|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
رد: السياسة الشرعية
السياسة الشرعية (66) افتراءات الخصوم على محمد بن عبد الوهاب (9) حقيقة التوحيد ادعى أعداء الدعوة السلفية أن أئمة الدعوة أدخلوا في المكفرات ما ليس فيها، وأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد أدخل في نواقض الإسلام ما ليس فيه، وأن تلك المكفرات التي أدخلها الشيخ - حسْب مزاعمهم - لا تُخرج الإنسان من الملة، ولو أننا تأملنا أقوال هؤلاء المناوئين لرأينا أن السبب الرئيس لهذا الخلاف هو الاختلاف في حد الكفر المخرج عن دين الإسلام بين أئمة الدعوة السلفية وبين هؤلاء المناوئين لها. لقد وقع الخصوم في لبس واضح لحقيقة الكفر، وحصروه في حدود ضيقة جدًا، فأخرجوا كثيرًا من أفعال الشرك الأصغر بل والأكبر من المكفرات، ولبّسوا على أنفسهم وعلى عامة المسلمين معنى الكفر ودلائله، وأدخلوهم في براثن الكفر ونجاساته، فهؤلاء لم يفهموا حقيقة التوحيد، بل اقتصر عندهم أن مفهوم التوحيد يشمل توحيد الربوبية فقط، فكل مسلم يؤمن بأن الله هو الخالق الرازق... وغيرها من صفات الربوبية فهو موحّد وهذا فهم قاصر؛ لأن معنى الإله هو المعبود، فلا معبود بحق إلا الله، وتُصْرف جميع أنواع العبادات لله وحده، وإثباتها له وحده -سبحانه- ونفيها عما سواه عز وجل. فعلى سبيل المثال عبادة من العبادات التي لابد وأن تكون خالصة لوجه الله -تعالى- وهي الذبح، يقول ابن عفالج نافياً أن يكون الذبح والنذر لغير الله شركًا: «فاجتمعت الأمة على أن الذبح والنذر لغير الله، ومن فعلها فهو عاص لله ورسوله، والذي منع العلماء من تكفيرهم أنهم لم يفعلوا ذلك باعتقاد أنها أنداد لله...». ويستنكر سليمان بن عبد الوهاب تكفير من ذبح أو نذر لغير الله، ويستغرب من تكفير من دعا غير الله، فيقول: «من أين لكم أن المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله إذا دعا غائبًا، أو ميتًا أو نذر له، أو ذبح لغير الله أن هذا هو الشرك الأكبر الذي من فعله حبط عمله، وحل ماله ودمه» ويكمل سليمان قائلاً: «لم يقل أهل العلم من طلب من غير الله فهو مرتد، ولم يقولوا من ذبح لغير الله فهو مرتد...». لذلك تجد في اعتقادهم وفكرهم العقيم أن المسلم عندما يأتي أولياء الله الصالحين ويذبح لهم الذبائح، ويطلب منهم الشفاعة والشفاء من المرض، فهو عندهم - أي خصوم الدعوة - مسلم موحد لله ولا يعد مرتدا، ما دام أنه يعتقد أن المؤثر في هذا الكون هو الله وحده. خلاصة القول أن تلك النصوص المنقولة تؤكد جهلم بحقيقة التوحيد وقصور إدراكهم عن معنى الشرك الأكبر وتفسيره، وهو «أن يصرف العبد نوعًا أو فردًا من أفراد العبادة لغير الله... فكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشرع فصرفه لله وحده فهو توحيد وإيمان وإخلاص، ولو صرفه لغيره فهو شرك وكفر ». والله الموفق والمستعان. اعداد: محمد الراشد
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |