اليوم الآخر أهوال وفوز وخسران أبديان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          طريقة عمل العاشوراء بخطوات بسيطة.. زى المحلات بالظبط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          طريقة عمل لفائف البطاطس المحشوة بالدجاج والجبنة.. أكلة سهلة وسريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          9 حيل وخلطات طبيعية بسيطة تجعل المطبخ رائحته منعشة فى الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-07-2025, 07:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,648
الدولة : Egypt
افتراضي اليوم الآخر أهوال وفوز وخسران أبديان



اليوم الآخر أهوال وفوز وخُسران أبديان

عبدالعزيز أبو يوسف



الخطبة الأولى
الحمد لله المبدأ المعيد، جامع الناس ليوم لا ريب فيه إِنَّه لا يخلف الميعاد، وهو عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد البشير النذير، والسراج المنير، وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليمًا كثيرًا.


﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحج: 1، 2]، أما بعد:
أيها المسلمون، من أعظم القضايا والحقائق التي جاءت بها الرسل وأنذروا بها قومهم، ونزلت بشأنها الكتب الإلهية، الإيمان باليوم الآخر، فما من نبي إلا ذكَّر أمته به، وحثهم على الاستعداد له، فهو أحد أركان الإيمان الستة، ولعِظَم هذا اليوم أكثَر سبحانه من ذِكْره في القرآن العظيم، وربط الإيمان به عز وجل بالإيمان باليوم الآخر في مواضع كثيرة في كتابه العزيز، وبيَّن أحوالَه وأهوالَه، وحذَّر من نسيانه والغفلة عنه، وأمَر عبادَه بالاستعداد له، وسمَّاه في القرآن بأسماء كثيرة؛ فهو يوم الحاقة، والقارعة، والقيامة، ويوم الدين، ويوم الفصل، ويوم التغابن، ويوم الآزفة، والقارعة، والصاخة، إلى غير ذلك من الأسماء، يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين، ويلتقي فيه أهل السماوات والأرضين، ﴿ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ [هود: 103].


أيها المؤمنون، إذا أذِن الله عز وجل بقيام الساعة أمر سبحانه إسرافيل عليه السلام بأن ينفخ في الصور، فيُصعق كل من في السماوات والأرض ويهلك، ولا يبقى إلا الله جل جلاله ومن استثناهم سبحانه، وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام، ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ [الزمر: 68]، ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن: 26، 27]، ثم يموتون بعد ذلك، ويكون آخر من يموت ملك الموت، وينفرد الحي القيوم بالبقاء، فيقول: ﴿ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ [غافر: 16] ثلاث مرات، ثم يُجيب نفسه عز وجل: ﴿ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر: 16]، ثم يُحيي الله عز وجل إسرافيل عليه السلام أول من يُحيي، ويأمره بأن ينفخ في الصور نفخة البعث والنشور، فتُعاد الأرواح إلى أجسادها، وتتشقَّق القبور عن أهلها، فيأمر الله تعالى السماء بأن تُمطِر، فيَنبُت الناسُ في قبورهم كما ينبت البقل، ﴿ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ [الزمر: 68]، ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا [الكهف: 99]، فيخرج الناس من قبورهم كما وصفهم الله سبحانه: ﴿ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ [القمر: 7]، يُساقون إلى أرض المحشر؛ أرض بيضاء عفراء؛ أي: تميل إلى الحمرة، ﴿ لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا [طه: 107]، ليس فيها معلَم لأحد، يُحشَر الناس فيها حُفاة عراةً غُرْلًا؛ أي: غير مختونين كما قال ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، فإذا قامت الساعة تغيَّر كل شيء، فالسماء تتشقق وتنفطر وتضطرب وتتحرك بانزعاج، والأرض تُدك، والجبال تُنسف وتذهب فلا يبقى لها أثر، والبحار تُسجر حتى تكون نارًا عظيمة فيذهب ماؤها، ويُجمع القمر إلى الشمس ويذهب ضوءهما، والنجوم تتناثر وتسقط من السماء في صور عظيمة وأهوال جسيمة لعظم ذلك اليوم.


إخوة الإسلام، في أرض المحشر يجتمع الخلق كلهم، فتدنو الشمس حتى تكون منهم بمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العَرَق، فمنهم من يكون إلى كَعْبَيْهِ، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقْوَيْهِ، ومنهم مَنْ يُلجِمُهم العرقُ إلجامًا، في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة، فيفزع بعض الناس إلى الرسل والأنبياء عليهم السلام ليشفعوا لهم عند الله تعالى حتى يأذن بالحساب، وفصل القضاء ليتخلصوا مما هم فيه من شدة، وكلما أتَوْا نبيًّا من أُولي العزم اعتذر، وأحالهم إلى نبي آخر، حتى يأتوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول: ((أنا لها)) كما في صحيح البخاري، قوله عليه الصلاة والسلام: ((فأستأذِنُ على ربي فيؤَذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها، لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد، وأَخِرُّ له ساجدًا، فيقول: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يُسمع لكَ، وسَلْ تُعْط، واشفع تشفَّع، فأقول: يا رب، أمتي أمتي))، وهي المقام المحمود الذي كره الله تعالى في كتابه العزيز، فقال: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا [الإسراء: 79]، فحينئذٍ يأذن الله تعالى بفصل القضاء، فيجيء مجيئًا يليق بجلاله وعظيم سُلطانه في ظُلَل من الغمام، وتجيء الملائكة الكرام، صفًّا صفًّا، صفوفَ ذُلٍّ وخضوع للملك العلَّام، ويُؤتى بجهنم في أرض المحشر لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف مَلَك يجرونها ﴿ كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى [الفجر:21- 23]، والحساب تعريف الله عز وجل الخلائق مقادير الجزاء على أعمالهم، وتذكيره إياهم ما قد نسوه من ذلك، فيحاسب الله تعالى الخلق على كيفيات مختلفة باختلاف أعمالهم في الدنيا كما وردت بذلك الآيات، وجاء بيان ذلك في أحاديث متعددة.


عباد الله، يُعرَض العبادُ على ربهم جل وعلا في أرض المحشر لا تخفى عليه منهم خافية، فيُنادى بكل إنسان، ﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا [الإسراء: 14]، فيقوم منفردًا يجادل عن نفسه بكل ضَعْفه، أمام الملك جل جلاله، ﴿ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [النحل: 111]، في الصحيحين: قال صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحد إلا سيُكلِّمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أَيْمَنَ منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر أشأمَ منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، ولو بكلمة طيبة))، فأما العبد المؤمن فإن الله تعالى يُعَرِّفه ببعض ذنوبه، ويتجاوز عما يشاء من هفواته حتى يعرف العبدُ فضلَ الله ومِنَّتَه عليه؛ بستره عليه في الدنيا، وعفوه عنها في الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يُدنِي المؤمنَ فيضع عليه كنَفَه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نَعَمْ أَيْ ربِّ، حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتُها عليكَ في الدنيا وأنا أغفرها لكَ اليومَ، فيُعطى كتابَ حسناته))؛ رواه البخاري، وهذا الحساب اليسير الذي قال عنه سبحانه: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا [الانشقاق: 7 - 9]، فينظر في أعماله فيُغفر له سيئها، ويُجازى على حسنها، ويُنكِر فئام من الناس ما حفظه عليهم الملائكة الكاتبون، ولا يرضون إلا بشاهد من أنفسهم، فيختِم اللهُ سبحانه على أفواههم، وتُستنطق جوارحهم: ﴿ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ [فصلت: 20- 22]، فالذين لم يستجيبوا لربهم ويؤمنوا به لهم سوء الحساب، كما قال جل وعلا: ﴿ لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ [الرعد: 18]، فيُناقشون على النقير والقطمير، والجليل والحقير، ومن نوقش الحساب عُذِّب؛ ولهذا قال سبحانه بعد هذه الآية: ﴿ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ [الرعد: 18]، ومن أمة محمد عليه الصلاة والسلام من لا يُحاسب فضلًا من الله تعالى عليهم وإحسانًا، قال عليه الصلاة والسلام: ((وعدني ربِّي أن يُدخِلَ الجنَّةَ من أمَّتي سبعينَ ألفًا لا حسابَ عليهم ولا عذابَ، معَ كلِّ ألفٍ سبعونَ ألفًا وثلاثُ حَثياتٍ من حَثياتِ ربِّي))؛ رواه الترمذي وابن ماجه.


ويقدُم العباد على الله تعالى في أرض المحشر على الحال التي فارقوا عليها الدنيا، فمن مات على شيء بعثه الله تعالى عليه، إنْ خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشَرٌّ، قال عليه الصلاة والسلام: "يُبعث كل عبدٍ على ما مات عليه"؛ رواه مسلم، فتُنصَبُ الموازينُ لتوزنَ بها أعمالُ العبادِ: فمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَقد أفلح ونجا، ومن خَفَّت موازينه خسر وهلك إن لم تدركه رحمة الرحمن الرحيم إن كان من المؤمنين، كما قال جل وعلا: ﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ [الأعراف: 8، 9]، فإذا وُزِنت الأعمالُ نُشِرت دواوينُ العالمين، وصحائفُ أعمالِ الأولين والآخرين، فآخِذٌ كتابَه بيمينِه- نسأل الله من فضله- فيقول: ﴿ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ[الحاقة: 19 - 21]، وآخذٌ كتابَه بشمالِه، أو من وراءِ ظهرِه- نسأل الله السلامة- فيقول: ﴿ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَة ﴾ [الحاقة: 25 - 27].


ثم يُضرب جسرُ جهنم وهو صراطٌ حسِّي حقيقي أدق من الشعر وأحَدّ من السيف منصوبٌ على متنِ جهنم، قال صلى الله عليه وسلم: ((فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ، وَلا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا الرُّسُلُ، وَكَلاَمُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. وَفِي جَهَنَّمَ كَلالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو))؛ رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: ((وترسل الأمانة والرحم، فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ، وَشَدِّ الرِّجَالِ، تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ، وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ، يَقُولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ. حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ، حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فَلا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلَّا زَحْفًا، قَالَ: وَفِي حَافَتَيِ الصِّرَاطِ كَلالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنِ أُمِرَتْ بِهِ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ، وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ. وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا))؛ رواه مسلم، فإذا عبرَ المؤمنون الصراطَ وُقِفُوا على قنطرةٍ بين الجنةِ والنارِ، فيُؤخذُ لبعضِهم من بعضٍ من المظالم والحقوق التي كانت بينهم في الدنيا، قال عليه الصلاة والسلام: ((إذا خَلَصَ المُؤمِنونَ من النَّارِ، حُبِسوا بقَنطَرةٍ بينَ الجَنَّةِ والنَّارِ، فيَتَقاصُّونَ مَظالِمَ كانت بينَهم في الدُّنيا، حَتَّى إذا نُقُّوا وهُذِّبُوا، أُذِنَ لهم بدُخولِ الجَنةِ، فوالذي نَفسُ مُحَمَّدٍ بيدِه، لأحَدُهم بمَسكَنِه في الجَنَّةِ أدَلُّ بمَنزِلِه كان في الدُّنيا))؛ رواه البخاري.


وأوَّلُ من يدخُلُ الجنة نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم، وتكون الشفاعات التي يأذن الله تعالى بها، من شفاعة المؤمنين لبعضهم، وأعظمها ما خص بها الله تعالى نبيَّه محمدًا عليه الصلاة والسلام، قال الإمام ابنُ رَجَبٍ رحمه الله: "وأمَّا الشَّفاعةُ الَّتي اختَصَّ بها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن بينِ الأنبياءِ، فليسَت هي الشَّفاعةَ في خُرُوجِ العُصاةِ مِنَ النَّارِ؛ فإنَّ هذه الشَّفاعةَ يُشارِكُ فيها الأنبياءُ والمُؤمِنونَ أيضًا، كَما تَواتَرتَ بذَلِكَ النُّصُوصُ، وإنَّما الشَّفاعةُ الَّتي يَختَصُّ بها مَن دُونَ الأنبياءِ أربَعةُ أنواعٍ:أحَدُها: شَفاعتُه لِلخَلقِ في فصلِ القَضاءِ بينَهم. والثَّاني: شَفاعتُه لِأهلِ الجَنةِ في دُخُولِ الجَنةِ. والثَّالِثُ: شَفاعتُه في أهلِ الكَبائِرِ مِن أهلِ النَّارِ، فقَد قيلَ: إنَّ هذه يَختَصُّ هو بها. والرَّابعُ: كَثرةُ مَن يَشفَعُ لَه مِن أمَّتِه؛ فإنَّه وفَّرَ شَفاعتَه وادَّخَرَها إلى يَومِ القيامةِ"،وفي تلك العرصات يُكرِم اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم بحوض عظيم، ماؤه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من المسك، تُرى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء، مَنْ شَرِبَ منه شربةً لم يظمأ بعدها أبدًا، ويمنع من الحوض أناس بدلوا وغيرواــــ نسأل الله تعالى السلامة.


وفي ذلك اليوم العظيم يأتي القرآن الكريم شفيعًا لأصحابه، تقدمه سورة البقرة وآل عمران تظلان صاحبهما وتدافعان عنه كما ورد في الصحيحين، ويشفع الصاحب لصاحبه والقريب لقريبه، والشفاعة بابها واسع بفضل الله تعالى وكرمه على عباده، وأما الكفار ومن حكم الله عز وجل له بالخلود في النار فلا شفيع لهم، ومن أعرض عن ذكر الله، فإنه يحشر يوم القيامة أعمى، كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى [طه: 124- 126]، وأما الكافرون الجاحدون: فإنهم يُحشَرون على وجوههم عُمْيًا وبُكْمًا وصُمًّا، ففي الصحيحين أن رجلًا قال: "يا رسول الله، كيف يُحشَر الكافرُ على وجهه يوم القيامة؟ قال: أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادرًا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟"، وقال سبحانه في وصف حشر الكفار وكل عدو له جل وعلا للنار: ﴿ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ[فصلت: 19]، قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيرها: "أي: يَرِدُ أوَّلُهم على آخِرِهم، ويَتْبَعُ آخِرُهم أوَّلَهم، ويُساقونَ إليها سَوقًا عنيفًا، لا يَستَطيعونَ امتِناعًا، ولا يَنصُرونَ أنفُسَهم، ولا هم يُنصَرونَ"، فمن أُدخِل الجنة فقد أفلح ونجا وسعد سعادةً حقيقيةً أبدية، ومن أُدخِل النار من المخلدين فيها فقد خسر خُسرانًا مبينًا، ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [آل عمران: 185]، وفي يوم القيامة أهوال عظيمة، وتفاصيل كبيرة تجاوزنا بعضها طلبًا للاختصار.


اللهم اجعلنا ممن يؤمن بالآخرة أعظم الإيمان، ويوقن بها حق اليقين، واجعلنا إلهنا عند الفزع الأكبر من الآمنين، وعلى الصراط من العابرين، وإلى أعلى جناتك سابقين، بارك الله لي ولكم في الكتاب والسُّنَّة، ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أيها المسلمون، للإيمان باليوم الآخر واستحضاره واليقين به فوائد عظيمة وثمار يانعة، من أبرزها:
أولًا: تحقيق الإيمان بالله تعالى ورسوخه في القلب، فإنَّ الإيمان باليوم الآخِر من أركان الإيمان الستة، وهو من الإيمان بالغيب الذي وعَد الله تعالى أهلَه بالاهتداء وعِظَم الأجر والفلاح؛ وبه الفوز بكلِّ محبوبٍ والنجاةُ من كلِّ مرهوب في الدُّنيا والآخِرة.


ثانيًا: الإيمان باليوم الآخر خير مُعين وداعٍ إلى الاجتهاد في كثْرة العمل الصالح والاستِزادة منه، رجاءَ ثِقله في الموازين التي ستنصب يوم الدين، وكتابته في الصحف التي تُنشر ذلك اليوم، فآخذ كتابه باليمين وآخذ كتابه بالشمال.


ثالثًا: الإيمان باليوم الآخر خير مُعين وداعٍ للحذَر من المعاصي والسيئات والإقلاع عنها صغيرةً كانت أم كبيرةً، ومُلازمة التوبة النَّصُوح من الخطيئات؛ خوفًا من تبعاتها في ذلك اليوم، وتخفيفها للميزان، وكتابتها في الصحف التي تُنشر ذلك اليوم العظيم.


رابعًا: الإيمان باليوم الآخر خير داعٍ للأخْذ بأسباب حُسن الخاتمة من مُلازَمة ما يفتَح الله تعالى على العبد من أبواب العمل الصالح؛ فإنَّه يُبعَث كلُّ عبدٍ على ما مات عليه، وكثرة الدعاء بحُسن الخاتمة، كما قال يوسف عليه السلام: ﴿ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾ [يوسف: 101].


