قواعد قرآنية في تربية الأبناء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 774 - عددالزوار : 117705 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3620 )           »          قسمة غنائم حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الوجه المشرق والجانب المضيء لطرد المسلمين من الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          القرآن يذكر غزوة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          مشاهد من معركة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          غزوة هوازن "حنين" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإمام الأوزاعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ليلة هي من أقسى ليالي الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أحكام فقهية وقعت في مكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-07-2025, 09:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي قواعد قرآنية في تربية الأبناء

قواعد قرآنية في تربية الأبناء

د. حسام العيسوي سنيد

المقدمة:
القرآن الكريم كتابٌ معجزٌ، وأهم وجوه إعجازة: أنه يُلَبِّي حاجة المسلم في كل عصر، وفي كل حالة تلوح له، وكل حادثة تحوطه، قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9].

والعصر الذي نعيش فيه له سماتٌ أثَّرَت تأثيرًا كبيرًا في تربية أولادنا، وتظهر أهميتها في: السرعة الشديدة في كل شيء: في الحصول على المعلومة، في الوصول إلى الأماكن البعيدة، بل في تناول الطعام والشراب.

هذا بدوره يجعل أساليب التربية المُقدَّمة للأولاد مختلفةً عمَّا كانت، فلن تجد ولدًا يصبر على درس طويل في معالجة مشكلة، أو تعليم خلق. هذا بدوره يجعلنا نبحث عن البدائل التي تناسبهم، وتصبح مؤثرة في تربيتهم، وتجعل لنا دورًا وسط هذه الأكوام المتراكمة من الأحداث التي تحوطهم، وتُؤثِّر في تكوينهم.

ونحن نرمي بأثقالنا هذه على كتاب الله، ونتحصَّن بتعاليمه الفريدة، ونتلمس حلًّا معجزًا لما نحن فيه. وسنجد القرآن الكريم يُقَدِّم لنا حلولًا، ويتراءى بيننا: كعلاج ناجع، ودواء فريد، يسهم في طمأنة نفوسنا، والربط على قلوبنا، تجاه فلذات أكبادنا وثمرات فؤادنا.

هذا الحل يَتَمَثَّل في مجموعة من القواعد القرآنية: تحصن أولادنا من الوقوع في الانحراف، يستدعيها أولادنا بسرعة: كلما بدرت لهم مشكلة، أو عَرَضَت لهم أزمةٌ أخلاقيةٌ، أو نزوةٌ سلوكيةٌ. وأهم مميزات هذه القواعد: أنها سريعة الحفظ، بسيطة الفهم، تعالج كمًّا هائلًا من المشكلات.

1- قواعد قرآنية مهمة:
القاعدة الأولى: قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ﴾ [الرعد: 17].

فالزبد الذي يذهب جفاء: "الذي لا خير فيه: ممَّا يطفو على وجه الماء والمعادن، فإنه يرمي به السيل، ويقذفه، ويتفرَّق، ويتمزَّق في جانِبَي الوادي"[1]. والذي ينفع الناس فيمكث في الأرض: الذي ينتفع الناس به من الماء الصافي، والمعدن الخالص، فيبقى ويثبت في الأرض[2].

وهذه قاعدة نافعة: فالأبناء لا بد أن يعرفوا هذه الحقيقية: أنَّ الباطل المنتفخ ليس له أساسٌ، ولن يكون له دوامٌ. أما الحق النافع: يبقى ويستمر، وله الغلبة والظهور في نهاية المطاف. فما يراه أولادنا من أحداث حولهم، لن تدفعهم لليأس والتمرد على تعاليم الله، بل تعلمهم اليقين والصبر. كذلك فإنَّ أولادنا يحرصون- في هذه الحياة- أن يكونوا من أصحاب المبادئ، وحاملي رايات الحق، وينخلعون من الباطل المزيف، الخبيث، المنتفش، الزائل، بدوام الوقت، واستمرار الحياة.

القاعدة الثانية: قال تعالى: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [الحديد: 4].

فالله (عزَّ وجلَّ): "رقيبٌ عليكم، شهيدٌ على أعمالكم، حيث كنتم، وأين كنتم، من بر أو بحر، في ليل أو نهار، في البيوت أو في القفار، الجميع في علمه على السواء، فيسمع كلامكم، ويرى مكانكم، ويعلم سرَّكم ونجواكم"[3].

كثيرًا ما يشتكي الآباء من غياب الحياء عند أولادهم، وخصوصًا بعد وجود هذا الكمِّ الهائل من القنوات المفتوحة. كثيرًا ما يشتكي الآباء من سلوكيات فاضحة لأبنائهم: كالمعاكسات، والدردشات، على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي شوارعنا.

تأتي هذه القاعدة لتَبُثَ فيهم روح المراقبة لله، وتُعمِّقَ فيهم نظر الله إليهم، تحاول أن تجذبهم إلى الصواب، وتضعهم على الطريق الصحيح. ما على الآباء والمربِّين إلا أن يستحضروها، ويعيشوها، ويذكروا أبناءهم بها.

