الموضوع: لسان الجدران
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04-03-2022, 03:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: لسان الجدران



واشكرْ فضائل صنع الله إذ جُعِلتْ
إليك لا لكَ عند النّاس حاجاتُ

(قد مات قومٌ وما ماتتْ مكارمُهم
وعاش قومٌ وهُمْ في الناس أمواتُ)

وقد كُتِبَ منها ما بين القوسين تحت صورة جد والدي لأمه: عبدالرحمن بن يوسف الرومي الكويتي المالكي، أحد رجالات الكويت، ممن عملوا في مجال الغوص والسفر بصفته أحد كبار ملاك السفن، ويُذكرُ بأعماله الخيرية الكثيرة والمتعددة، ويُعدُّ من كبار تجار اللؤلؤ في الكويت.



وقال الأستاذ محمد زاهد أبو غدة (سورية- كندا):
مقالة لطيفة ماتعة، حبذا لو أشرتم فيها أنَّ كثيرًا مما يُعلق على الجدران يعبِّر فيه العامة عن فلسفتهم في الحياة.
وكان أحد المطاعم في "بستان كل آب" في حلب - غاب عني اسمُه - يعلق لوحة على بابه: (ممنوع شرب الخمر في محلنا بأمر الرب، والرزق على الله).

وفي عدة محلات في المدينة:
يا واقفًا بمحلنا
سلِّمْ سلامَك وانصرِفْ

هذا محلُّ معاشنا
لا ينبغي لكَ أن تقفْ


ورأيت في أوراق الوالد: "في مكتبة الشيخ عارف حكمت في المدينة المنورة مكتوبًا في لوحة هذا البيت بخط جميل:
تفرَّس والدي فيّ المزايا ♦♦♦ فيوم وُلدتُ سمّاني بعارفْ"

والخبر في كتاب "مختارات الشيخ عبدالفتاح أبو غدة الشعرية" ص 120، وفيه تاريخ كتابته وهو: 27/12/1383.



وقال الدكتور رياض الطائي (العراق- الأردن):
رأيتُ على جدار مكتب صديقنا الشيخ نصر الله العزاوي في بغداد:
(مَنْ أحبَّ مجلسنا فلا يغتبْ أحدًا عندنا).



وقال الشيخ نجيب عطار (سورية- تركيا):
علَّقَ خالي اﻷستاذ عاطف البيانوني في بيته: (وﻻ تتبع الهوى. ..).
وعلَّقَ خالي الدكتورعبد المجيد البيانوني: (الرحمن علم القرآن).
ورأيتُ في مكتبة شيخنا العالم أحمد نصيب المحاميد لوحتين:
إحداها:


لعلّي أرى فيها كتابًا يدلني
لأخذ كتابي آمنًا بيميني


والأخرى:
ألا يا مستعير الكتب مهلًا
فإنَّ إعارتي للكتب عارُ

ومعشوقي من الدنيا كتابي
وهل أبصرتَ معشوقًا يُعارُ

هذا لما زرتُه في بيته في دمشق سنة 1418هـ.



وقال الأخ أحمد منجد (سورية):
عمِّي خطاطٌ، (ولا أذكره لأنه عمي بل لأني أود ذكر الفائدة فقط -يعلم الله-) قد خطَّ لوحة علَّقها الشيخ أديب كلكل -من علماء حماة- في المكتب الذي يجلس فيه، فيها:
(تعلَّمْ ثم تكلمْ.
بالعلم ترقى الأمم، وبالأخلاق تسود).



وقال الدكتور عمر عبدالعزيز العاني (العراق- البحرين):
موضوع طريف.
وأضيف شيئًا من ذاكرة الطفولة:
(مَنْ صبر ظفر)،، حكمة بخط الثلث من خطاط تركي، ، كانت مكتوبة من الخشب المخرّم على قماش من المخمل الأسود، القطعة مربعة، والكتابة بيضوية، كانت في غرفة الضيوف في بيت جدِّي في مدينة (عانة)...
وقال: جامعُ الغازي عثمان في بورصة متحفٌ لفنون الخط، زرتُه عام ٢٠١٣م.



وقال يمان الأنيس (سورية- تركيا):
مِنْ أمثلة (لسان الجدران) ما كان يُكتب عن أهمية الوقت على الصعيد الديني، أو الصعيد التجاري.
مثلا: كثيرًا ما رأيتُ في غرفة الانتظار عند الأطباء لافتة كُتِبَ عليها:
(دقائق الانتظار املأها بالاستغفار).
وعلى أبواب المحلات في أوقات الصلاة يُغلِق البائعُ البابَ الزجاجي لمحله ويعلِّقُ لوحة كتب عليها:
(لا تنس ذكر الله. .. نحن في الصلاة).
أما على الصعيد التجاري: فكثيرًا من التجار كانوا يعلقون لوحة كتب عليها:
(إذا لم يكن لديك عمل فدعنا نعمل).
وفي صيدلية بجانب "الجامع الأموي" بحلب كان صاحبها يمل كثرة الأحاديث والقيل والقال من جيرانه فعلق لوحة كتب فيها بيتين من الشعر وهما:
يا واقفًا قفْ وانحرفْ
سلمْ سلامَكَ وانصرِفْ

هذا مكانُ معاشِنا
لا ينبغي لكَ أن تقفْ




وقال الشيخ حمد المري (قطر):
أكثر ما رأيتُه الشهادتان، ودعاء كفارة المجلس.



وقال الأخ الدكتور أحمد العاني (العراق):
كَتَبَ أحد الشيوخ -وهو الحاج عايش جروان الكبيسي- في غرفته:
(إذا أردتَ صحبتنا فلا تغتبْ أحدًا عندنا).
وأنا متاثرٌ بهذه المقولة جدًّا.



وقال الشيخ محمد كلاب الغزي (فلسطين):
مقالة ممتعة ذكرتني بغرفتي في سكن الجامعة بالمدينة المنورة كانتْ جدرانها كلها أشعارًا انتقيتها، ومن هذه العبارات التي نقلتها:
(ذكرُ الله دواء، وذكرُ الناس داء).
ومما كنتُ أراه على جدران بعض البيوتات الغزية عبارة:
(رأسُ الحكمة مخافة الله).



وقال الدكتور مولود جاسم السامرائي (العراق):
رأيتُ في أحد مقاهي الأعظمية أيام كنتُ طالبًا في كلية الإمام الأعظم في مرحلة البكالوريوس وتحديدًا في ساحة مسجد أبي حنيفة صورة معبرة، رُسِم فيها شيخٌ كبيرٌ جالسٌ أمام بحرٍ كبيرٍ ينظرُ نظرةَ متأمِّل، بيده سيجارة وأمامه إبريق شاي، وقد كتب في اللوحة بيتان هما:
وما هذه الأيام إلا مراحلٌ
يَحث بها داعٍ إلى الموت قاصِدُ

وأعجبُ شيءٍ لو تأمَّلتَ أنها
منازلُ تُطوى والمسافرُ قاعِدُ




وقال الشيخ محمد ميسر المراد (سورية- الإمارات):
في غرفة علماء العائلة المرادية في الجامع الجديد في أول سوق الطويل بمدينة حماة لوحة قديمة معلقة في صدر الغرفة كتب فيها:
(اللهم يا مُحوِّل الحَول والأحوال حوِّلْ حالنا إلى أحسن حال).
وقد وَجَدَ ابن عمنا الأستاذ عبد القادر المراد في مركز جمعة الماجد نفس الصورة فصوَّرها وأهداني منها نسخة.
وأما المشايخ أمثال الشيخ سعد الدين المراد، والشيخ محمد بشير الشقفة، والشيخ مصطفى الحامد، والشيخ عبد الكريم تتَّان، فكلهم يعلقون لوحة فوسفورية كُتِبَ فيها لفظ الجلالة: (الله) يضيئ ليلًا.



وقال الشيخ محمود عجم (سورية- تركيا):
ممَّا أعجبني:
كُتِبَ على جدار مقبرة:
(ليس باستطاعتك أنْ تأخذَ مالك معك لكن. .. باستطاعتك أن تجعله يسبقك).



وقال الشيخ حمد محمد صالح (الإمارت):
(عبارة مكتوبة في جامعة هارفارد تقول:
(ألمُ الدراسة لحظة وينتهي، لكنَّ إهمالها ألمٌ يستمرُّ مدى الحياة).

وقال قبلهم الشافعي:
(مَنْ لم يذق مرَّ التعلم ساعة تجرَّع ذلَّ الجهل طول حياتهِ).



وقال الشيخ محيي الدين حسين الإسنوي (مصر- الإمارات):
كنتُ أدرسُ في معهد إسنا الديني فرأيتُ على جدار المدخل:
العلمُ يرفع بيتًا لا عمادَ له ♦♦♦ والجهلُ يخفضُ بيتَ العز والكرمِ



وقال الشيخ محمد غسان عزقول (سورية):
كان مكتوبًا في مكتب الخطاط الشهير أحمد الباري:
(مجدُ التاجر في كيسه، ومجدُ العالم في كراريسه).
قلتُ: وهي من الكلم "النوابغ" للزمخشري.



وقال الأخ الدكتور وليد بن فائق الحسيني السامرائي (العراق- تركيا):
هذه تتمة لموضوعكم في اللوحات المعلقة في غرف العلماء وغيرهم..
رأيتُ في غرفة سيدي الشيخ أيوب الخطيب رحمه الله في بيته لوحة مكتوبًا فيها: (ياحي يا قيوم) وهي قطعة من ستارة الكعبة المشرفة أهداها إليه أحد أمراء آل سعود.
و(الحي القيوم) هو اﻻسم اﻷعظم عند اﻹمام النووي رحمه الله.

عند غير المشايخ:
رأيتُ في صيدلية في مكة المكرمة لوحة مكتوبًا فيها:
(إنْ لم توقن أنَّ الله هو الشافي فلا ينفعك دواء).
فأعجبتني لما فيها من حُسن توكلٍ مع التجرُّد عن نسبة الفضل لبضاعتهم.

وفي المكتبة السلطانية قرب جامع السلطان أحمد عُلِّقت لوحة مكتوب فيها:
(فيها كتب قيمة).


وفي مطار صنعاء رأيتُ لوحة كتب فيها:
(تعاملْ بلينٍ فأهل اليمن أرقُّ أفئدة وألين قلوبًا).

ومن طرف تجار سامراء:
مِنْ لطائف مَنْ آذاهم الدَّيْنُ أنَّ رجلًا في شارع البنك في سامراء كتب لوحة في مقدمة محل عمله:
(الدَّيْن سببٌ رئيسيٌّ ﻷمراض القلب، وسرطان الرئة والشرايين، ننصحُك باﻻمتناع عنه).
ولطيفتها أنَّ هذه الكلمة تكتب على علب السكائر، لكنه أبدل كلمة (التدخين) بكلمة (الدين).
وللمفارقة فإنه حذف التاء والخاء فقط من اﻷصل فحصل مقصودُه.


وأكثر أهل محلات البيع في سامراء كتب فيها: (ﻻ دين وﻻ بَعْدين) أي (ﻻ نبيع بالدَّين اليومَ وﻻ ﻻحقًا).

وكان رجلٌ يتضرَّرُ مِنْ كثرة وقوف اﻷصدقاء في محل بيعه مما يعيق سهولة البيع فكتب:
(صديقي العزيز، مكانُك في القلب وليس في هذا المحل).

وكَتب آخر لذات السبب ولكنْ بأسلوب أصرح وأقسى:
(يا واقفًا كنْ منحرِفْ
أدِّ سلامَك وانصرِفْ

هذا محلُّ معاشِنا
لا ينبغي لكَ أنْ تقفْ)
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 35.74 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.73%)]