شكوى الآباء من استراحات الشباب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61453 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42801 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          سلسلة شرح الأربعين النووية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5279 )           »          أهمية العمل التطوعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أفشوا السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم يوم أمس, 06:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,543
الدولة : Egypt
افتراضي شكوى الآباء من استراحات الشباب

شكوى الآباء من استراحات الشباب

عدنان بن سلمان الدريويش

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:
فأوصيكم - أيها المؤمنون - ونفسي بتقوى الله؛ فهي العصمة من البلايا، والمَنعة من الرزايا؛ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

يا عباد الله، انتشرت في أوساط الشباب والفتيات ما يعرف بالاستراحات أو الديوانيات؛ وهي أماكن يقضي فيها الشباب أوقاتهم من أجل الترويح عن النفس، أو تغيير روتين المنزل، أو روتين الدراسة، أو العمل، ويكون الاجتماع فيها يوميًّا، أو نهاية كل أسبوع، والغالب أن عدد الشباب لا يتجاوز العشرة أو العشرين، تجمعهم اهتماماتٌ متجانسة، أو هوايات مشتركة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل))؛ [رواه أبو داود]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يُحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبةً، ونافخ الكير إما أن يُحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحًا خبيثةً))؛ [رواه البخاري].

أيها المسلمون، يشتكي كثير من الآباء والأمهات من إفرازات هذه الاستراحات؛ من ضياع وقتٍ ودخان، وأفلام وألعاب، وقنوات فضائية، وأصدقاءِ سوءٍ، ورغم أنها تمتص فراغ الشباب، فإنها أبعدتهم عن الأُسرة والأولاد والمجتمع.

يقول أحد الآباء: "أصبحت لا أرى ابني إلا في آخر الليل، أو عند الذهاب للمدرسة، أيامًا وأسابيعَ لا نجتمع فيها إلا دقائق معدودة، كلما سألته: أين أنت؟ قال: مع أصدقائي في الاستراحة، كبر ولدي، وصرت أخاف عليه من أصدقاء السوء، خاصة أني أراه مهملًا ومقصرًا في صلاته، وفي لباسه، وفي مساعدته وخدمته لنا".

وتقول إحدى الأمهات: "ابنتي تخرجت من الثانوية، وكثر خروجها مع صديقاتها، صديقتها تملك سيارة، وتخرج معها بحُجة الترفيه أو التسوق، أو رؤية بعض الزميلات، اكتشفت مؤخرًا أنهن يجتمعن في ديوانية إحدى البيوت مع زميلاتهن، ماذا أصنع معها؟ هل أمنعها من الخروج؟ هل أخبر والدها؟ أخشى عليها من صديقات السوء".

يا عباد الله، أنا لا أدعو إلى إلغاء الاستراحات أو الديوانيات، أو منع الشباب والفتيات من التزاور واجتماع بعضهم مع بعض، وكبت الطاقات ومنع الترفيه، ولكن أدعو إلى ضبطها وتنظيمها، والاستثمار النافع لشبابنا وفتياتنا.

ونحن كآباء وأمهات مسؤولون أمام الله وأمام المجتمع عن شبابنا وفتياتنا، علينا أن نقف وقفةً مع أنفسنا، ونسألها: لماذا يذهب الشباب إلى هذه التجمعات؟ ولماذا يغلب عليها السلوكيات السيئة؟ أين دورنا؟ ولماذا لا نستثمر طاقات الشباب والفتيات بشيء نافع؟ لماذا الهرب من مسؤوليات الأسرة؟ لماذا العزوف عن التجمُّعات العائلية والابتعاد عنها؟ لماذا أصبح التكاسل عن الصلوات جماعة، أو في المسجد، هي الصفة السائدة؟ أسئلة كثيرة تحتاج منا الصدق مع أنفسنا، والبحث عن إجابة حقيقية؛ حتى نستطيع إصلاح ما تبقى، والحفاظ على الموجود، ثم الارتقاء بشبابنا دينيًّا وسلوكيًّا، وعلميًّا واجتماعيًّا.

ولعلاج هذه المشكلة – يا عباد الله - أنصح الآباء والأمهات والمربِّين بالآتي:
أولًا: تربية الأولاد منذ الصغر على القِيم والأخلاق الحسنة.

ثانيًا: اصطحاب الشباب والفتيات مع الوالدين إلى اللقاءات الأسرية، وتنمية خلق صِلة الرحم، وتذكيرهم بالأجر المترتب عليها؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((من أحبَّ أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثَرِه، فليَصِل رحِمه))؛ [رواه البخاري].

ثالثًا: أن نكون قدوة صالحة لهم، في خروجنا ودخولنا للمنزل، وفي أوقات النوم والطعام والصلاة.

رابعًا: الابتعاد عن المشاكل الأُسرية، ومحاولة إصلاح الخلافات بعيدًا عن الأولاد.

خامسًا: الحرص على الصحبة الصالحة، ومساعدتهم في اختيار الأصدقاء الصالحين، مع تشجيعهم على بعض البرامج الثقافية والدينية والتطوعية.

سادسًا: عند حدوث مشكلة، لا تعاقبهم بالحرمان، أو منعهم من أصدقائهم الصالحين، أو السخرية أمامهم، أو منعهم من الخروج للصلاة، أو من زيارة الأسرة، كل هذا ومثله سيُولِّد لدى الشباب كرهًا لهذه القيم، والبحث عن البديل، ولو كان سيئًا.

نفعني الله وإياكم بهديِ نبيه وبسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثمٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله، خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]؛ أما بعد عباد الله:

فإن على الآباء والمربِّين أن يعملوا على تجهيز مكان في البيت يشبه الاستراحة والديوانية، يقضي فيها الشباب مواهبهم، وأوقات فراغهم وألعابهم، وهم بين عيونهم وتحت مراقبتهم.

وعلى الآباء تحديد زمن معين ويوم معين في الأسبوع أو في الشهر للشباب، عند رغبتهم للخروج، وألَّا يتعارض الذهاب للاستراحة عن الواجبات؛ مثل: الأسرة، والدراسة، والتجمعات العائلية، والعبادات.

أيها المسلمون، من الواجب علينا أن نعلِّم أولادنا أن يضعوا قوانين تحكُم المجتمعين في الاستراحة، يتم الالتزام بها من الجميع؛ مثل: الابتعاد عن التدخين والشيشة، وترك المحرَّمات اللفظية والفعلية، والابتعاد عن مناقشة الأفكار والمواضيع التي تخالف الدين والوطن والمجتمع، ولا يمنع من زيارتهم، أو استضافة بعض أولياء الأمور للاستفادة من تخصصاتهم وخبراتهم، ومناقشة بعض الموضوعات التي تهم الشباب.

هذا، وصلُّوا وسلِّموا - عباد الله - على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذل أعداءك أعداء الدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، واجمع على الحق كلمتهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا ووالدينا عذاب القبر والنار.

عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.91 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]