القاعدة الثالثة: قال تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67].

فالله (تبارك وتعالى) يخبرنا في هذه الآية: أنَّ الأصدقاء والأحباب يوم القيامة يصبحون أعداء؛ إلا من كانت صداقته ومحبته لله[4]. يقول ابن كثير: "كل صداقة وصحابة لغير الله، فإنها تنقلب يوم القيامة عداوة؛ إلا ما كان لله عزَّ وجلَّ، فإنه دائم بدوامه"[5].

ولا شكَّ أنَّ هذه القاعدة القرآنية تعالج مشكلة يعاني منها كثيرٌ من الآباء والأمهات: الصحبة، وما تجره من تغيير في السلوك، وانحراف عن منهج الله. تأتي هذه القاعدة لتغرس في نفوس الأبناء: ضرورة اختيار الأصدقاء، والتعرف على أهميتهم، ووجوه الخطر التي تحيق بهم في الدنيا والآخرة.

2- قواعد نبوية مهمة:
لا تقتصر هذه القواعد على القرآن الكريم، بل إنَّ رسولنا الكريم، المعلم من رب العالمين، تلَفَّظَ بقواعد مهمة في تربية الأبناء. ومن هذه القواعد:
قال (صلى الله عليه وسلم): "كن كما شئت، كما تدين تدان"[6].
فهذه القاعدة تساعد في تعميق خلق الحياء.

قال (صلى الله عليه وسلم): "عش ما شئت فإنك ميتٌ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه"[7].
تعالج هذه القاعدة: قضية الركون الكامل إلى الدنيا، وتدعو إلى التعلق بالآخرة الباقية.

قال (صلى الله عليه وسلم): "رُفِع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"[8].
تقذف هذه القاعدة في روع أبنائنا جماليات الإسلام، وتُعَرِّفُهم على أهم خصائصه المميزة، وتضع عنهم إصر الأغلال والشبهات المحيطة بتعاليمه، عن طريق أعداء الدين، ودعاة الفتن.

3- نهج السلف الصالح:
هذه القواعد ليست بدعًا، لكن سلفنا الصالح مارسها، فأنتجت رجالًا أقوياء، ونماذج صالحة عبر التاريخ.

ومن هذه النماذج: سيرة "سهل بن عبدالله التستري": يقول سهل: كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم بالليل، فانظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار. فقال لي يومًا: ألا تَذْكُر الله الذي خلقك؟ فقلت: كيف أذكره؟ فقال: قل بقلبك عند تقليبك بثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك لسانك: الله معي، الله ناظري، الله شاهدي[9].

اللهَ ندعو أن يصلح حال أولادنا، ويجنبهم الفتن، ما ظهر منا وما بطن، وأن يجعل لهم من أمرهم رشدًا.

[1] الصابوني، صفوة التفاسير، (2/ 80).

[2] انظر: المرجع السابق، (2/ 80).

[3] الصابوني، مختصر تفسير ابن كثير، (3/ 445).

[4] انظر: الصابوني، صفوة التفاسير، (3/ 164).

[5] الصابوني، مختصر تفسير ابن كثير، (3/ 295).

[6] حديث رواه أبو قلابة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم). انظر: معمر بن راشد: الجامع (منشور كملحق بمصنف عبدالرزاق)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، ط2، المجلس الأعلى بباكستان، توزيع المكتب الإسلامي ببيروت، 1403هـ، (11/ 178)، حديث رقم: 20262. وقال البيهقي: هذا حديث مرسل. انظر: البيهقي: الأسماء والصفات، تحقيق: عبدالله بن محمد الحاشدي، ط1، جدة: مكتبة السواري، 1413هـ/ 1993م، (1/ 197).

[7] رواه أبو نعيم في الحلية. انظر: أبو نعيم الأصبهاني: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، بيروت: دار الكتب العلمية، 1409هـ، باب: سلمة بن دينار، (3/ 253).

[8] وقع بهذا اللفظ في كتب كثير من الفقهاء والأصوليين، وقال غير واحد من مخرجيه وغيرهم: إنه لم يظفر به. ولكن قال محمد بن نصر المروزي في باب طلاق المكره من كتاب الاختلاف: يروى عن النبي (صلى اللَّه عليه وسلم) أنه قال: "رفع اللَّه عن هذه الأمة الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه"، غير أنه لم يسق له إسنادًا. انظر: السخاوي، المقاصد الحسنة، ص370، حديث: 528.

[9] انظر القصة كاملة: اليافعي: مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان. وضع حواشيه: خليل المنصور، ط1، بيروت: دار الكتب العلمية، 1417هـ/ 1997م، (2/ 149)؛ والهجراني: قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر. عني به: بو جمعة مكري، وخالد زواري، ط1، جدة: دار المنهاج، 1428هـ/ 2008م، (2/ 626).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.94 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.54%)]