|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف نجعل أبناءنا قادةَ المستقبل؟ عدنان بن سلمان الدريويش إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد: فأوصيكم - أيها المؤمنون - ونفسي بتقوى الله؛ فهي العصمة من البلايا، والمَنعة من الرزايا؛ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]. يا عباد الله، إن قادة المستقبل هم كَنز الأسرة، ومَورد المجتمع، وأمل الوطن الذي لا يُقدَّر بثمن، قادة المستقبل هم أصحاب الفضل والمبادرة والريادة في كل عملٍ تنمويٍّ في الوطن، فكان لا بد من التفكير بجدٍّ في صناعة قادة المستقبل؛ قال تعالى: ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]، وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عمر بن الخطاب، أنه قال لأصحابه: "تمنَّوا، فقال رجل: أتمنى لو أن لي هذه الدار مملوءة ذهبًا أُنفقه في سبيل الله، ثم قال: تمنوا، فقال رجل: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤًا وزبرجدًا وجوهرًا، أنفقه في سبيل الله وأتصدق، ثم قال: تمنوا، فقالوا: ما ندري يا أمير المؤمنين، فقال عمر: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالًا مثل أبي عبيدة بن الجراح". أيها المسلمون، إن مهمة صناعة قائد ناجح سعيد متوازن في حياته، نافعٍ لنفسه ومجتمعه ووطنه ليس بالأمر السهل؛ بل تُعد تحديًا كبيرًا في ظل وجود مؤثرات خارجية لا يمكن التحكم فيها، والقيادة حُلم يراود كل شاب وفتاة منذ الصغر، فكل واحد منهم يتمنى أن يكون عضوًا فاعلًا وبارزًا في مجتمعه ووطنه، قادرًا على القيادة وتحمل المسؤولية. يا عباد الله، إن على قادة المستقبل أن يتحلَّوا بصفاتٍ حتى يكونوا قادةً مميزين ومؤثرين في مجتمعهم؛ ومنها: أولًا: الصدق والأمانة، وهنا نتذكر عند بناء الكعبة وعند اختلافهم فيمن يضع الحجر الأسود، اتفقوا على أن يكون الحَكَم بينهم أول من يدخل، فلما دخل صلى الله عليه وسلم قالوا: جاء الصادق الأمين. ثانيا: القوة والصبر؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ﴾ [البقرة: 247]، وقال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24]. ثالثًا: الكرم والشجاعة، فالكريم لا يبخل على من حوله بالعطاء، ولو كانت أفكارًا وأخلاقًا، والشجاعة تعني الصبر والثبات، والإقدام على الأمور النافعة. رابعًا: الثقة بالنفس، خاصة عند اتخاذ القرار. خامسًا: القدرة على الإقناع والتأثير، والهمة العالية والطموح، والتحفيز الذاتي. سادسًا: وجود قدوة مميزة في حياته؛ مثل: الوالدين، والقراءة في سِيَرِ القادة. نفعني الله وإياكم بهديِ نبيه وبسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثمٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لَغفور رحيم. الخطبة الثانية الحمد لله، خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]؛ أما بعد عباد الله:فإن بناء المهارات القيادية يحتاج إلى سلسلة طويلة من مهارات التفكير والتحليل، والاتصال والتحفيز، والتعامل مع الأنماط الإنسانية المختلفة، ويحتاج كذلك إلى وضع شبابنا وفتياتنا في موقع التجربة، وتحت إشراف مدربين متميزين، ثم إفادتهم بالتقويم السليم، والتغذية الراجعة لتصرفاتهم وردود أفعالهم في كل المواقف التربوية والتدريبية. وهناك – يا عباد الله - أنشطة تساعد الوالدين على تنمية القيادة؛ ومنها: أولًا: المشاركة في الجلسات الحوارية، في الأسرة والمدرسة والأندية. ثانيًا: مخالطة ومجالسة الكبار والقادة، والاستفادة من تجاربهم. ثالثًا: حضور بعض البرامج المتخصصة في صناعة القادة. رابعًا: الاهتمام بالجانب الجسمي والصحي، والفكري والثقافي، والشرعي والعلمي. خامسًا: قراءة وسماع سِيَرِ الأنبياء والصحابة، والقادة المؤثرين في المجتمع. سادسًا: تكوين علاقات اجتماعية، يتصفون بالصلاح والقيادة والأمانة. أخيرًا: المشاركة في الأعمال التطوعية، والمؤسسات الاجتماعية والتربوية. هذا، وصلُّوا وسلِّموا - عباد الله - على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذل أعداءك أعداء الدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، واجمع على الحق كلمتهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا ووالدينا عذاب القبر والنار. عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |