. قال ابن كثير رحمه الله: "أي: فقد سلك غير الطريق الحق، وضلّ عن الهدى، وبعُد عن الصواب، وأهلك نفسه وخسرها في الدنيا والآخرة، وفاتته سعادة الدنيا والآخرة"[22].

سابعاً: حذّر القرآن الكريم من أسباب الضلال، ومن أهمها:
الشيطان؛ العدو المتخصص في إضلال الناس وإغوائهم، قال تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ[23]، وقال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ[24].

إتباع هوى النفس والاستجابة لها، جاء القرآن الكريم محذرًامنه، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ[25]، وقال سبحانه: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ[26].

سوء اختيار الأصحاب مهلكة في الدنيا والآخرة، نبه القرآن الكريم لذلك، قال تعالى: ﴿ يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي[27].

الانسياق وراء الأكثرية دون تبصر وإدراك، حذر القرآن الكريم منه، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ[28].

ثامناً: من الحرمان وقلة التوفيق أن يصابَ الإنسان بالغفلة، وهذا والعياذ بالله حال أكثر الناس، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ[29]،وإن التمادي في الغفلة مُفْضِية إلى الإعراض عن الله تعالى، وترك العمل بما شرعه سبحانه، وهو ما عَبَّرَ القرآن الكريم عنه بالنسيان في غير ما آية، ومنها، قوله تعالى: ﴿ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[30]. قال السعدي رحمه الله: "هذا النسيان نسيان ترك، أي: بما أعرضتم عنه، وتركتم العمل له، وكأنكم غير قادمين عليه، ولا ملاقيه، ﴿ إِنَّا نَسِينَاكُمْ ﴾ أي: تركناكم بالعذاب، جزاء من جنس عملكم، فكما نَسِيتُمْ نُسِيتُمْ"[31].

[1] ص: 26.

[2] المائدة: 3.

[3] تفسير ابن كثير (3/ 22).

[4] تفسير الطبري (21/ 189).

[5] التفسير الوسيط لطنطاوي (12/ 149).

[6] إبراهيم: 4.

[7] الأنعام: 153.

[8] أحمد، المسند، رقم: (4142)، النسائي، السنن الكبرى، رقم: (11174).

[9] الأنعام: 55.

[10] النساء: 115.

[11] الفوائد، (ص: 157).

[12] الحج: 10.

[13] الأنعام: 117.

[14] التفسير الوسيط لطنطاوي (5/ 164).

[15] غافر: ٧.

[16] تفسير العثيمين (سورة غافر، ص: 90).

[17] الأنعام: 39.

[18] النور: 40.

[19] تفسير الفاتحة مثالا على تدبر القرآن (ص: 77).

[20] البقرة: 108.

[21] النساء: 116.

[22] تفسير ابن كثير (2/ 366).

[23] الحج: 4.

[24] يس: 62.

[25] ص: 26.

[26] الجاثية: 23.

[27] الفرقان: 28-29.

[28] الأنعام: 116.

[29] يونس: 92.

[30] السجدة: 14.

[31] تفسير السعدي (ص: 655).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.44 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]