بالشكر تستدام النعم وتزيد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61453 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42801 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          سلسلة شرح الأربعين النووية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5279 )           »          أهمية العمل التطوعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أفشوا السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2025, 12:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,543
الدولة : Egypt
افتراضي بالشكر تستدام النعم وتزيد

خطبة المسجد الحرام .. بالشكر تستدام النعم وتزيد


  • استشعِروا نعمَ الله وتذكروها وإنكم لن تحصوها
  • إن النعم إذا شُكرت قَرَّت وإذا جُحِدت فرَّت فالنعم وحشية فرَّارة لا يقيدها إلا الشكر ومن ضيَّع حق الله فهو لما سواه أضيع
  • اتقوا الله واستفتحوا عامكم بالذكر والشكر وبالمبادَرة إلى الخيرات والسعي في سد الخلات
  • مَن أكثَر الشكوى زاد همه ومن أكثر الحمد والشكر زادت سعادته
كانت خطبة الحرم المكي لهذا الأسبوع بتاريخ 2 محرم 1447هـ الموافق 27 يونيو 2025 م بعنوان (بالشكر تستدام النعم وتزيد)، وألقاها إمام وخطيب الحرم المكي فضيلة الشيخ د/ صالح بن عبدالله بن حميد -حفظه الله-، وقد تناول -في بداية خطبته- الوصية الربانية بتقوى الله والتزود منها؛ حيث إن التقوى هي خير الزاد، وكذلك حث على الاعتبار والتدبر والمبادرة بالتوبة لله -عز وجل-؛ فقال فضيلته:
أوصِيكم -أيها الناسُ- ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله -رحمكم الله-؛ فالدنيا دارُ ممرٍّ لا دارُ مقرٍّ، يُقالُ للمرء اليوم: مُبارَكٌ ما آتاك، ويُقالُ له غدًا: أحسنَ اللهُ عزاكَ. ومَنْ علم أنَّه إذا مات نُسِي لم يجلب لنفسه ولا للناس ما قد يسيء.
الاعتبار بدوران الزمان
الحمد لله، الحمد لله جدَّد لنا الأعوام والسنين وأمهلنا، والشكر له على ما أعطانا وخوَّلنا، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن على ما وهبنا وأَوْلانا، الأعمار قصيرة؛ فاصنع يا عبداللهِ جميلًا يبقى في الدنيا أثره، ويُدَّخر في الآخرة ثوابه وأجره، واعتبروا -رحمكم الله- بما تدور به الليالي والأيام، وتفكَّروا بما تنطوي عليه الشهور والأعوام.
بداية جديدة وفرصة للتوبة
هذا شهر الله المحرَّم قد أناخ في ربوعكم يدعو إلى الاعتبار، ويستحث على الإنابة والاستغفار، استقيلوا اللهَ عثراتكم، وتوبوا إلى الله من سيئاتكم، واعمروا بالطاعات لياليكم وأيامكم، احفظوا أيام حياتكم قبل حلول وفاتكم، يذهب الجميع سراعًا لداعي الفناء ويسلبهم مر الموت لذيذ المنى، {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(الْمُنَافِقُونَ:11).
بين نعم الله وابتلاءات الخلق
المرء يتقلَّب في نعم الله ونعيمه في كل لحظة يعيشها، وفي كل نفس يتنفسه، وفي كل غمضة عينٍ وانتباهاتها في نعمٍ لا تُعدُّ ولا تُحصَى؛ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}(فَاطِرٍ:3)، {فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(الْأَعْرَافِ:69). استشعُروا نعم الله! فإذا كنت تتنفس فغيرك لا يتنفس إلا بالأجهزة، وإذا كنت تعيش حياتك وحيويتك فآخرُ فاقد الوعي والشعور السنوات والشهور، تأملوا في أصحاب الابتلاءات والمصائب في أنفسهم وفي أهليهم وفي أموالهم وفي كل ما يتصل بهم.
الإسلام نعمة الله العظمى
استشعِروا نعمَ الله وتذكروها! وإنكم لن تحصوها؛ إن الإنسان لظلوم كفار وإن الله لغفور رحيم، وأول هذه النعم وأولاها وجِماعها نعمة الإسلام والإيمان، نعمة تحقيق العبودية للواحد الديان. الحمد لله الذي لم يجعلنا عُبَّادَ أصنام ولا أشجار ولا حيوانات ولا مشركين وملحدين ضالين، بل جعلنا مسلمين حنفاء لله غير مشركين به، أنقذنا من الكفر والشرك والضلال والألحاد والضياع والتِّيه؛ {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ}(الْحَجِّ:78)، {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}(الْمَائِدَةِ:3). تأمَّلوا هذه السورة العظيمة وما فيها من الوصية العجيبة بعد أن مَنَّ الله على نبيِّه محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - بالفتح العظيم ودخول الناس في دين الله أفواجًا، يقول -عزَّ شأنه-: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ في دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}(النَّصْرِ:1-3).
لا تجعل همومك الصغيرة تنسيك النعم الكبيرة
استشعِروا نعم الله وتذكروها! كم منحة في عِرق ساكن وبدن صحيح، يا عبداللهِ، رَقَدْتَ ولم يُسهرك ألم، واستيقظت ولم تفجعك مصيبة! يا عبداللهِ، أنت في نِعم عظيمة يتقاصر معها كل هم، استشعِر نعم الله ولا تجعل همومك الصغيرة تُنسيكَ نعم الله الكبيرة، واعلم أنك لو فقدتَ شيئًا منها لعلِمتَ أن ما حسِبته همًّا لم يكن شيئًا مذكورًا!
الشكر يحفظ النعم ويزيدها
استشعِروا نعمةَ الأمن والاستقرار! بلادٌ طيِّبةٌ آمنةٌ، ودينٌ محفوظٌ، تخرُجُون من بيوتِكم آمنين على أنفسِكم وأهليكم وأموالِكم وبيوتِكم، وتُمسُون وتُصبحُون وتنتقلُون وتُسافِرون؛ {وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}(النَّحْلِ:114)، استشعروا نعمة اجتماع الأهل والأسرة في صحة تامة وآمن سابق وأُلفة حميمة. والنعم تُحفظ وتُستدام بالاعتراف بها، وتذكُّرها على الدوام بالاستغفار، وبصرفها في مرضاة الله وطاعته مع الخضوع لله المنعم ومحبته وتعظيمه، ومن أعظم ما تُحفظ به النعم وتُستبقَى وتزداد شُكر المُنْعِم -سبحانه-، الشكر -رعاكم الله- قيد للنعم الموجودة، وصيد للنعم المفقودة.
الشكر.. قلب ولسان وعمل
الشكر يكون بالقلب وباللسان وبالأفعال؛ فالشكر بالقلب يكون بالاعتقاد الجازم واليقين القاطع أن مانح النعم ومُوليها ومُسديها هو الله وحدَه لا شريكَ له، فهو -سبحانه- وحدَه الذي يهب النعمَ لا صُنعَ للمخلوق في ذلك البتة؛ فالله رب الأرباب، ومسبب الأسباب، ومن عرف يقينًا أن النعم كلها من عند الله فقد شكره حق شُكره. والشكر باللسان بالتحدث بها، لا رياءً ولا خُيلاء ولا استكبارًا ولا استعلاءً، بل ثناءٌ على الرب -سبحانه- في تواضعٍ وإخباتٍ وخوفٍ وحذرٍ من سلبها، والتحدُّث بنعم الله يكون على وجه استشعار تفضل الله بها ومنِّه وكرمه، لا على وجه المباهاة أو استنقاص الآخَرين -عياذًا بالله- فإن هذا من خوارم النيَّة ومفسدات العمل، والتحدُّث بالنعم وتعدادها من أعظم أبواب الشكر. أما الشكر بالأفعال فهو في صرف النعمة واستعمالها فيما يرضي الله -عز وجل- في طاعته، والحذر من استعمالها في معصيته، ومن أعظم الطُّرق لشكر النعم وذكرها واستشعارها أن يسأل المرءُ نفسه: ماذا لو فقد هذه النعمة؛ كيف سيكون حاله؟ وكم من الغالي والنفيس سوف يدفع من أجل عودتها؟ وكم من كنوز الدنيا سوف يطلب مقابل نعمة واحدة قد فقَدَها؟
انظروا إلى من دونكم.. تحفظوا نعمكم
إن النعم إذا شُكرت قَرَّت، وإذا جُحِدت فرَّت، النعم وحشية فرَّارة لا يقيدها إلا الشكر، ومن ضيَّع حق الله فهو لما سواه أضيع؛ فتعهد -يا عبداللهِ- نفسك بمراقبة ربك؛ احفظ الله يحفظك، تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، والتوفيق لشكر نعم الله من دلائل العبودية وإخبات العبد لربه وخضوعه له. وإن من أعظم سبل استشعار النعم هذه القاعدة النبويَّة العظيمة: «انْظُرُوا إِلَى منْ هُوَ دُونَكم؛ فإنَّه أَجْدرُ أَن لا تَزْدَرُوا نِعَمَ اللَّهِ عَليْكُمْ». كتَب أحدُ الصالحينَ لبعض إخوانه: «لقد أصبح بنا من نعم الله ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه، فما ندري أيهما نَشكر؛ أجميل ما ظهر أم قبيح ما سَتَرَ؟». أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}(النَّحْلِ:53).
