|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التمييز بين «الرواية» و«النسخة» في «صحيح البخاري» د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر الحمد لله. يجدر التمييز بين رواية «صحيح البخاري» ونسخة «صحيح البخاري»؛ لما بين المصطلحين من فرق منهجي دقيق. فـ«الرواية» في اصطلاح المحدثين تشير إلى الطريقة التي نُقِل بها الكتاب عن مؤلفه بالسماع أو الإجازة أو غيرها من طرق التحمُّل، وتُعَدُّ رواية محمد بن يوسف الفِرَبْري (ت 320 هـ) عن الإمام البخاري هي الرواية الأبرز والأوسع انتشارًا، وقد تفرعت عنها روايات أخرى؛ كـرواية الكُشْمَيْهَنِي (ت 389هـ)، ورواية المستملي (ت 376 ه)، والحمويِّي (ت 381 ه)، وكلها روايات عن الفِرَبْري، وقد تنوعت الألفاظ والزيادات الجزئية فيما بينها؛ مما شكَّل مادة غنية في مجال النقد والتوثيق. أما «النسخة»، فهي مصطلح يُطلَق على النص المكتوب للكتاب كما حُفِظ في مخطوطة معينة أو نُقِل عن راوٍ بعينه، وهي تعبير عن الشكل المادي للكتاب سواء أكان مخطوطًا أم مطبوعًا. ثمة نسخ من «صحیح البخاري» اشتُهِرت بأسماء أصحابها، فلا يُذکرون إلَّا بها، وإنما اشتهرت هذه النسخ عما سواها من نسخ «الصحيح» الكثيرة؛ لصحَّتها، والثقة بأصحابها، وهي علی نوعين: الأول: ما هو نسخة راوٍ واحدٍ؛ كنسخة أبي زيد المروزي، وكنسخة الأصيلي عن أبي زيد المروزي- وكان عند القاضي عياض تلك النسخة-، وكنسخة أبي سهل الحفصي الراوي عن الكُشْمَيهني، وقد طالعها الحافظ ابن حجر واستفاد منها في مواضع من شرحه. الثاني: ما جمع أصحابها فيها عدة روايات؛ كنسخة أبي ذر عن شيوخه الثلاثة، وكالنسخة اليونينية. رواية أبي ذَرٍّ الهَرَويّ: ثم تأتي من بعدِ الرواة عن الفِرَبْري عن البخاري طَبَقةٌ من الأئمَّة، ذكرنا بعضهم في سياق ذِكْر شيوخهم، ولكن يبقى على رأسِهم أبو ذَرٍّ الهَرَويُّ (ت 434 ه)، الحافِظُ الإِمامُ، المُجَوِّدُ العلَّامةُ، عبدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ بنِ عبدِاللهِ بنِ محمد بنِ عُفَيْرِ بنِ عَمْرَكِ بنِ خَليفة بنِ إِبراهيم، يَنتهي نَسَبُه إلى مالكِ بنِ عَمرِو بنِ الخَزْرَج، الأَنصاريُّ، الخَزْرَجيُّ، الهَرَويُّ، ثم المَكِّيُّ، المالِكيُّ، الأَشْعريُّ، المُحَدِّثُ، المُصَنِّفُ. راوي «الصحيح» عنِ الشُّيوخِ الثلاثةِ، عنِ الفِرَبْريِّ عنِ البُخارِيِّ، وشَيخ الحَرَمِ المَكِّيِّ، والمُجاوِر به، والمَعروف ببلدِهِ بابنِ السَّمَّاك. رَوَى «الصحيح» عنِ الشيوخِ الثلاثة: أبي إِسحاقَ المُسْتَمْلِيّ (ت 376 هـ)، وأبي محمدٍ السَّرْخَسِيّ الحَموِيّ (ت 381 هـ)، وأبو الهَيْثَمِ الكُشْمَيهَنِيّ (ت 389 هـ)، عنِ الفِرَبْرِيِّ، وكلُّ راوٍ من هؤلاءِ الثلاثةِ اشتهرَ برِوايتِه لـ «صحيحِ البُخاري». ورِوايةُ أبي ذَرٍّ الهَرَويِّ عن هؤلاءِ الثلاثةِ تُعَدُّ أَشْهَرَ رِواياتِ «الصحيح» على الإطلاقِ. وعنه أخذ أحمد بن عمر بن أنس، أبو العباس العُذريُّ الأندلسي (ت 478 ه). لازم الشيخ الحافظ أبا ذر الهَرَويّ، وسمع منه «صحيح البُخارِيّ» مرات. كتب بالأندلس عن المهلب بن أبي صفرة، وعمَّر وألحق الصغار بالكبار، وصنف «دلائل النبوة» وغيرها. ذكر روايته أبو ذر في «التوضيح». ورِواية أبي العباس العذري عن أبي ذر هذه رواها عنه أبو علي الجَيّانيّ الحسين بن محمد (ت 498 هـ). نسخة الصغاني: نسخة العلَّامة اللُّغوي الحسن بن محمد البغدادي الصغاني (ت 650 هـ). وتسمى «النسخة البغدادية»؛ لأنه ضبطها هناك، وتلقَّاها بالإسناد عن أصحاب أبي الوقت السجزي، عن أبي الوقت، عن الداوُودي، عن الحمويّي، عن الفِرَبْري، عن البخاري. ومن أجلِّ ميزات هذه النسخة أن الصغاني قابلها على نسخة الفِرَبْري الأصل- التي هي بخط الفِرَبْري- كما أشار إلى ذلك الحافظُ ابنُ حجر، وقد وقعت النسخة هذه إلى الحافظ ابن حجر فاستفاد منها ونبَّه على فضلها. ومن ميزاتها: زيادة في الأحاديث، وفي الأسانيد- من وصل مُعلَّق وغيره-، وغير ذلك. ولله الحمد، تتواصل سلسلة الإسناد عبر الأجيال، ممتدةً إلى الأمين على وحي الله في الأرض، نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم.والحمد لله رب العالمين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |