|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حقوق المرأة (1) د. أمير بن محمد المدري الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله سيد البشر، قدوة الصالحين وأسوة المؤمنين، وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: حديثنا معكم عن حقوق المرأة في الإسلام، فالإسلام رفع من شأن المرأة وأعزّها بنتًا وأمًا وأختاً وزوجة يوم أن ظُلمت في الجاهلية في حياتها، و بعد موتها، وظُلمت على مستوى الأُمم والأديان. وكان أكثر الناس في العالم ينظر إلى المرأة كأنها متاع، إن اشتهاه استمتع به، وإن استغنى منه رفَسَه ورَكَله واحتقره وأبعده وهجره. لم تكن المرأة تورث بل كانت أحياناً مثل المتاع يرثها الرجال. المرأة على مستوى الأمم قبل الإسلام في أوربا: في عصورها المظلمة، - وأوروبا في كل عصورها مظلمة - في العصور الأولى كانت مجالس الفلاسفة تُعقد ليناقشوا أمرا مهما، هل للمرأة روح كروح الرجل؟ هل لها روح إنسانية أم حيوانية؟ وينتهون في نقاشهم أن للمرأة روح ولكنها أدنى بدرجات كثيرة من روح الرجل. و عند الرومان: كان للرجل السُّلطة في أن يبيع زوجته وأن يُطلقها، أن يعترف بولده أو لا يعترف به، والمرأة في اليونان لا ترث أبدا. و عند الهنود: وإلى وقتٍ قريب من عاداتهم أن الرجل إذا توفى فإنه يُحرق، وكانت توضع الزوجة الحية إلى جوار زوجها لتُحرق معه، فلا معنى لوجودها بدونه. و عند العرب قبل الإسلام: كان مجيء ولادة المرأة هم وغم وحزن، وصدق الله العظيم القائل: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [النحل: 58، 59]. المرأة عند العرب كانت مجلبة للعار مجلبة للفقر، وردّ الله عليهم فقال ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ [التكوير: 8، 9]. ما الذي فعلته هذه البنت البريئة حتى تستحق القتل. قيس بن عاصم يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يقول يا رسول الله: إني وأدت اثنتي عشرة بنتا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أعتق عن كل واحدة نسمة» [البزار عن عمر وأخرجه عبد الرزاق]. وكان كثير من العرب يئد البنت وهي حية، فإذا جاء المرأة المخاض وأحست بآلام الولادة خرجت إلى الخلاء وحفر لها حفرة ثم إذا وضعت إن كان المولود ولداً فرحت واستبشرت ورجعت إلى أهلها، وأقيمت الزينات والأفراح. وإن كان المولود بنتاً اسود وجهها من الغم، وألقيت ابنتها في الحفرة وأهيل التراب عليها حية، والأم يمزق قلبها ولا أحد يرق لها. ماذا يريدون من المرأة نتكلم عن حقوق المرأة في الإسلام يوم صاح أعداء الإسلام في الداخل والخارج يرفعون شعار حرية المرأة أرادوها أن تزاحم الرجل في كل ميادين الحياة ولا بد, فلا بد أن تزاحم الرجل في تجارته وفي عمله وفي صناعته وفي وظيفته، بل حتى في سيارته وتنقله. وفي كل ميادين الحياة. ولذلك يكثرون الطنطنة في وسائل كثيرة ومختلفة على هذا الوتر, بأن المرأة في مجتمعاتنا تعاني ما تعاني، وأنها مظلومة، وشقٌّ معطل، ورئة مهملة، ولا تنال حقوقها كاملة، وأن الرجل قد استأثر دونها بكل شيء.. وعقدوا مؤتمرات وأُقيمت اجتماعات وأسسوا جمعيات كلها تدافع عن حقوق المرأة كما يقولون. يا تُرى ماذا يريدون، إنهم يريدون أن يجعلوا المرأة العربية المسلمة مثل المرأة الغربية متحررة كما يقولون. وقد انتهى وأد البنات -والحمد لله- في الإسلام، لكن وأد المرأة اليوم غير وأد الجاهلية، ففي الجاهلية كانوا يذبحونها بالسكين، لكن وأد الجاهلية العصرية هو قتل لإرادة المرأة وحريتها وكرامتها وحقها، وهم يزعمون أنهم يُنادون بحرية المرأة، وأنهم يحافظون على حقوق الإنسان. ومن وأد المرأة: أن تجعل المرأة في غير المكان المناسب الذي خُلقت له، فقد خلقها الله أمينة على الجيل ومربية له. الأم مدرسة إذا أعددتها ![]() أعددت شعباً طيّب الأعراق ![]() الأم نبتٌ إن تعاهده الحيا ![]() بالري أورق أيما إيراق ![]() فالأم رسالة، فقد أخرجت العظماء، فهذا خالد أُمه امرأة، و سعد و طارق و حسان و ابن تيمية و صلاح الدين والعظماء على مر التاريخ، فالمرأة أرادها صلى الله عليه وسلم والإسلام أن تكون جوهرة في صدر، أما أن تكون مبتذلة فلا. ومن وأد المرأة: أن هاجموها وسحقوا كرامتها أمام العالمين، مرة بمقالةٍ يستهزئون بالنقاب والحجاب ويسمونه خيمة، ومرة يقولون: تأخر المرأة وتخلف عقل المرأة، ومرة يقولون: متى يُسمع صوت المرأة؟! ومرة يكتب كاتب في بعض البلاد، ويقول: المرأة إلى أين؟ نقول: المرأة إن صلحت إلى جنة النعيم، وإن فسدت فإلى نارٍ تلظى، ومن وأد المرأة: أن تُحرم العلم الشرعي، فتُربّى على الجهل؛ لأن بعض الناس الآن يقولون: المرأة إذا أصبحت جاهلة فإنها تصبح جيدة وعاقلة، ولا تعرف السوء، وتصبح خاماً قابلاً للتوجيه، وهذا خطأ، لأن المرأة الجاهلة جاهلة، فلابد أن تتعلم المرأة، تتعلم أمور دينها ودنياها. كيف تعيش المرأة الغربية؟ لقد كُتبت تقارير وإحصاءات مذهلة عما تعانيه المرأة في الغرب، إليكم طرفًا من ذلك: • لقد شاعت الفاحشة شيوعًا لم يسبق له مثيل، فلم تعد مزاولة الفاحشة ـ أجارنا الله ـ مقصورة على دُور البغاء، بل تجاوزت ذلك إلى الفنادق والمقاهي الراقصة والمنتزهات وعلى قارعة الطريق. • وأصبحت الخيانة الزوجية ظاهرة عامة، ففي الولايات المتحدة الأمريكية امرأة واحدة من كل أربع نساء أمريكيات تخون زوجها. • أما التفكير في الانتحار في ظل الرفاهية المزعومة والحرية وحقوق المرأة التي يُنادون بها في الغرب فإن أربعًا وثلاثين بالمائة من النساء يفكرن في الانتحار. • ومن الإحصاءات النسوية ـ إن صح التعبير ـ أن ثلثي حوادث الاعتداء في أمريكا بالضرب ضد النساء تصدر من أقاربهن، والباقي من غير الأقارب. • وفي فرنسا تتعرض حوالي مليون امرأة للضرب، وأمام هذه الظاهرة التي تقول الشرطة: إنها تمثل حوالي (10 )بالمائة من العائلات الفرنسية أعلنت الحكومة أنها ستبدأ حملة توعوية لمنع أعمال العنف. وهذه كأنها ظاهرة طبيعية. وقالت أمينة سر الدولة لحقوق المرأة: "إن الحيوانات تعامَل أحيانًا أحسن منهنّ، فلو أن رجلاً ضرب كلبًا في الشارع فسيتقدم شخص ما بالشكوى إلى جمعية الرفق بالحيوان، ولكن إذا ضرب رجلٌ زوجته في الشارع فلن يتحرك أحد". ونشرت مجلة التايمز الأمريكية أن حوالي أربعة آلاف زوجة من حوالي ستة ملايين زوجة مضروبة تنتهي حياتهنّ نتيجة ذلك الضرب. • وأشار خبر نشره مكتب التحقيقات الفيدرالية جاء فيه أن أربعين في المائة من حوادث قتل السيدات ارتكبها أزواجهنّ. • أما صورة أخرى فهي صور الاغتصاب التي تتعرض لها المرأة، ففي الولايات المتحدة تقول التقارير الخاصة بالاغتصاب: إن حادثة الاغتصاب تسجل كل ستِ دقائق. • أربعة عشر مليون امرأة في إيطاليا يخشون السير بغير رفقة في الشوارع المظلمة أو الأماكن المهجورة. هذه هي الحرية التي يريدونها للمرأة هذه هي الحقوق التي يُنادون بها. والعجيب لماذا لم نسمع الغرب يتحدث عن المرأة المقهورة المعذّبة، المرأة المشرّدة، المرأة المغتصبة من إفرازات حروب أنشأوها وكوارث أثاروها، من الظلم العالمي والفقر المتدني في شعوب تنتسب إلى الأمم المتحدة؟! ما حال أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا في فلسطين وكشمير والبوسنة والشيشان وأفغانستان وإرتيريا والصومال والعراق؟! إن وثائقهم لا تكاد تعير هذا اهتمامًا في مقابل احتفائها واحتضانها للشاذات والبغايا والمومسات والمصابين والمصابات بكل ألوان أمراض الجنس الفتاكة. إنهم لا يعرفون الرحم ولا التراحم، ولا يعرفون البر ولا الفطرة، أي خيانة أكبر من خيانة إهمال. المرأة في ظل الإسلام: المرأة في الإسلام أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم وصية خاصة في حجة الوداع فقال: «واتقوا الله في النساء، فإنهن عندكم عوان» ووصى بها عند موته صلى الله عليه وسلم فأخذ يردد. «اتقوا الله في النساء ثلاث مرات إنهن عوان عندكم» بمعنى أسيرات عندكم. لقد أنجب لنا التاريخ في ظل الإسلام ورحمة الإسلام نساءً صالحات وسيداتٍ مباركات، شيّدن مناراتٍ للعز والشرف، وبنَينَ مساكن للبطولة، عزّ فعلها على كثير من الرجال والأبطال. آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، عاشت ونشأت في قصر أكبر طاغية عُرف في التاريخ، فلم تخضع لجبروته، ولم تدخل في ألوهيته، ولم تستسلم لدنياه، بل صبرت على دينها وعزت بإيمانها، ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [التحريم: 11]. وفي الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: «كَمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» [أخرجه البخاري (7/ 106: 3769)، في الفضائل. ومسلم (4/ 1886: 2431]. وها هي ماشطة بنت فرعون تسجّل لأهل الإيمان موقفًا في الصبر والتضحية والشمَم بإيمانها واستسلامها لله، عندما يراودها فرعون على إيمانها بالله، فيُقتل أبناءها أمامها واحدًا تلو الآخر وهي الأم الحنون، فتأبى أن تكفر بالله، بل تصبر وتحتسب. وتلكم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كان لها مقام النصرة والتثبيت لرسول الله عندما نزل عليه الوحي، فقد قالت له كما في الصحيح: «كلا والله، لا يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتقري الضيف، وتحمل الكَلَّ، وتعين على نوائب الحق». وروى أحمد والنسائي بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلمقال فيها: «آمنتْ بي إذ كذّبني الناس، وآوتْني إذ رفضني الناس». وما التأنيث لاسم الشمس عيبٌ ![]() ولا التذكير فخرٌ للهلالِ ![]() ولو أن النساء كمن ذُكرنا ![]() لفُضِّلت النساء على الرجالِ ![]() أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من الهداة المهتدين، والصلحاء المصلحين إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |