دعـــــوة أهـــــل الســـنـــة تـتنــفــــس فــي هــــــدوء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4462 - عددالزوار : 886457 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3996 - عددالزوار : 423498 )           »          فوائد الحج في الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          النهضة العلمية الإسلامية في إفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 225 - عددالزوار : 23002 )           »          شرح طريقة فهرسة المسائل العلمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 64 )           »          أصول في دراسة مسائل التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 134 )           »          إقامة الصلا ة للمنفرد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          بيان سنن الفطرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          موضع سجود السهو من السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-05-2024, 02:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,814
الدولة : Egypt
افتراضي دعـــــوة أهـــــل الســـنـــة تـتنــفــــس فــي هــــــدوء

فضيلة الشيخ أبو الحسن المأربي: دعـــــوة أهـــــل الســـنـــة تـتنــفــــس فــي هــــــدوء، أمـــا دعـــــــوات الفـوضى فلا تتنفس إلا في الغبار، فأوجدوا جوًا هادئًا، وسترون من الناس خيرًا



استضافت لجنة العالم العربي بجمعية إحياء التراث الإسلامي فضيلة الشيخ أبو الحسن المأربي؛ حيث عقد الشيخ خلال زيارته دورة شرعية قام خلالها بشرح كتاب: «شرح السنة للبربهاري»، بمسجد الرويشد بمنطقة الفروانية، كما التقى الشيخ خلال زيارته بمجموعة من المشايخ وطلبة العلم في لقاءات عدة، اتسمت بالحوار العلمي الهادئ، والنقاشات المثمرة، حول العديد من القضايا التي تخص واقع الأمة والدعوة السلفية المباركة، ونعرض اليوم أحد هذه اللقاءات المباركة مع فضيلة الشيخ أبو الحسن التي أدار الحوار فيها الدكتور خالد السلطان مدير قناة المعالي.
في البداية رحب السلطان بالشيخ المأربي ضيفًا كريمًا على دولة الكويت، وعلى جمعية إحياء التراث على وجه الخصوص، ثم أوضح السلطان أن من أهم القضايا المطروحة على الساحة وتعد من المسائل الملحة اليوم، هي مسألة السياسة الشرعية، ولا سيما أننا نعيش أوضاعاً سياسية مختلفة ومضطربة على مستوى العالم الإسلامي، والكثير من القضايا المطروحة، تحتاج إلى تأصيل شرعي منضبط، بالدليل من الكتاب والسنة، وبدأ الدكتور السلطان حواره بسؤال الشيخ عن قضية الثورات العربية فإلى الحوار:
- ما موقف الدعوة السلفيَّة مما يُسمَّى بثورات الربيع العربي؟
- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله أما بعد، هذه الثورات ابتداءً ما قامت على أصل إسلامي صحيح، وقام بها في الغالب من يطلب شيئًا غير المنهج الإسلامي، إما ديمقراطية، أو ليبرالية أو غيرها، ولو سُئلت أنا عنها واسْتُفتيت عن شيء منها ابتداء، لقلت: لا تفعل، ولا يجوز لك أن تفعل، لما يُعرف ما وراء ذلك من المشكلات والفتن، أما وقد وقعت وأصبحت أمرًا محتومًا، وأصبحت أمرًا لا يمكن التغافل عنه، فإما أن تصير الأمور إلى شر أكبر، أو يحاول الصالحون توجيهها إلى ما فيه تقليل الشر، وتوظيفها ما أمكن إلى خدمة الإسلام والمسلمين، وفرق بين الحكم في البداية، وبين الحكم بعد أن اندلعت وقامت وأصبحت تأكل الأخضر واليابس أمامها، والله المستعان.
- هل المطالبة بالديمقراطية وحرية الرأي، وما يسمع الآن من شعارات تُرفع في تلك الثورات، هل هذا يخالف المنهج الإسلامي؟
- لا شك أن الذي يدعو الناس للخروج، والتعرض للقتل والقتال من أجل أنه يريد من وراء ذلك الديمقراطية، وحرية الاعتقاد، وحرية الكلمة، والذي يقصد بهذا كله التحلل من الدين، لا شك أن هذه مقاصد مخالفة ومصادمة لشريعتنا، ولا يجوز لمسلم أن يكون هذا كلامه، ولا هذا مطلبه، ولا سيما البلاد التي تُحكم بشرع الله عز وجل، وكل من دعا إلى ذلك في دولة تحكم بشريعة الله، فهو مضاد لشريعة الله، وساعٍ في تقويضها، ويجب أن يرتدع وإلا تلحقه أحكام شرعية غاية في الخطورة، فأنا أسمع أنه في بعض البلدان التي تحكم بالشريعة، هناك من يحاول أن يطلب فيها التعددية السياسية إلى غير ذلك، ماذا جنت التعددية السياسية في العالم كله؟ هل التعددية السياسية الموجودة في أمريكا جعلت أمريكا تأمن كما تأمن هذه البلاد؟ هل التعددية السياسية في أمريكا وأوروبا جعلت حياة المواطن فيها كريمة كما هو في هذه البلاد؟ فإذا كنت تطلب شيئًا لتأتي بأسوأ منه فلا العقل يقول هذا ولا الدين يقول هذا؟
- بالنسبة لموضوع الشورى ودعوة الناس لمجالس الشورى، هل تعد الشورى بهذه الطريقة وما يخرج من هذه المجالس ملزمة للحاكم؟
- يختلف أمر الشورى، فإذا كان أهلها أهل علم، وأهل معرفة بالأحكام الشرعية، ومن طلب منهم الشورى ليس بعالم، فيجب عليه أن يرجع إلى كلامهم لأنهم علماء، والعلماء أمراء الأمراء، ولا يجوز للإنسان ولاسيما إذا كان غير عالم، إن يأتيه رأي العلماء فيقول بعد ذلك أن الشورى معلمة وليست ملزمة، أما إذا كان هو عالمًا، والذي يشير عليهم ليسوا بعلماء، فهذا واضح أنه ليس عليه أن يأخذ بقولهم، أما إذا كان عالمًا وهم أيضًا علماء، فهو مجتهد، ولا يلزم المجتهد أن يقلد المجتهد، فالمسألة بها هذه التفاصيل وكل شخص ينزل هذه التفاصيل على بلده بما يليق بها.
- هل نحن ملزمون باجتهاد الحاكم، على سبيل المثال أصدر أمير الكويت مرسومًا يجعل الصوت الانتخابي صوتاً واحد، فما حكم من قاطع مثل هذا المرسوم؟
- لا شك أن الكلام الذي يتصل بواقع معين يسأل عنه أهل العلم الخبراء بهذا الواقع، أما الإنسان الذي لا يعرف هذا الواقع، ولا يعرف مصالح هذا الخيار ومساوئه، ومصالح ذاك الخيار ومساوئه، فلا يسأل عن ذلك، وإن سئل فليقل الله أعلم، وليرد الأمر إلى العلماء أهل المعرفة بهذا الأمر مصلحة ومفسدة، وقوة وضعفًا، وحالاً ومآلاً.
لكن على كل حال، وبصفة عامة، إذا كان الخلاف مع أمير البلاد، سيؤدي إلى مفسدة أكبر، وسيؤدي إلى إسقاط الهيبة، ويؤدي إلى فتنة تضيع الأمن، وتضيع الاستقرار، وتشمت الأعداء، وتجعل الأعداء يتربصون بالبلاد أكثر وأكثر، فلا شك أن النظر الشرعي، بأنه لا تجوز المخالفة التي تؤدي إلى هذا الفساد، فأنت إذا أردت أن تصلح شيئًا فلا تفسد أكبر منه، ومن أراد أن يعالج الزكام فلا يأتي بالجذام، ومن أراد أن يبني قصرًا فلا يهدم مصرًا، والحقيقة أن إسقاط الهيبة وانفراط نظم الأمن شر عظيم وربما أنتم في هذه البلاد الكثير منكم يدرك قدر هذه النعمة، ولو أنه خرج منها ورأى كيف يشقى الآخرون باستلاب هذه النعمة لعرف قدر النعمة التي هو فيها وحافظ عليها قدر الإمكان، النصيحة مطلوبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطريقة الشرعية هذا أمر مطلوب، لكن لابد من معرفة الحال والمآل إذا احتدم الأمر، ولا نغتر بما يكون في العالم من حولنا، من رفع شعارات التصعيد وغيرها من الشعارات، فهذه أمور والله قد جربت في بلاد كثيرة، وفي بعض البلدان يتمنى الناس أن تعود أمورهم كما كانت من قبل، فالحكمة مطلوبة، والعقل مطلوب، وأسأل الله أن يقي البلاد والعباد شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
- وهنا سؤال يفرض نفسه هل يجوز لأهل الخير أن يقاطعوا؟
- نقول إذا كانت مقاطعتهم ستؤدي إلى تلبية طلباتهم في الخير، أو تحصيل خير أكثر مما هو يعرض عليهم، فلا بأس بذلك، أما أنك تقاطع والأمور ستمشي شئت أم أبيت، بحضورك أم بغيابك، ثم يتولى الأشرار الأمر فيزيدون الطين بلة، والأرض فسادًا، فلا يقول عاقل بهذا الخيار، انظروا ماذا جرى في العراق عندما تقهقر كثير من أهل السنة عن هذا الطريق، بحجة أن هذا بدعة أو اختلف قادة أهل السنة في هذا الباب، فما كانت النتيجة؟ قوانين الإرهاب التي لا يطبق إلا على أهل السنة، والسجون لم تمتلئ إلا بأهل السنة، لا يعرف نساء في السجون إلا نساء أهل السنة، ووصل الأمر إلى أن الرجل في بيته ولا يعرف أين زوجته، ولا ابنته، ولا أخته، وهل هي حية أم ميتة، نعوذ بالله، والله إن هذه الأشياء بطن الأرض لنا خير من ظهرها، فيا إخوان إذا فتح باب يمكن أن نقلل الشر من خلاله، فلنتق الله فيه، ولنسع بقدر الإمكان إلى تحقيق ما أمكن من الخير، وتقليل ما أمكن من الشر، لن نستطيع أن نحقق الخير كله، ولا أن نزيل الشر كله، حنانيك بعض الشر أهون من بعض، وقواعد الشريعة والأدلة الشرعية تقضي بهذا بما لا يدع مجالا للشك.
- كما هو مقرر في المنهج السلفي أن الأصل في نصيحة الحاكم أن تكون سرًا كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فهل توجد ضوابط للإنكار العلني على الحكام؟
- الإنكار العلني إذا حدث فلابد أن تراعى فيه ضوابط:
- أولاً: أن يقصد به وجه الله، لا يقصد به أن يقول قائل أنا فعلت وفعلت، وأنا تكلمت وتكلمت، فأهم شيء إخلاص النية حتى يبارك في العمل.
- ثانيًا: لا يجوز الإنكار إنكارًا علنيًا يؤدي إلى الفوضى، أو يؤدي إلى إسقاط الهيبة، أو يؤدي إلى مفسدة أكبر، أو يؤدي إلى انفلات الزمام من أيدي الحلماء العقلاء إلى أيدي السفهاء الغوغاء، والأصل في النصيحة أن تكون سرية؛ لأنها أنفع للناصح وللمنصوح، أدعى لإخلاص الناصح، وأدعى لقبول المنصوح، لكن أحيانًا تكون النصيحة علنية في مجلس مثل هذا، وولي الأمر يقول قولاً يخالف الشرع فيقوم أحد العلماء فيرد عليه بأدب، في المجلس نفسه وأمام الحاضرين من العلماء ومن ساسة الدولة ومن غير ذلك، شريطة ألا تقع مفاسد لا في الحال ولا في المآل، تفوق الفساد المترتب عن السكوت على إنكار هذا المنكر والله أعلم.
- من حيث الواقع العملي هل يجدي الآن ما يفعله بعض التكتلات والأحزاب السياسية في الحديث عن ولي الأمر، وإعلان النصيحة له أو الإنكار عليه أمام الملأ في عدم وجوده؟
- هذا الذي يحصل بعيد عن الموضع الذي نتكلم فيه، النصيحة كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: «سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله»، العندية هذه فيها ظرفية، فيها أن تكلمه في حضوره، وليس من خلال الميادين، هذا شيء فساده أكبر من مصلحته، من حيث الواقع الموجود لا يراعي هذه الضوابط التي ذكرنا.
- محاسبة الوزراء أو استجوابهم في المجالس النيابية، هل هو خروج على ولي الأمر؟
- من حيث التفصيل هذا راجع إلى الكلام الذي ذكرته في بعض المحاور السابقة من تولي الخبير بالواقع الجواب عن ذلك، لكن كقاعدة عامة إذا كانت هذه المحاسبة محاسبة شرعية نستطيع من خلالها تحصيل الفائدة دون وقوع الفتن التي تقع من وراء مثل هذه الوسائل، فلا بأس، والأصل في النصيحة السرية، حتى وإن أباحت لنا الديمقراطية ممارسة مثل هذه الوسائل، فلو أن مثل هذا المسؤول انتصح بالذهاب إليه ونصحه في مكتبه ومجلسه، ويتم تذكيره بأنه مسؤول أمام الله عز وجل وأن هذه الدنيا فانية، فافعل كذا وافعل كذا، هذا هو الأصل في النصيحة، أما استجواب الشخص وجره وإسقاط هيبته أمام الناس، تجعله يحاول أن يحتال حتى لو كان مبطلا، يحاول أن يثبت أنه على الحق.
الأمر الآخر كثرة الاستجوابات تولد البغضاء، وإذا ولدت البغضاء حصل العناد، وإذا حصل العناد قام المسؤول الكبير بالبحث عن بدائل لهذا الذي آذاه وشغله في كل حين، ويترتب على ذلك أن يزيحه ويقرب الذي هو أشر منه، فأنا أنصح أن تأخذ النصيحة مأخذ الشفقة، الشفقة على المنصوح أولا، فإذا ما أتت هذه النصيحة بالمطلوب فعندئذ يبحث عن البدائل الأخرى، هل هي أحسن أم تأتي بشر أكبر، وكما يقال آخر الدواء الكي وليس أوله.
- لا يخفى على الجميع أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الفتن تكثر آخر الزمان، والسؤال الذي يفرض نفسه من هو المرجع للأمة إذا نزلت الفتن في الناس سواء على مستوى البلدان أم على مستوى الأمة جميعًا؟
- لا شك أن المرجع قد ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله : {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}(النساء: 83)، فلابد أولا من الرجوع إلى علماء الأمة، والبركة مع أكابركم، وكم من شيء نعيبه على الكبار بدعوى التقاعس والتباطؤ وعدم التفاعل في أحوال الأمة والنوازل التي تنزل بها، ثم مع طول الوقت يظهر أن الحكمة كانت مع هؤلاء الكبار، الكبار كالسفينة العظيمة الماخرة في لجاج البحر، ونحن معشر الصغار كالقوارب الصغيرة، والزوارق الصغيرة التي حولها الأمواج تكفئها يمنة، وأخرى تكفئها يسرة، فلزوم الكبار هو الأمان، ولا شك أن في كل بلد من يدعو إلى منهج الكبار، فكل بلد تعامل بما يليق بحاله، فينظر إلى طلاب العلم الذين ينشرون منهج السلفية المعتدلة المتوسطة ويرجع إليهم، ومن المهم جدا على العقلاء من أهل الدعوة أن يكونوا موضع استشارة وموضع ثقة، وأن يردوا ما أشكل عليهم إلى علماءهم الكبار، حتى وإن كان هؤلاء العلماء الكبار ليسوا من أهل البلد، فيذهبون إليهم ويوصفون لهم الوضع توصيفًا دقيقًا.
ونحن نؤكد أنه من الضروري ألا يكون أمرنا بعيدًا عن العلماء فيستغل الساسة ويستغل غيرهم من أصحاب المصالح الأخرى بالقرار، ولا سيما إذا كان قرارًا مصيريًا، يتعلق بدماء الأمة وأحوال الأمة، وأمنها واستقرارها وثرواتها، وبقاء سياستها أو زوالها.
ومشكلتنا الأساسية عدم الرجوع إلى المرجعية الموثوق بها، والمأمونة التي هي في الحقيقة سبيل النجاة لنا، ومع الأسف كل منا أصبح يرى نفسه مرجعية، وكما قال القائل: «تزبب قبل أن يتحصرم»، واغتررنا بمدح الناس لنا، هذا الشيخ الفلاني وهكذا، العاقل هو الذي يعرف قدر نفسه، والذي لا يغتر بكلام الناس، ولما جاء رجل إلى الإمام أحمد قال له: إنه رأى رؤية أنه في الجنة قال: «الرؤيا تسر المؤمن ولا تغره»، وهذا هو فلان أحد أمراء بني العباس رؤي في الجنة كثيرًا.
ومن المهم ألا نسيء الظن في علمائنا إذا خالفونا في الرأي؛ لأننا إن فعلنا ذلك لن يبقى لنا أحد، وغدًا سأكون كبيرًا ويساء بي الظن، وغدًا ستكون كبيرًا ويساء بك الظن وهكذا، ولا يبقى للناس بقية بعد ذلك، وانظر إلى أهل الأهواء كيف يعطون قداسة لعلمائهم، وانظر كيف نزهد نحن في علمائنا، والله المستعان.



اعداد: وائل رمضان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.71 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]