نسيان النعم واستصغارها.. مسلك إبليسي
احمدوا الله على آلائه ونِعمه، وتجنَّبوا التبرمَ والتسخطَ، وتذكَّروا أقوامًا كانت لهم نِعمٌ فكفَروها وآلاءٌ فجحدوها؛ ومن ثَم زالت عنهم وسُلبوها، ودوام الحال من المحال؛ فكم من آمن أصبح خائفًا، وكم من صحيح أصبح مريضًا، وكم من غني صار فقيرًا، وكم من قادر أصبح عاجزًا. احذروا المسلك الإبليسي الشيطاني! نسيان النعم، واستصغارها، واستنقاصها، والغفلة عن شكرها؛ {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}(الْعَادِيَاتِ:6)؛ يعدد المصائب، وينسى النعم. احذروا استقلال النعم واستنقاصها! فالاستقلال سبيل الزوال، والاستعظام سبيل الدوام. ومن استقل النعمة فقد نظر إلى النعمة ولم ينظر إلى المنعم، وإذا انزوت عنك نعمة، فابحث عن سببٍ انزوائها، فسوف تجدُ أنك أخلَلت بالشكر، فمتى تذكرت وندمت وتُبت وعقدت العزم على ألا تعود، فانتظر من ربك العودة أو العِوض.
لا تبطر بموجود ولا تأسف على مفقود
إن قلتَ: لا أذكر تفريطًا، فأنتَ جاهلٌ، وإياكَ والاعتراضَ على ما تجري به المقادير! فلا تبطر بموجود، ولا تَأسَفْ على مفقود، ومَن أكثَر الشكوى زاد همه، ومن أكثر الحمد والشكر زادت سعادته، ومن أعظم فوائد الابتلاء وفَقْد النعم، معرفة عز الربوبية وقهرها، ومعرفة ذل العبودية وكسرها! إنَّا لله وإنا إليه راجعون.
المحرم.. شهر الذكر والصيام
اتقوا الله واستفتحوا عامكم بالذكر والشكر، وبالمبادَرة إلى الخيرات والسعي في سد الخلات، تقبل الله منا ومنكم، واعلموا أنكم في أيامٍ فاضلة كان نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم - يخصُّها بالصيام، ويحثُّ على صيامها؛ إنه شهر الله المحرم، ويختصُّ يوم عاشوراء بمزيد فضلٍ. يقول عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: «ما رَأَيتُ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتحرَّى صيامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى الأيَّامِ إلَّا هذا اليومَ، يومَ عاشوراءَ»(مُتفَق عليه)، وفي الصحيح من حديث أبي قتادة - رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «صوم يوم عاشوراء يُكفِّر السنة الماضية»(أخرجه أحمد، ومسلم، وغيرهما). ومن أراد صيام هذا اليوم، فليصم يومًا قبله أو يومًا بعده، ومن صام الأيام الثلاثة فحسنٌ، فاجتهِدوا وأبشِروا وأمِّلوا، تقبَّل اللهُ منا ومنكم.


اعداد: المحرر الشرعي





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.60 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]