ارتعاش اليدين عند الغضب والتوتر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         عشرون درسا من قصة آدم وحواء في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          {إن هذا لهو القصص الحق} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فوائد القصص القرآني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 373 )           »          {يا عيسى إني متوفيك} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          وقفات ودروس من سورة البقرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 1127 )           »          كتاب (ماذا يعني إنتمائي للدعوة ؟ ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          نبذة مختصرة عن الإمام الحافظ أبي بكر البيهقي وكتابه "السنن الكبير" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الاعتذار الخلق الذي نفتقده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          عشرة دروس تربوية من الهدي النبوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          دور المرأة في الدعوة إلى الله وإصلاح المجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-06-2024, 02:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,912
الدولة : Egypt
افتراضي ارتعاش اليدين عند الغضب والتوتر

ارتعاش اليدين عند الغضب والتوتر
أ. مروة يوسف عاشور

السؤال:

الملخص:
معلمة تنتابها رعشةٌ في يديها إذا خجِلتْ أو غضِبت، ومن ذلك: شعورها بالرعشة إذا دخلتْ على طالباتها في بداية العام الدراسي، أو حضرت حفل تكريم المعلمات.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فضلًا أريد عرض مشكلتي على أ. مروة يوسف عاشور.
أنا فتاة في الثامنة والعشرين من عمري، أعمَل مُعلمة، لدي مشكلة آمُل أن أجِد لها حلًّا عندكم.
مشكلتي أرى أنها كبيرة، وهي الرعشة عند الخجل أو الغضب.


فأما الخجل فمنه أني إذا دخلتُ على الضيوف لتقديم واجب الضيافة لهم، فإن يدَيَّ ترتعشان وأُحِس بإحراج شديد، وكذا الحال عند دخولي على طالبات الفصل في بداية العام الدراسي، علمًا بأني في بقية الفصل الدراسي أُعطي الدروس بشكل طبيعي، ولا أَشعُر بهذه الرعشة، حتى عند حضور المشرفة للاستماع إلى شرحي، لكن إذا حضَرتْ معها إحدى المعلمات، فإني أُحس بالرعشة.


تظهر هذه الرعشة أحيانًا عند النزول إلى طوابير الطالبات صباحًا، وتظهر دائمًا إذا كان هناك تكريم للمعلمات، فتظل من بداية النداء على المعلمات حتى الوصول إلى تكريمي، ولذلك فإني أصبحتُ لا أحضُر أي تكريم للمعلمات، وأصبحتُ لا أُكرِّم طالباتي أيضًا لظهور هذه الرعشة عليّ بمجرد الإمساك بالمايكروفون.


وأما ظهور الرعشة عند الغضب، فمنه أني إذا اضْطُررتُ إلى توبيخ بعض الطالبات، فبمجرد فِعلي ذلك، فإن هذه الرعشة تظهر، مع العلم أني لا أكون غاضبةً أصلًا، فهو مجرد توبيخ يسيرٍ لهنَّ؛ ليعود الفصل إلى انضباطه!


لقد أتعبني كثيرًا هذا الأمر، علمًا بأنه موجود في أخواتي وإخوتي وأبي، لذلك أعتقد أنه أمرٌ وراثي، لكني أتمنَّى زواله، فكيف يزول؟ جزاكم الله خيرًا.



الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
شكر الله لكِ ثقتكِ، واللهَ أسأل أن يجعل شبكة الألوكة عند حُسن ظنِّكم دائمًا، وأن يُعيننا على مد يد العون لأحبابنا في جميع بقاع الأرض.

أُحيي تفكيركِ العالي وتَحليلكِ للمشكلة الذي تراءَى لي في قولك: أرى أنها كبيرة، نعم بُنيتي الغالية كذلك تظهر لكِ كبيرة وما هي بكبيرة!

هل أتاكِ نبأ الطفلة حين وضعوا أمام عينيها ورقة صغيرةً وهي تنظر إلى القمر، فأصرتَّ على أن الورقة أكبر من القمر؟!
تلك مشكلاتنا نراها عظيمة في حين يكاد لا يَشعُر بها مَن حولنا، وهنا مَربَض الفرس.

إن الرهاب الاجتماعي "Social anxiety disorder" تتمثل كل مشكلته في أن مَن يعانيه يعتقد يقينًا أن مَن حوله يترصَّدونه في كل حركة وسكنةٍ، يَعُدُّون عليه أخطاءَه، ويتحاكون عن هفواته وزَلَّاته، وقد يكون ذلك صحيحًا لوقتٍ لا يتجاوز الثواني أو الدقائق، ثم يتناسون أمره كأن شيئًا لم يكن، وكأن أمره لم يحدث، أتعتقدين مثلًا أنكِ إذا سقطتِ مِن على الدَّرَج بصورة تدعو إلى الضحك ورآكِ الناس، أنهم يستحضرون ذلك الموقف أكثر من دقيقة؟! لن يحدث ذلك، ولن يبقى للموقف ذكرى إلا في تفكيركِ أنتِ!

ولعله لا يَخفى عليكِ أنكِ لا تسيرين على هذا الدرب وحيدةً، ولا تخوضين غِمار تلك المعركة الوهمية بمفردكِ؛ فالرهاب الاجتماعي يعانيه الكثير ممن هم في عمرٍ أقل مِن عمركِ أو أكثر قليلًا، والكثيرون أيضًا يستطيعون التغلب عليه دون الحاجة لتناول علاجات دوائية، ويكتفون بالعلاج السلوكي الذي يتمكنون من تطبيقه بأنفسهم، عندما يتمتَّعون بإرادة ووعي وقوة شخصية، ويبدو لي أن هذا متوفرٌ لديكِ ولله الحمد!

أنصحكِ أن تبدئي مع نفسكِ - قبل زيارة المختص النفسي أو الطبيب المعالج - ببعض التدريبات المعروفة التي انتفع بها الكثير ممن يعانون ما تعانينه.

عليكِ أن تتدربي على الجلوس وحدَكِ في وضع استرخاءٍ، وتتخيَّلي أنكِ تتحدثين أمام جماعة كبيرة من الناس حول موضوعٍ ما، والأَولى ألا يقلَّ وقتُ هذا التدريب عن 20 إلى 30 دقيقة في اليوم، ولا تَمَلِّي تَكرارَ هذا المشهد بشكل يومي؛ حتى تعتاده النفسُ، ويتقبَّله عقلُكِ الباطن، وتستقر لديه تلك الصورة تمامًا.

يتم بعد ذلك تعديلُ هذا التدريب، ويُصبح أكثر تقدمًا، فيكون أمام بعض الأهل أو الأسرة أو الصديقات المقربات، ولتَبدئي بعدد قليلٍ ممن لا تتحدَّثين أمامهم كثيرًا، وأنصَح أيضًا أن تُلقي محاضراتكِ باستدعاء إحدى الطالبات ممن لا تَشعرين بأهمية كبيرة لوجودهنَّ؛ كإضافة لعددٍ طالبات الفصل، ولتَزيدي عليها طالبةً أخرى في اليوم التالي، ثم إحدى المعلمات المُقربات، ثم تستدعي غيرها؛ حتى يزيد العدد بصورة تدريجية بطيئة، وحينها لن يكون هناك فارقٌ كبير بين العدد الذي تُلقين أمامه محاضراتكِ وبين العدد الذي تُريده المشرفة.

إلى جانب هذا التمرين بإمكانكِ أن تتخيَّلي نفسك تَخوضين أمرًا شاقًّا وصعبًا، أو تتسلقين مكانًا عاليًا، وتَقفين حيث يراكِ الناس جميعًا، ويكون التدرُّب عليه أو تَخيُّلُه لمدة يسيرة كخمس دقائق مثلًا.

عند التعرض لموقف الرعشة أمام الناس، عليكِ أن تتيقَّني مِن أنها تكاد تكون منعدمة أو خفيفة، فلن يلاحظها غيرُكِ، وإن تنبَّه إليها أحدهم فلن يُعيرَها اهتمامًا كبيرًا في جميع الأحوال، وإن سيطر عليكِ العقل بأن الرعشة واضحة وتدعو إلى الإحراج، فبإمكانكِ أن تُظهري ردة فعلٍ طبيعية توحي بالثقة، كما كانت تفعل إحدى الصديقات التي أعرفها شخصيًّا؛ حيث كانت تبتسم للحضور قائلةً لهم: أرأيتم كيف أُصبتُ بالتوتر بسببكم! وهذا قد يكون مناسبًا عند توبيخ الطالبات، فتقولين لهنَّ: انْظُرْنَ لقد غضِبتْ يداي أيضًا منكنَّ! وبهذا يتحول الموقف إلى طُرفة يَقبلها الجميع ولا يرونها عيبًا اجتماعيًّا.

يجب أن تَخرُجي بقدر الاستطاعة مِن بَوتقة الانطواء، وأن تتعاملي مع الناس وتواجهيهم، وذلك بحضور المناسبات، وتوسيع نطاق الصداقة، والتعامل الخفيف مع مختلف أنواع البشر، وعدم التهرب من الناس مهما غلبتْكِ الرعشة وخشيتِ أثرَها، وقد رأيتِ كيف يكون الأمر في أوله فقط، ثم يتلاشى أثره مع مرور بعض الوقت واعتياد الموقف؛ "تحدث الرعشة في بداية الدراسة أمام الطالبات، ثم تَختفي بقية الأيام"! فلا مناص مِن مواجهة الموقف حتى يزول مِن تلقاء نفسه!

أَنصحكِ أيضًا أن تُحرِّكي يديكِ حال تعرُّضكِ لذلك الموقف، كأن تُمسكي بجوَّالكِ أو تفتحي حقيبتكِ الخاصة، أو تُصلحي حذاءكِ، أو تُطبقي يديكِ، فتُمسكي إحداهما بالأخرى في حركة هي أقرب للتعبير عن التفكير مثلًا، والمقصود من ذلك أن تُغيِّري وضعيةَ اليدين حال تصوُّركِ أنهما ترتعشان، وقومي بتحريكها في أكثر من جهة عدة مرات حتى يزول ما تعتقدينه!

اعلمي بُنيتي أنكِ لستِ مريضةً، وأن ما تعانينه هو حالة يَسهُل التعامل معها في كثير من الأحيان، وأن شخصية متفتحة وواعية مثلكِ، لن يُعجزها تطبيقُ كل الأفكار السالفة، وزيادة عليها مِن عندكِ بما تعلمينه من نفسكِ، وبما يُقوِّي لديكِ ذلك الضَّعف البشري الذي أرى قدرًا كبيرًا منه لا يَخرُج عن كونه أمرًا طبيعيًّا، خاصة عندما تكون شخصية رقيقة مثلكِ!

قد يتوارث الإنسانُ بعض السمات الشخصية؛ كسرعة الغضب أو الحرص الزائد، أو غيرها من الصفات التي لا تُعَدُّ مرضًا أو عِلة بحاجة إلى علاج دوائي، ورغم ذلك فأُبشركِ بأن الطب تطور إلى الحد الذي جعل لتلك الحالة علاجات تؤثر فيها بشكل ملحوظ، وتُخفف من حِدتها بدرجة مُرضية؛ كالزيروكسات وغيره من الأدوية التي لا ينبغي أن يتم تعاطيها أبدًا إلا باستشارة الطبيب المُختص فقط، وبالقدر الذي يُحدِّده بدقةٍ، وإن كنتُ لا أعتقد أنكِ بحاجة إليها كما يبدو، ولكن هي آخر الحلول التي نلجأ إليها بجانب العلاج السلوكي الذي يفيد كثيرًا في تحسُّن الحالة.

أسأل الله أن يَشرح صدركِ، وأن يَفتح عليكِ فتوح العارفين، وأن يرزقكِ القوة والصلابة، والقبول والهدى والرشاد، وأن ينفع بكِ الطالبات والمعلمات.

والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.21 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]