بيان خطورة التنكيت بآيات قرآنية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 150 - عددالزوار : 66231 )           »          مَحْظوراتِ الْإِحْرامِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 19 )           »          اغتنام وقت السحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الملل آفة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 14 )           »          الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 18 )           »          عظمة الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          في انتظار الفرج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          رمضان شهر الرحمات وشهر البطولات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المرأة في أوروبا القديمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          فقه بناء الأمم والحضارات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-05-2024, 06:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,469
الدولة : Egypt
افتراضي بيان خطورة التنكيت بآيات قرآنية

بيان خطورة التنكيت بآيات قرآنية
وليد بن أمين الرفاعي

بيان خطورة التنكيت بآيات قرآنية


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
فمما لا شكَّ فيه أن الإيمان بالقرآن الذي هو كلام الله تعالى، وصفة من صفاته سبحانه، ركن من أركان الإيمان، الذي يقتضي تعظيمه وتوقيره.

والإساءة إليه بأي وجه من الوجوه إساءة إلى الرب جل وعلا؛ لأن الواجب تعظيم الله في ذاته وصفاته وأفعاله، وتنزيهه من كل سوء؛ قال تعالى ذامًّا للكفار: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ [الأعراف: 91]، وقال تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].

ومن المؤسف انتشار بعض النكات التي تتناول شعائر الإسلام والاستهزاء والسخرية؛ مثل هذا الأنموذج: (واحد صايم مدخِّن سألوه: ما هي أقرب سور القرآن لقلبك في رمضان؟ قال: المائدة، والدخان، والنساء)، نعوذ بالله من الرِّدَّة.

ولا شكَّ أن استعمال القرآن في النكت والطرائف وغير ذلك من الأغراض الفاسدة أو التافهة فيه نوعٌ من امتهان القرآن، والاستخفاف به، وهذا ينافي التعظيم الواجبَ؛ لأن القرآن أُنزِل على العباد لهدايتهم ودلالتهم إلى الجنة، والتبرُّك بتلاوته، والانتفاع بمعانيه، والعمل بحدوده، وأحكامه، والاستشفاء به، وغير ذلك من الأعمال المشروعة في الكتاب والسنة، ولم ينزل ليُهان ويُستخدم في أمور تافهة أو محرَّمة.

وهذا التعظيم للقرآن يضادُّ الاستخفاف به، والتندر عليه، وإطلاق النكات لإضحاك الآخرين، وجعله عُرضة للسخرية.

ومن فَعَلَ هذا بالقرآن الذي هو أفضل الكتب المنزَّلة من عند الله تعالى، فقد وَقَعَ في كُفْرٍ عظيم.

وهذا الأنموذج تضمن منكرًا عظيمًا، واستهزاءً بكلام الله تعالى، الذي هو أعظم الكلام وأشرفه، والذي يؤدي إلى الردة، نعوذ بالله من ذلك.

ويستوي في الحكم بالردة من استخف هازلًا، ومن استخف جادًّا؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة: 64 – 66].


وقد روى الإمام الطبري في تفسيره (14/ 333) عن سعد، عن زيد بن أسلم: ((أن رجلًا من المنافقين قال لعوف بن مالك في غزوة تبوك: ما لقرَّائنا هؤلاء؛ أرغبنا بطونًا، وأكذبنا ألسنةً، وأجبننا عند اللقاء؟ فقال له عوف: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهب عوف إلى رسول الله ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه، قال زيد: قال عبدالله بن عمر: فنظرت إليه متعلقًا بحَقَبِ ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكُبُه الحجارة، يقول: ﴿ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ﴾ [التوبة: 65]، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [التوبة: 65] ما يزيده)).


واعلم أيها القارئ الكريم: بارك الله فيك أن المزح بالكفر كفر باتفاق العلماء، فلا يُشترَط قصد الاستهزاء.


قال أبو بكر بن العربي رحمه الله في تفسيره (2/ 543): "لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جِدًّا أو هَزْلًا، وهو كيفما كان كفرٌ؛ فإن الهزل بالكفر كفر، لا خلف فيه بين الأمة، فإن التحقيق أخو الحق والعلم، والهزل أخو الباطل والجهل"؛ [انتهى].


قال عبدالعزيز الحنفي في (كشف الأسرار) معلقًا على هذه الآية: "فصار المتكلم بالكفر بطريق الهزل مرتدًّا بعين الهزل؛ لاستخفافه بالدين الحق لا بما هزل به، أي لا باعتقاد ما هزل به".


وقال ابن قدامة في (المغني): "ومن سبَّ الله تعالى، كَفَرَ، سواء كان مازحًا أو جادًّا، وكذلك من استهزأ بالله تعالى، أو بآياته، أو برسله، أو كتبه؛ قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65، 66]".


وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: كثيرًا ما يتناقل بعض الناس أثناء الحديث على ألسنتهم آيات من القرآن الكريم أو من السنة على سبيل الْمِزاح، مثاله: كأن يقول بعضهم: فلان: ﴿ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ﴾ [الشمس: 13]، أو قول بعضهم لبعض: ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون: 6]، وهكذا ومن السنة: كأن يقول أحدهم إذا ذكر ونصح بترك المعصية: يا أخي ((التقوى ها هنا))، أو قوله: ((إن الدين يسر))، وهكذا، فما قولكم في أمثال هؤلاء؟ وما نصيحتكم لهم؟

فقال رحمه الله تعالى:
"أما من قال هذا على سبيل الاستهزاء والسخرية، فإنه على خطر عظيم، وقد يُقال: إنه خرج من الإسلام؛ لأن القرآن لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يُتَّخَذَ هزوًا، وكذلك الأحكام الشرعية؛ كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة: 64 – 66].


ولهذا قال العلماء رحمهم الله: من قال كلمة الكفر ولو مازحًا، فإنه يكفر، ويجب عليه أن يتوب، وأن يعتقد أنه تاب من الردة، فيجدد إسلامه، فآيات الله عز وجل ورسوله أعظم من أن تُتَّخَذَ هزوًا أو مزحًا، أما من استشهد بآية على واقعة جرت وحدثت فهذا لا بأس به؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشهد بالآيات على الوقائع، فاستشهد بقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾ [التغابن: 15]، حينما جاء الحسن والحسين يتعثران في أثوابهما، فنزل من المنبر صلى الله عليه وسلم وقال: ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾ [التغابن: 15]، فالاستشهاد بالآيات على الوقائع لا بأس به، وأما أن تنزل الآيات على ما لم يُرِدِ الله بها، ولا سيما إن قارن ذلك سخرية واستهزاء، فالأمر خطير جدًّا".


فعلى هذا يحرُم على المسلم ذِكْرُ الآيات القرآنية ضمن النُّكتة والطُّرفة، ويجب عليه تنزيه القرآن عن مثل هذه الأمور، وعدم التهاون في ذلك، والإنكار على من يفعل ذلك ونصحه، أما من قصد بكلامه الاستهزاء بآية من كتاب الله أو سورة منه، وظهرت قرينة بينة على ذلك، فهذا كافر مرتدٌّ عن دين الإسلام؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65، 66].


وقد كرَّه أهل العلم استعمال القرآن والتكنية به في المخاطبات المباحة التي تحصل بين الناس في أمور حياتهم.


ويجدر التنبيه على مسألة يتهاون فيها كثير من الناس في هذا الباب، وهي التحديث بالنكت والطرائف في أحوال المتمسكين بالشرع، وفي العبادات والشعائر الدينية، وهذا أمر خطير قد يدخل في حكم الاستهزاء بالدين، والعياذ بالله.


وأما هذه السور العظيمة التي ذُكِرت في الأنموذج المشار إليه، ففيها الأحكام والتشريعات والمواعظ، والمؤمن يحبها لأنها كلام الله، لا لِما اشتملت عليه من ذكر المائدة أو ذكر النساء، فضلًا عن جَعْلِ هذا متعلقًا بالصائم الممنوع من شهوتَيِ البطن والفَرْجِ.


ثم في هذه النكتة القبيحة تحريفٌ لمعنى كلام الله، وحَمْلُه على الشيء المبغوض المحرَّم، فالدخان آية وعلامة من علامات الساعة، وليس الدخان المحرَّم الذي يشربه هذا وأمثاله، ويتمنَّاه هذا المستهزئ الفاجر.


قال تعالى: ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ﴾ [الدخان: 10 – 13].


وكان يجب على السامعين إنكارُ هذا المنكر العظيم بعلمٍ وحكمة، وبيان الخطر المستطير برفقٍ ولينٍ، مع نصح السامعين.


مع الحذر من حصائد الألسنة، فإن الكلمة لها شأن؛ فقد روى البخاري (6478) ومسلم (2988)، عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن العبد لَيتكلَّمُ بالكلمة من رضوان الله، لا يُلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد لَيتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالًا، يَهْوِي بها في جهنم).


وروى البخاري (6477) ومسلم (2988)، عن أبي هريرة، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين فيها، يزِلُّ بها في النار أبعدَ مما بين المشرق)).


وعند الترمذي (2319) وابن ماجه (3969)، عن بلال بن الحارث المزني، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلُغَ ما بلغَتْ، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه))؛ [وصححه الألباني في صحيح الترمذي].

والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.70 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]