|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حبه صلى الله عليه وسلم لا ستماع القرآن من غيره الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي لقد بلغ حبُّه - صلى الله عليه وسلم - للقرآن تعلق قلبه الطاهر به، فهو يتلوه تارة، ويذكر فضائله لأصحابه، ويعلِّمهم حسن تلاوته وجودة ترتيله، ويحب أن يستمع له منهم كما علَّمهم إياه تارة أخرى، فيطلب من أحسنهم وأجودهم تلاوته أن يقرأه عليه، ليجمَع لقلبه الانتفاعَ به من كل وجه، من جهة تلاوته له بنفسه، ومن جهة الاستماع له من غيره؛ كما طلب - صلى الله عليه وسلم - من عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - القراءة عليه؛ عن عبد الله بن مسعود (ت:32هـ) - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اقرأ عليَّ، قلت: أقرأ عليك وعليك أُنزل؟ قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري، فقرأت النساء حتى إذا بلغت: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]، قال لي: كُفَّ أو أمسِك، فرأيت عينيه تذرفان[1]. استماعه - صلى الله عليه وسلم - لقراءة ابن مسعود - رضي الله عنه أيضًا وهو يصلي في المسجد؛ عن زر بن حبيش (ت: 81هـ) عن ابن مسعود (ت: 32هـ) - رضي الله عنهما - قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد، وهو بين أبي بكر وعمر، وإذا ابن مسعود يصلي، وإذا هو يقرأ النساء، فانتهى إلى رأس المائة، فجعل ابن مسعود يدعو، وهو قائم يصلي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اسْأل تُعطه، اسأل تعطه، ثم قال: من سرَّه أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل، فليقرأه بقراءة ابن أم عبد، فلما أصبح غدا إليه أبو بكر ليبشِّره، وقال له: ما سألت الله البارحة؟ قال: قلتُ: اللهم إني أسألك إيمانًا لا يرتدُّ، ونعيمًا لا يَنْفد، ومرافقة محمد في أعلى جنة الخلد، ثم جاء عمر - رضي الله عنه - فقيل له: إن أبا بكر قد سبقك، قال: يرحم الله أبا بكر، ما سبقته إلى خير قط، إلا سبقني إليه [2]. استماعه - صلى الله عليه وسلم - لأبي موسى الأشعري[3] - رضي الله عنه - وثناؤه على قراءته: عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ، لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ[4]. استماعه - صلى الله عليه وسلم - لسالم مولى أبي حذيفةَ (ت: 12هـ) - رضي الله عنه - وثناؤه عليه: عائشة أم المؤمنين (ت: 58هـ) - رضي الله عنها - قالت: أبطأتُ على عَهدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ليلةً بعدَ العشاءِ، ثمَّ جئتُ فقالَ: أينَ كنتِ؟ قلتُ: كنتُ أستمعُ قراءةَ رجلٍ من أصحابِكَ لم أسمع مثلَ قراءتِهِ وصوتِهِ من أحدٍ، قالت: فقامَ وقمتُ معَهُ حتَّى استمعَ لَهُ، ثمَّ التفتَ إليَّ فقالَ: هذا سالمٌ مولى أبي حذيفةَ، الحمدُ للَّهِ الَّذي جعلَ في أمَّتي مثلَ هذا[5]. وخلاصة القول: إنَّ المواقف والمواضع التي تُبرز تأثُّر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عند استماعه للقرآن كثيرة، بَيْد أنَّ ذلك لا غرابةَ فيه؛ إذ كيف لا يتأثَّر الرَّسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن وهو أتقى الخلق، وعليه أُنزل القرآن؟ وقد رأى الملائكة، وعُرج به إلى السَّماء، وسمع صرير الأقلام، ورأى من آيات ربِّه ما رأى؟ فتأثُّره بالقرآن أمرٌ لا يحتاج إلى دليل أو برهان، فينبغي على المسلمين التأسي بالنبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - في سماع القرآن والإنصات له، سواء كان ذلك في الصلاة أو خارجها؛ لأن استماع القرآن سنة مأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يُؤجر عليها صاحبها[6]. [1] رواه البخاري، كتاب فضائل القرآن رقم 4667. [2] مسند الإمام أحمد 7/ 359 رقم 4340، وقال محقِّقو المسند: "صحيح بشواهده، وهذا إسناد حسن"، وحسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة: ( 5/ 379) رقم: ( 2301). [3] ذكر المؤرخون أنه ولد سنة 21 قبل الهجرة الموافق 602 ميلادي، واختلفوا في سنة موته فقد قالوا: إنه مات سنة 44 هـ الموافق 665 م، وقيل سنة 42هـ، وهو ابن نيف وستين سنة، واختلفوا في مكان موته هل مات بالكوفة أو بمكة؛ يُنظر: ابن الأثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 3، ص 364. [4] رواه مسلم (793). [5] أخرجه ابن ماجه (1338)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه: (1108). [6] من خطبة للدكتور/ محمود بن أحمد الدوسري، موقع الألوكة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |