زيــارة القبـــور

[ابوالوليد المسلم]

زيــارة القبـــور



تحدث خطيب الجمعة عن آداب زيارة القبور.. ذكرنا بأمور نسيناها، كانت خطبة الجمعة مؤثرة.. مساء الجمعة في اجتماعنا الأسبوعي سألني صهري خالد.
- يا عم، الحديث الذي ذكره خطيبنا اليوم، هل لك أن تعيده لنا ليستفيد الجميع؟.. لأن الخطبة كانت جميلة.
- أي حديث تعني؟!
- الأحاديث عموما التي أوردها الخطيب.
- من الأحاديث التي ذكرها: حديث الثناء على المتوفى: «ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة من أهل أبيات جيرانه الأدنيْن أنهم لا يعلمون منه إلا خيرا، إلا قال الله تعالى وتبارك: قد قبلت قولكم، أو قال: بشهادتكم، غفرت له ما لا تعلمون» (صححه الألباني)، وفي الحديث الآخر، قال صلى الله عليه وسلم : «الملائكة شهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في الأرض»، وفي رواية «والمؤمنون شهداء الله في الأرض»، وفي رواية: «إن الملائكة تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر» (البخاري ومسلم).
وكذلك ذكر الخطيب حديث الإسراع بالجنازة دون الرمل؛ حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة، قالت: قدموني قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت يا ويلها أين يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعه لصعق.» (البخاري)، وفي رواية: «أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها، وإن تكن غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم» (البخاري).
وذكر حديثا آخر.
وقبل أن أذكر الحديث وصل آخر أصهاري (مشاري)، وكثيرا ما يأتي متأخرا، بعد السلام، وقبل أن يتحول الموضوع إلى أمور أخرى، حرص (أحمد) أن نتابع الأحاديث فسألني:
- نعم يا عم، ما الحديث الذي كنت ستذكره قبل أن يصل عديلي؟
- الحديث حول أفضل المشي خلف الجنازة، وذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم : «وإذا مات فاتبع جنازته» (مسلم) والحديث الآخر: «إن الملائكة كانت تمشي فلم أكن لأركب وهم يمشون» (صحيح أبي داوود).
- وكذلك ذكر حديث يحذر أهل المعاصي من الموت بمعصيتهم، عن أبي قتادة قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعي لجنازة سأل عنها فإن أثني عليها خيرا قام فصلى عليها وإن أثني عليها غير ذلك قال لأهلها: «شأنكم بها، ولم يصل عليها» (مسند الإمام أحمد).
وكذلك حديث جميل في تكثير المصلين على الجنازة، ووضعهم في ثلاثة صفوف إذا قل عددهم: «ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه».
وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صلّى على جنازة، ومعه سبعة نفر، فجعل ثلاثة صفا، واثنين صفا، واثنين صفا» (أحكام الجنائز).
إن العبرة في زيارة القبور «تذكر الموت»، لذلك وجب على كل مسلم أن يستحضر هذه الحقيقة لحظة دخوله المقبرة.
دعاء دخول المقبرة: «السلام عليكم أهل الديار من المسلمين والمسلمات، نسأل الله لنا ولكم العافية، أنتم السابقون، ونحن اللاحقون إن شاء الله، ويستحضر حقيقة أنه سيكون حاله -قريبا- مثل حال هؤلاء الذين دفنوا، فيذكر الله، ويتوب، ويستغفر، ويسأل الله الثبات على الحق حتى الممات. فإذا حمل الجنازة، علم أنه سيكون هو المحمول ذات يوم، وإذا صلى عليها، يستحضر أنه هو الذي سيُصلى عليه قريبا، فيخلص في الدعاء، ويصدق في التضرع إلى الله أن يرحم من يصلي عليه، فإذا وضع الميت في لحده، وأغلق عليه وأهيل التراب، استحضر حاله إذا صار في هذا المكان، ومكث على القبر يدعو للمتوفى عسى الله أن يقيض له من يدعو له بعد ذلك، فإذا رجع سأل الله أن يرجع بالقيراطين.


اعداد: د. أمير الحداد