خامسًا: الإيمان باليوم الآخر أشد وأعظم مرهب ومانع من التعدي على حقوق الآخرين وظلمهم، أو أخذ شيء من حقوقهم بغير حق بأي صورةٍ كانت؛ إذ القصاص في ذلك اليوم حاضر وقائم.


سادسًا: الإيمان باليوم الآخر خير جابر لخواطر ونفوس المظلومين في الدنيا، ومن سُلِبت حقوقهم بخير حق، أو اعتُدي عليهم بلا مبرر أو حُجة ظاهرة، لإيمانهم بالقصاص وأخذ حقهم ممن ظلمهم ذلك اليوم حين لا يكون درهم ولا دينار، وإنما حسنات وسيئات، والفصل بيد أحكم الحاكمين سبحانه.


سابعًا: الإيمان باليوم الآخر داعٍ للاهتمام بأمْر ما بعد الموت وهو القبر وأحوال البرزخ، وذلك بالأخْذ بأسباب الثَّبات عندَ الفتنة في القبر وما يتبع ذلك من نعيم أو عذاب؛ ومن أعظم الأسباب الإخلاص لله تعالى بالتوحيد، والاستقامة على الشريعة، وحُسن الاتباع للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، والحذَر من مُوجِبات الضلال عند الامتحان، والعَذاب بعد الامتحان من الشكِّ والتقليد الأعمى والانحِراف عن القُرآن، والوقوع في البِدَعِ والشِّرك، وتجنُّب الخِصال التي ذُكر في الكتاب والسُّنَّة بأنها من أسباب عَذاب القبر؛ كالتهاون بالصلاة، وعدم التَّنزُّه من البول، والوقوع في الغيبة والنميمة، ونحو ذلك.


ثامنًا: الإيمان باليوم الآخر خير معين للعبد على فعل الطاعات والقُرب وزيادة الرصيد من الحسنات ومجاهدة النفس على ذلك لترتفع منزلته في الجنة، ويسلم من الغبن في يوم التغابن، حين يرى غيره أكثر منه حظًّا من الأجر والعطاء أو أعلى منه منزلة في الجنة، وقد كان بإمكانه اللحاق به أو سبقه وقد فرط وضيع أو قصر.


تاسعًا: بالإيمان باليوم الآخر تسلية للمؤمن عمَّا يفوتُه من نعيم الدُّنيا ومَـحابِّها ومَتاعها، وكذا المبتلى في هذه الدار خير معين له على الصبر على بلائه ما يَرجُوه عند الله تعالى من عظيم نعيم الآخِرة وكثْرة ثَوابها والعوض الحسن في الجنة، فهو نعيمٌ متجدِّد أبديٌّ لا ينقطع ولا ينقص ولا يتغيَّر بضدِّه كما هو الحال في الدنيا الفانية.


عاشرًا: الإيمان باليوم الآخر واستحضار تفاصيله خير داعٍ للاستزادة من أسباب نيل الشفاعة فيه، وأعظم الشافعين القرآن العظيم فيلزم العبد حفظه وتلاوته وتدبره والعمل به، وملازمة هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم واتِّباع سنته، وكثرة الصلاة والسلام عليه، وصحبة الصالحين، والحذر من أسباب الطرد عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم من التبديل والتغيير في هديه وسنته أو الإعراض عنها.

عباد الله، ثمار الإيمان باليوم الآخر وآثاره كثيرة جدًّا، فهنيئًا لمن جعله نُصب قلبه وعينيه وأحسن العمل له وصدق في الاستعداد له، وصلوا وسلموا رحمكم الله على من أمرنا ربنا بالصلاة والسلام عليه فقال عز من قائل عليمًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56]، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين والأئمة المهديين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر الصحب والآل، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم التناد، وعنا معهم بمنِّك وكرمك يا أكرم الأكرمين.


اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، وحرم على النار أجسادنا، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك وجميع سخطك، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.


﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات: 180 - 182].


وأول ما يقضى بين الناس في الدماء، وكل مَنْ كانت عليه مظالم للعباد فإنهم يأخذون من حسناته بقدر مظلمته لهم، فإن لم تكن له حسنات يؤخَذ من سيئاتهم فتُطرح عليه كما ورد بذلك الخبر عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.83 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]