|
استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() قواعد مهمة في التعامل مع العلماء الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين؛ أما بعد: فقد ساءني جدًّا ما اطلعت عليه في الأيام الماضية من قدحٍ مقصود أو غير مقصود في أحد العلماء رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، ولذا كتبتُ هذه القواعد المهمة جدًّا في التعامل مع العلماء، وأسأل الله أن ينفَع بها وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم. القاعدة الأولى: العلماء ورثة الأنبياء، وقد أثنى الله عليهم ورفَع من شأنهم في قوله سبحانه: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 28]، وقال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]. وأثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ روى أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ضمن حديث طويل: إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافر. وبناءً على ثناء الله سبحانه عليهم، وثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليهم، يكون تعامل المسلم معهم وَفق الآتي: 1- ينبغي للمؤمن أن يعرف قدرهم. 2- وأن يثني عليهم. 3- وأن يدعوَ لهم. 4- وأن يجتهد في الاستفادة من علمهم. 5- وأن يَذُبَّ عن أعراضهم. 6- وأن يحذِّر من الوقيعة فيهم. 7- وأن يلتمس الأعذار لهم فيما أخطؤوا فيه. 8- وأن يبتعد نهائيًّا عن التعامل الحزبي معهم. 9- وأن يبتعد نهائيًّا عن تحكيم العاطفة والهوى البغيض، وسوء الظن فيهم. 10- وألا ينشر أي كلام ينتقصهم، بل يرد على قائله. 11- وأن يسعه ما وسع العلماء المعتبرين في الثناء عليهم. القاعدة الثانية: عندما يقول العالم كلامًا يَحيك في صدرك، فاعرِضه على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأقوال العلماء المعتبرين. وخُذ بما تجده في هذه المصادر العظيمة، وانبِذ ما سواها من قيل وقال، ومن تعصُّب للأهواء والجماعات. القاعدة الثالثة: علماء أهل السنة وطلاب العلم منهم، الأصل فيهم العدالة وحسن الظن بهم، ويتم التعامل معهم على هذا الأساس المتين. ومن يجتهد منهم فيخطئ، يوجه بالتي هي أحسن، ويُقتدى في ذلك بعلماء أهل السنة السابقين والحاليين، ضربوا أروع الأمثلة في ذلك حتى مع بعض مَن يختلفون معهم في مسائل مهمة. انظروا لثناء الإمام أحمد رحمه الله على الإمام الشافعي رحمه الله ودعائه له بعد موته، وانظروا لأساليب رسائل الإمام ابن باز رحمه الله مع المخالفين؛ مثل قوله: (قال أخونا العلامة …. وفَّقه الله كذا وكذا، والصحيح كذا، والدليل كذا وكذا، وانظروا لدفاع الإمام ابن تيمية رحمه الله عن القاضي المؤذي له الذي أراد الخليفة قتله، والأمثلة كثيرة جدًّا. القاعدة الرابعة: في تعاملك مع العلماء طهَّر قلبك من الحسد ومن سوء الظن، ومن التعصب للحزبيات، ومن الأخذ بأقوال المجهولين والمتعالمين والحاقدين. وخُذ معلوماتك من المصادر الموثوقة من العلماء الربانيين، وليس من المشاهير مهما بلغوا من الشهرة وزُخرف القول، فقد قال سبحانه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43]. القاعدة الخامسة: عندما تطلب العلم من العلماء، فاحرِص على طلبه من الأتقى منهم لله والأسلم منهم عقيدةً، المتبع لسُنة النبي صلى الله عليه وسلم. القاعدة السادسة: عندما تجلس بين يدي العالم فاحرِص رعاك الله على تقديره وعلى الاستفادة من سَمْته وأدبه وخشيته لله، فقد قالوا: إنه كان يجلس في مجالس العلماء السابقين بضعة آلاف يستمعون ويقيِّدون وبضعة آلاف ينظرون في سمت العالم وأخلاقه ويقتدون. القاعدة السابعة: عندما يبلغك كلام قاله عالم، أو قيل عنه، فلا تستعجل، بل تثبَّت أولًا مِن نسبته له؛ لقوله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6]. وكم وصَلتني من رسائل يستفسر مرسلوها عن كلام منسوب لبعض علماء الأمة، وهم لم يقولوا به؛ مثل: شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وابن باز وابن عثيمين، وغيرهم رحمهم الله جميعًا. بل أدهى من ذلك وردَتني استفسارات عن صحة أحاديث نبوية منتشرة ومكذوبة، فأعداء الإسلام لهم مصالح خطيرة مِن نشْر هذه الأكاذيب، وهي الصدُّ عن دين الله، وتشويه سُمعة العلماء، فاحذَروهم وحذِّروا منهم. حفِظكم الله ورزَقكم العلم النافع والعمل الصالح، وتقديرَ العلماء والذبَّ عنهم، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |