|
استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() كوارث الحرائق والفيضانات .. ابتلاءات من الله عظة وعبرة
شهدت مناطق عدة -حول العالم خلال الصيف الحالي- حرائق غابات هائلة، منها تركيا وسوريا والأردن؛ نتيجة عوامل عدة، وقد تسببت هذه الحرائق في خسائر بشرية ومادية جسيمة، ونزوح آلاف السكان وتدمير مساحات شاسعة من الأراضي والمنازل، ولا شك أن تلك الكوارث من حرائق وزلازل وبراكين وفيضانات وغيرها، ليست مجرد أحداث عابرة، بل هي في المنظور الإسلامي رسائل وآيات كونية من الله -عزوجل- تدعونا للتأمل والاتعاظ، وتوقظ فينا معاني الخشية والرجوع إلى الله، وتقوي الارتباط بشرعه، وتذكّرنا بقدرة الله وعظمته -سبحانه- وضعف الإنسان، وأنه مهما بلغ من قوة العلم والتمدن، يبقى عاجزًا أمام قدرة الله وقضائه. حرائق تركيا شهدت تركيا خلال الصيف الحالي 2025، موجة حرائق غابات واسعة النطاق تسببت في خسائر بشرية وبيئية ومادية كبيرة، كما أدت الحرائق إلى آثار بيئية بالغة الخطورة، تمثلت في تدمير مساحات ضخمة من الغابات وتدهور النظام البيئي، إضافة إلى زيادة الانبعاثات الكربونية وتضرر التنوع الحيوي، وبحسب أرقام موثقة من تقارير رسمية لوزارة الزراعة والغابات التركية وإدارة الكوارث والطوارئ التركية، ومن تغطيات وكالات أنباء عالمية وعربية حتى مساء 28 يوليو 2025، فقد تسببت الحرائق في الخسائر التالية: - دُمِّر ما يزيد عن ٥٥٠ كيلو متر مربع من الغابات في ولايات عدة؛ ما أدى إلى فقدان الغطاء النباتي على نطاق واسع ونشوء مناطق شديدة التصحر. - أُجلي أكثر من 3600 شخص في 41 بلدة ومنطقة، بحسب بيانات إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، في بعض المناطق المنكوبة كالمدن الصناعية الكبرى (بورصة مثلا). - تمت مواجهة حرائق استمرت لأكثر من 5 أيام وإخلاء أكثر من 1800 شخص من سكان 19 قرية في ولاية (كارابوك) شمال البلاد، التي تغطيها الغابات بنسبة 72% من المساحة. - سجلت درجات حرارة قياسية وصلت إلى 50.5 درجة مئوية جنوب شرق البلاد، وهو أعلى مستوى مسجل في تاريخ تركيا. - توفي ما لا يقل عن 14 شخصًا؛ بسبب الحرائق خلال الأسابيع الأخيرة، من بينهم رجال إطفاء وسكان. - في بورصة وحدها، احترق أكثر من ٣٠ كيلو متر مربع من الأراضي الزراعية والغابات. - شارك في جهود الإطفاء 2300 رجل إنقاذ وما يزيد عن 850 مركبة و6 طائرات و4 مروحيات. - أشارت الإحصائيات الرسمية إلى أن 50% من الحرائق سببها الإهمال والسلوكيات غير الواعية لدى السكان، مثل حرق الحشرات أو استخدام معدات تلحيم في الهواء الطلق أثناء الرياح. - فُقدت مناطق مهمة من الغابات تعد موطنًا رئيسيا للعديد من الحيوانات والطيور، ما تسبب في تراجع عدد الأنواع وتدمير أعشاش الطيور وهلاك أعداد هائلة من الكائنات البرية. - دمرت الحرائق بعض الأراضي الزراعية، مما أثر على خصوبة التربة وإنتاج الغذاء، وتسبب في تراجع الإنتاجية الزراعية وخسائر اقتصادية للمزارعين. - تعرّضت مصادر المياه السطحية للتلوث؛ بسبب ترسب الرماد وانجراف التربة المحروقة مع الأمطار لاحقًا، ما يؤثر سلبًا على جودة المياه والتوازن البيئي في المحيطات والأنهار. ![]() حرائق سوريا كما شهدت سوريا خلال هذا الصيف أيضًا حرائق غابات واسعة وكارثية، ولا سيما في مناطق الساحل السوري بمحافظة اللاذقية وطرطوس؛ حيث امتدت الحرائق على آلاف الهكتارات من الأراضي الحرجية والغابات، وبدأت الحرائق بالاشتعال منذ يونيو 2025 واشتدت في يوليو، مع تسجيل أكثر من 1500 حريق على الساحل السوري وحده، في مناطق مثل جبل التركمان وجبلي الأكراد والتركمان وأجزاء من ريف اللاذقية ومحيط قرى عدة. وتسببت الحرائق في أضرار كبيرة؛ حيث امتدت المساحات المحترقة ما يقارب ١٥٠ كيلومتر مربع في شمال اللاذقية فقط، وبلغ حجم الدمار مئات الآلاف من الأشجار الحرجية، فيما وجدت فرق الإطفاء صعوبات كبيرة في السيطرة على النيران؛ بسبب سرعة الرياح، وشدة الجفاف، والتضاريس الوعرة، وانتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة التي خلفتها الحرب في تلك المناطق. وشملت جهود إخماد الحرائق مشاركة واسعة لفرق إطفاء من الدفاع المدني السوري وأفواج الغطاء الحراجي، فضلا عن فرق من تركيا والأردن ولبنان والعراق وقطر؛ حيث استخدمت طائرات مروحية وآليات هندسية ثقيلة لفتح حواجز وإخماد النيران، مع عمليات تبريد مستمرة لمنع تجدد الحرائق بعد السيطرة على بعض المناطق. ![]() موجات نزوح مؤقتة ونتيجة لهذه الحرائق اندلعت موجات نزوح مؤقتة للسكان من القرى المتضررة، واشتدت معاناة السكان؛ بسبب الدخان والطقس غير المعتاد، فيما حذرت الأمم المتحدة ومنظمات دولية من ظروف مناخية هي الأسوأ منذ 60 عامًا في سوريا، تؤدي إلى مخاطر أمن غذائي وجفاف غير مسبوق يزيد من هشاشة البلاد. حرائق الأردن وفي السياق ذاته شهدت الأردن حرائق غابات كبيرة، ولا سيما في منطقة جرش شمال العاصمة عمان؛ حيث أتى حريق وديان الشام على حوالي 250 دونمًا من الغابات، بعضّها أشجار معمّرة مثل السنديان واللزاب، ودمر أكثر من 1400 شجرة على مدى خمسة أيام من الإخماد بمشاركة فرق الدفاع المدني وطائرات سلاح الجو وجهات مختصة، وضُبط أشخاص عدة مشتبه في تورطهم بإشعال هذه الحرائق، التي عدتها الحكومة جرائم تستهدف التخريب أو الحصول على مكاسب شخصية عبر المتاجرة بالأخشاب، ووُعِدوا بأقصى العقوبات بناءً على القوانين الأردنية. وشهدت عمليات الإطفاء صعوبة؛ نتيجة التضاريس الوعرة، وقلة الممرات المناسبة لوصول سيارات الإطفاء؛ فالحرائق المفتعلة في أماكن يصعب الوصول إليها آليا، وقد أطلقت وزارة الزراعة خطة تأهيل موقع الحريق خلال 2025-2026 بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وشركات متخصصة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي والأقمار الصناعية لرصد الغابات ومراقبتها لمنع تكرار هذه الحرائق، وتركزت الجهود أيضًا على إزالة الأعشاب، وتقليم الأغصان، وتعزيز جاهزية محطات الحراج؛ كما شاركت القوات المسلحة الأردنية في دعم مكافحة الحريق. ![]() رؤية شرعية للكوارث الكونية إن الكوارث الكونية كالحرائق والزلازل والبراكين والفيضانات، هي جميعها ضمن إرادة الله -عز وجل-، ولا تخرج عن حُكمه وإرادته -سبحانه وتعالى-، وهي ابتلاء من الله -تعالى- لعباده، ويبقى فقط السؤال حول هذه الكوارث هل تُعَدُّ اختبارًا وامتحانًا من الله أم هي عقوبة وزجر للعباد؟ ولمعرفة الإجابة عن هذا السؤال لابد بداية من توضيح المقصود بالابتلاء لغةً واصطلاحًا، ومتى يكون اختبارًا من الله ورفعة، ومتى يكون عقوبة وزجرًا؟
موقف المؤمن من الأحداث الكونية غالبا ما ينقسم النّاس إلى فريقين مُتناقضين أمام أيّ حدث كَوني، فريق ينفي قدرة الله -تعالى- في الوجود وأحداثه، ويُنكِر أنّ للحدث أبعادًا خلف الحدث، وفريق يُفرِط في الحَدَث إلى الحدّ الذي يدفعه إلى التألّي على الله وتحديد مقاصده الحتمية من الحدث وتوزيع العقاب والثواب، أمّا المُؤمن فحاله وسط بين هذين الطرفين، فلا ينفي قدرة الله -تعالى- ولا يُغيّب هذه الأحداث عن آثار الله وقدرته وتدبيره، ولكنّه مع هذا يتواضع أمام قصوره المعرفي وجهله، وينشغل بما هو مسؤول عنه، وعما يجب عليه فعله أمام الظرف الراهن. الحكمة من الكوارث الكونية إن الله - تعالى - الخلاَّق العليم الفعال لما يريد، يُقدِّر بعلمه ما يريد، ويمضيه بقوَّته تحقيقًا لما أراده من الحكمة في ذلك، وما قَدَّره الله وأمضاه، منه ما تظهر وتُعلَم حكمته، ومنه ما لا تُعلَم حكمته، وما تُعلَم حكمته: منه ما تُعلَم بعضها ويخفى بعضها الآخر، ومنه ما لا تتبيَّن الحكمة منه إلا بعد آماد طِوال، والمسلم الموقن بدينه الراضي بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا، يقبل ما قَدَّره الله ويسلِّم بذلك تسليمًا على أي وَضْع ونَحْوٍ جاءه، ومن الأمور المقدَّرة المكررة ما يقدِّره الله - تعالى - من الكوارث لحِكَم أرادها. قال القرطبي في بيان أسباب ما يقدِّره الله على العباد من المصائب أو الكوارث: «هي: إما عقوبة ونقمة عند إذاعة المنكر وظهور المعاصي، وإما ابتــلاء واختبار، كمــا قــال - تعالى -: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْـمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} (محمد:31)، وإما تمحيص للـذنـوب، كما قال - تعالى -: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} (آل عمران:١٤١)، وللـه أن يفعــل ما يشـاء ويسـلط من يشـاء على من يشـاء إذا شاء. ![]() الإيمان بالقدر والعمل بالشرع والمسلم فيما يقدره الله عليه يتقلب بين نظرين: الإيمان بالقدر، والعمل بالشرع. الإيمان بالقدر
![]() العمل بالشرع
![]() لله فيما يقدره حكم كثيرة إن لله - تعالى فيما يقدِّره من النوازل الشديدة والكوارث العظيمة- حِكَماً كثيرة، ومن الخطأ أن نحصر الحكمة في أمر واحد؛ إلا أن يدل على ذلك دليل صريح؛ فالحكمة قد تتعدد، وقد يكون في الحدث الواحد حِكَم كثيرة؛ لكل فرد أو طائفة ممن أصابتهم الأحداث أو الكوارث حكمة تخصهم، والسعيد من فَقِه ذلك وانتفع بالحكمة المرادة من الكارثة بخصوصه، ولو ذهبنا نتصفح الأدلـة الشرعية وأَعْمَلنـا الفكـر، أمكننا أن نتبين كثيرًا مما يمكن أن تكشف عنه الكوارث والشدائد؛ فمن ذلك: ![]() بيان شدة الإيمان ورسوخه من الحكم المهمة في الكوارث أنها إذا أصابت المسلمين فإنما تصيبهم على قَدْر شِدَّة دينهم وصلابتهم فيه، حتى يثبت الإيمان في القلوب، وتتمايز أقدار المؤمنين، ويظهر ذلك واقعًا ملموسًا كما هو معلوم لدى رب العالمين؛ فشدة البلاء قد تكون دليلاً على صلابة الدين ومتانته، قال الله - تعالى -: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْـمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} (محمد:31)، كما قال - تعالى -: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت)، وقال أيضًا: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْـمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْـخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} (آل عمران: 179)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل؛ يبتلى الرجل على حسب دينه؛ فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رِقَّة ابتلي على قَدْر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة»، فكانت الكوارث التي تحل بعباد الله - على ما فيهـا مـن ألم وشـدة وفـراق الأحبـاب وهلاك الأمـوال - تستبطن مِنَح العفو والمغفـرة والقـرب مـن الله - تعالى - رب السموات والأرضين. بيان شؤم الذنوب والمعاصي فالكوارث تبيِّن جانب العقوبات التي يُنْزِلها