ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: { أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنًا فإن الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4474 - عددالزوار : 958751 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4009 - عددالزوار : 479182 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الأنف وتوحيد لون البشرة.. هتحسى بفرق كبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 203 )           »          7 قطع لتزيين الحمام بأقل تكاليف.. أبرزها الشموع العطرية والنباتات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 146 )           »          طريقة عمل الكريب في البيت بنصف كوب دقيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 132 )           »          6 نصائح لاختيار الستائر المثالية للصيف.. تمنح الخصوصية وتساعد في التبريد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 110 )           »          مستحضرات العناية بالبشرة مش كفاية.. 4 أسرار لوجه نضر ومشرق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 116 )           »          عصائر طبيعية تعتبر كبسولة النجاح لطلاب الثانوية العامة 2024 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 138 )           »          طريقة عمل البيض باللحم المفرومة.. طبق شهي بأقل المكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 136 )           »          4 أشكال لغرف أطفال تناسب جميع الأعمار هتساعدك على الاختيار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 105 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2  
قديم 16-05-2024, 11:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,297
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: { أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنًا فإن الل

ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى:

﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ... (2)

د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي


الجزء الثاني (2-2)


ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [فاطر: 8].

سابعًا: يقع على عاتق الأسرة دور مهم في صياغة الفكر السليم والسلوكيات الإيجابية وتربية النشء عليها ليكونوا معاوِلَ بناء في المجتمع، وكلما كانت تربية النشء في داخل الأسرة تربية إسلامية أصيلة متكاملة، كان المجتمع أكثر استقرارًا ونضوجًا ورقيًّا، وتختفي معه الكثير من الظواهر السلبية، وإن ظهر بعضها في وقت معين يسهل علاجها والقضاء عليها، ومن أبرز من ينبغي أن يركز عليه الوالدان لتجنب أولادهما الوقوع في تزيين سوء أعمالهم ورؤيتها حسنة، ما يلي:
غرس القيم والمبادئ الإسلامية والأخلاق الفاضلة في نفوس النشء، وعرضها بأساليب تربوية مشوقة، وأن يكون الوالدان قدوةً حسنةً لأولادهم في شؤونهم كلها، فهذا أدعى لترسيخها والالتزام بها.

التعريف بالحق والباطل، والتمييز بينهما، والتحذير من شياطين الجن والإنس، وما يقومون به من ترويج للشُّبُهات والشهوات، وتحريف وتأويل فاسد لبعض النصوص الشرعية لكي يزينوا السوء ويقبحوا الحسن.

تحصين النشء بتقوية الإيمان بالله تعالى لديهم والتوكل عليه، ليكونوا سدًّا منيعًا أمام ترويج المعاصي والمنكرات من قبل أهل الشر والفساد.

الحرص التام على الأعمال الصالحة، وفي مقدمتها المحافظة على الصلوات، وتلاوة القرآن الكريم، والأذكار الشرعية، والتوبة والاستغفار من الذنوب والخطايا، والتذكير دائمًا بالآخرة والحساب والجزاء يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

ثامنًا:من أقوى ما يُعين الإنسان على السلامة والابتعاد عن الزيغ والضلال والانحراف في الفكر والسلوك، ورؤية الأعمال السيئة حسنة؛ الإكثار من الدعاء، ومن الأدعية الشرعية المفيدة في هذا الجانب ما يلي:

الحديث الأول: عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قالَ لي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: «قُلِ اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ بالهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ سَدَادَ السَّهْم»؛ (صحيح مسلم، حديث رقم: 2725)، قال النووي رحمه الله: "معنى (سدِّدْني): وفِّقني واجعلني منتصبًا في جميع أموري مستقيمًا، وأصل السداد الاستقامة والقصد في الأمور، وأما الهدى هنا فهو الرشاد، ومعنى «وَاذْكُرْ بالهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ سَدَادَ السَّهْم»؛ أي: تذكر في حال دعائك بهذين اللفظين؛ لأن هادي الطريق لا يزيغ عنه، ومسدد السهم يحرص على تقويمه، ولا يستقيم رميه حتى يقومه، وكذا الداعي ينبغي أن يحرص على تسديد علمه وتقويمه، ولزومه السنة"؛ (شرح النووي على صحيح مسلم، ج 17، ص 43-44).

الحديث الثاني:قال صلى الله عليه وسلم: «اللَّهمَّ ألْهِمني رُشْدي، وقِني شرَّ نَفْسي»؛ (أحمد، المسند، 33/197، الترمذي، حديث رقم: 19992)؛ قال ابن عثيمين رحمه الله في معرض حديثه عن فضل الدعاء، وما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم ويأمر به: «اللَّهمَّ ألْهِمني رُشْدي وقِني شرَّ نَفْسي»، «ألهمني رشدي»؛ يعني: اجعلني موفقًا للرشد، والرشد ضد الغي، والغي هو المعاصي والشر والفساد، والإنسان إذا وفق للرشد فإنه موفق، وهذا هو غاية المؤمنين الذين قال الله عنهم: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ [الحجرات: 7].

الحديث الثالث: دعاء: «اللهم أرِنا الحقَّ حقًّا وارزقنا اتِّباعه، وأرِنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسًا علينا فنضل»، (دعاء مأثور، ابن شاهين، مذاهب أهل السنة، 38)، قال ابن عثيمين رحمه الله في فتوى لسائل في الحرم المكي الشريف؛ عام 1418 هـ، ختمها رحمه الله بقوله: "واسألوا الله دائمًا قولوا: «اللهم أرِنا الحقَّ حقًّا وارزقنا اتِّباعه، وأرِنا الباطلَ باطلًا وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسًا علينا فنضل»، ادْعُ اللهَ دائمًا بهذا، وادْعُ الله دائمًا أن يثبتكم على الحق أحياءً وأمواتًا، فإن الله يقول: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ [إبراهيم: 27].

تاسعًا: من الأمور المهمة التي ينبغي الإشارة إليها، ويجب أن تكون حاضرة في عقل ووجدان كل مسلم لتجنب المصادمات والصراعات بين الناس وما ينتج عنها من فُرقة وتشتُّت في منظومة العلاقات الاجتماعية؛ القناعة التامة بوجود اختلافات في وجهات النظر بين الناس حول موضوعات وقضايا معينة، فلا نسقط الآية موضوع المقال على كل عمل يخالف رأينا، فالاختلاف سنة اجتماعية معتبرة، قال تعالى: ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾ [هود: 118]، قال ابن كثير رحمه الله: "أي: ولا يزال الخُلف بين الناس في أديانهم، واعتقادات مِلَلهم، ونِحلهم، ومذاهبهم، وآرائهم"، وهنا ينبغي أن تكون هناك مساحة من اتساع الفكر وقبول واحترام وجهات النظر المخالفة، ما دام في إطار الأصول والقواعد الشرعية، ولها مسوغ شرعي معتبر، حفاظًا على سلامة المجتمع من التشتُّت والخصام، ولكي لا تكون هناك فرصة مواتية لشياطين الإنس والجن لبذر بذور التناحُر والقطيعة بين أبناء المجتمع الواحد.

عاشرًا: الخطأ والتقصير وسوء الفهم من لوازم الطبيعة البشرية، وهي بحاجة دائمة إلى التذكيروالتناصح بالحكمة والموعظة الحسنة، فمن تيقَّن حقَّ اليقين رؤية تقصير معين عند أخيه المسلم، فالواجب نصحه وتذكيره، قال تعالى: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55]، وقال صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قُلْنا: لِمَنْ؟ قالَ: لِلَّهِ ولِكِتابِهِ ولِرَسولِهِ ولأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وعامَّتِهِمْ»؛ (صحيح مسلم، رقم: 55)، وقال عليه الصلاة والسلام: «المؤمِنُ مرآةُ أخيهِ، المؤمنُ أخو المؤمنِ يَكُفُّ عليهِ ضَيْعَتَه ويحوطُه مِن ورائِه»؛ (الألباني، صحيح الأدب المفرد، رقم: 178)، قال ابن باز رحمه الله: "أنت مرآة لأخيك وهو مرآة لك، إذا رأيت شيئًا يشينه نبهته برفق وحكمة وإظهار المودة والنصح حتى يزيل ذلك الشيء الذي يشينه وينقصه، وهو كذلك إذا رأى فيك ما يشينك نبهك بلطف ورفق ومحبة وعدم عنف حتى تزيل ما يشينك وما يقدح فيك من أخلاق وأعمال".

الحادي عشر:هناك ملمح مهم؛ فعندما يُوجه للإنسان نصيحة لأي أمر كان، ينبغي احترام القائل وقبول النصيحة، فقد تكون النصيحة في محلها، والمبادرة بمراجعة النفس، فلآخرون لهم القدرة على رؤية وملاحظة ما في غيرهم بما لا يراه الشخص في نفسه، فلا تواجه بعنف أو اشمئزاز أو تعالٍ، ويكون شعار المنصوح مقولة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "رحم الله امرأ أهدى إليَّ عيوبي"؛ (الغزالي، إحياء علوم الدين، 3/64)، والواجب أيضًا القبول الحسن والرد الحسن، ولعل الآية الكريمة: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34] تؤكد هذا المعنى، فإذا كان الذي أخطأ في حقك الأولى تقابله بالتي هي أحسن، فكيف بمن أسدى إليك نصيحة! فيكون القبول أعظم والرد أفضل، قال ابن عثيمين رحمه الله تعالى: "يعني إذا أساء إليك إنسان فلا تقابله بإساءة، ولا تقابله بحسنة أيضًا، قابله بما هو أحسن".

الثاني عشر: ينبغي على الإنسان التأني والتثبت قبل الحكم على أعمال الآخرين، فلا يصدر حكمًا على شخص لمجرد رؤية صورة واحدة من شخصيته، فالحكمُ على الشيء فرعٌ عن تصوُّره، فالعاقل الموفق يتجنب سرعة الانتقاد لأعمال الآخرين، فيحفظ لسانه، ويترك الأمر لأهل العلم كل بحسب اختصاصه للتصدي لمعالجة القضايا والظواهر السلبية بالطرق المناسبة من غير إفراط أو تفريط.

الثالث عشر:قد يغلب على ظن البعض أحيانًا تبني قول لموضوع محدد، أو قضية معينة استنادًا على فهم غير مكتمل، ثم يظهر خلاف ذلك، ورجوحه بدليل أقوى، فالتراجعُ إلى القول الأقوى دليلًا خيرٌ من التمادي في الخطأ، وهذ من التوفيق والحكمة وكمال العقل، فالعلم بحر لا ساحل له، قال تعالى: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76]، قال الطبري رحمه الله: "وفوق كل عالم من هو أعلم منه، حتى ينتهي ذلك إلى الله".

هذا ما يسَّر الله إيراده، والله أسأل بمنه وكرمه أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 86.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 84.38 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.00%)]