الله - تعالى - بالعصاة الذين عتوا عن أمر ربهم واتبعوا خطوات الشيطان؛ فكانت عقابًا دنيويا قبل العقاب الأخروي، وذلك حتى يحذر الناس من معصية ربهم وطاعة الشيطان، أملاً في التوبة حتى يَقْدموا على ربهم مغفورًا لهم، وفي ذلك منحة لمن عقل واتعظ بما حدث؛ فإن نزول البلاء بالعباد قد يحملهم على مراجعة أنفسهم ومعرفة أوجه التقصير أو تجاوز الحدود، فَيُحدِث لهم ذلك توبة وأوبة قد ترفعهم إلى أعلى عليين؛ قال الله - تعالى - في بيان الحكمة من العذاب الدنيوي: {وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (السجدة:21)، وقال -تعالى-: {فَلَوْلا إذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام: 43)؛ فكان الأحرى بهم؛ إذ نزلت بهم الكوارث والشدائد أن يتضرعوا ويرجعوا إلى ربهم ويستغفروه ويتوبوا إليه. ![]() ظهور عبودية الناس لرب العباد من خصائص الأمور الشديدة والأحداث الكبيرة أن تدفع الناس إلى الشعور بضآلة أنفسهم وقلة حيلتهم؛ وهو ما يحملهم على إظهار العبودية لله - تعالى - وإخلاصهم في صدق اللّجوء إليه والتضرع والاستكانة بين يديه؛ وهو ما ينقل العبد في مراتب عالية - إذا استمر على ذلك - لم يكن من السهل الوصول إليها بغير تلك الطريق. ترهيب الطغاة وتأمين الضعفاء هذه الكوارث الشديدة التي تحدث في فترات وجيزة جدا لم يتوقعها أحد، فيها بيان لعظمة الله وقدرته على أن يفعل ما يشاء كيف شاء، وأن قُدْرَته لا تحدُّها النواميس أو القواعد الكونية؛ لأن الكل مخلوق لله -تعالى-، والمسلم يوقن بذلك بلا ريب؛ كما قال إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْـمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} (البقرة:260)، فإن ما يراه الإنسان من السرعة المذهلة في وقوع الكارثة التي لا تخطر لأحد على بال، تحمل الظَلَمة والطغاة على الخوف من بطش الله وعقابه، وهو ما قد يكون سبباً في توبتهم وإنابتهم، كما تبعث في نفس المؤمن اليقين في أن الله - تعالى - حَكَم عدل وأن أحداً من الطغاة الظلمة لن يفلت من عقابه، وأن الله - تعالى - لا يعجزه شيء؛ فتطمئن قلوبهم إلى قرب نصر الله وإعانته لهم. ![]() بيان تضامُن المسلمين مع بعضهم في المحن والكوارث تظهر القيم النبيلة التي عند المسلمين؛ ففي تلك الكوارث بيان لتضامُن المسلمين مع بعضهم ووقوفهم صفا واحدا لمواجهة الأخطار، كما جاء في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، والله قادر على أن يدفع عن عباده ما يسوؤهم، لكنه يحب أن يرى عطف المسلم على أخيه؛ بحيث من لا يقوم بذلك في مثل هذه المواقف العصيبة التي تمر بجماعة المسلمين، فكأنه ليس عضواً من أعضاء تلك الجماعة. للكوارث والابتلاءات حِكَم متعددة إن الكوارث والابتلاءات التي تحل بالمسلمين لها حِكَم متعددة كما رأينا، وتكشـف عن أمـــور كثيرة، والمطلـوب منــا ألا تمر هذه الكوارث علينا من غير أن نوظفها أعظم التوظيف في الاستفادة من جميع جوانبها؛ فيُحدِث ذلك لدينا عظة وتذكُّرًا وخوفًا من الله ورغبة في المسارعة في عمل الخيرات، وإن من أكبر الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس هو النظر إلى أن تلك الكوارث لا علاقة لها من قريب أو بعيد بعلاقة العباد برب العباد، كما أن من الأخطاء الظن أن الأخذ بالأسباب وعدمه سيان، وأن المقدَّر واقع لا محالة مع أن الأسباب جزء من القَدَر. الحرائق والرياح بأمر الله -عزوجل- وقدرته ![]() بيان تمام قدرةِ الله -تعالى- ![]() اعداد: وائل رمضان
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |