عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-08-2022, 02:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي الزواج لإرضاء الأهل

الزواج لإرضاء الأهل
أ. فيصل العشاري

السؤال:

ملخص السؤال:
شاب عقد على فتاة، لكن الفتاة لا تُحبه، ولم تتأقلم معه، وهو مترددٌ بين إكمال الحياة أو الطلاق، والفتاة تريد الطلاق.

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ عاقد منذ عام على فتاةٍ في عمر 16 عامًا، ولم أدخلْ بزوجتي إلى الآن، وأهلُ زوجتي على خُلُق ودينٍ، ويحبونني جدًّا، إلا أن زوجتي لا تحبني ولا تكرهني، وترفض فكرة البناء، ولا تتقرب مني كزوجةٍ، وترفُض حتى أن ألمسها، وإذا حاولتُ ذلك تكون مكتئبةً، وتظهر علامات الحزن على وجهها، حاولتُ كثيرًا أن أقنعها، وحاولتُ التقرب منها، وكثيرًا ما قدمتُ لها الهدايا، لكن للأسف لم يتحسن الحال!


لا أجد بيننا ألفة، وأنا كذلك لا أحبها ولا أكرهها، لكن أحب أهلها، وهي فتاة طيبةٌ وحسنة الخُلُق.


الفتاة الآن تطلُب الطلاق لعدم قدرتها على التأقلم على الوضع، وتقول: لا أستطيع أن أعطيك حقوقك الزوجة.


المشكلة الآن أن الطلاق إذا وقع فسيكون له بالغُ الأثر على أمها، وقد تتدهور حالتها الصحيَّة.


أفيدوني في وضعي، وجزاكم الله خيرًا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ عاقد منذ عام على فتاةٍ في عمر 16 عامًا، ولم أدخلْ بزوجتي إلى الآن، وأهلُ زوجتي على خُلُق ودينٍ، ويحبونني جدًّا، إلا أن زوجتي لا تحبني ولا تكرهني، وترفض فكرة البناء، ولا تتقرب مني كزوجةٍ، وترفُض حتى أن ألمسها، وإذا حاولتُ ذلك تكون مكتئبةً، وتظهر علامات الحزن على وجهها، حاولتُ كثيرًا أن أقنعها، وحاولتُ التقرب منها، وكثيرًا ما قدمتُ لها الهدايا، لكن للأسف لم يتحسن الحال!
لا أجد بيننا ألفة، وأنا كذلك لا أحبها ولا أكرهها، لكن أحب أهلها، وهي فتاة طيبةٌ وحسنة الخُلُق.
الفتاة الآن تطلُب الطلاق لعدم قدرتها على التأقلم على الوضع، وتقول: لا أستطيع أن أعطيك حقوقك الزوجة.
المشكلة الآن أن الطلاق إذا وقع فسيكون له بالغُ الأثر على أمها، وقد تتدهور حالتها الصحيَّة.
أفيدوني في وضعي، وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا.

زواجُك أشبه ما يكون بـ(الزواج العائليأي: الزواج مِن أجْل إرضاء العائلة، ومثل هذا النوع من الزواج لا يُكْتَب له البقاء غالبًا.

ما فهمناه منك أنك ما زلتَ عاقدًا، ولم تَبْنِ بها (حفل الزفاف)، وهذا يعني أنك أصبحتَ زوجًا شرعيًّا لها، لكن مسألة الدخول محكومة بالعرف طبعًا، وهو أن يكونَ بعد (حفل الزفاف)، وليس قبله.

أنت بين خيارين:
إما أن يتضح لك تفسير هذا الرفض منها، وبناءً عليه يتضح لك إمكان معالجته أم لا، فإن أمكن العلاج فعندها يمكن أن تمضيَ في مشروع إكمال الزواج.

وإما ألا يتضح لك، فهنا يكون الترْكُ لها أقرب مِن المُضِيِّ في علاقةٍ فاترةٍ مِن بدايتها، فأنت (لا تحبها ولا تكرهها)، وهي كذلك!

في ظني أن عامل السن ربما لَعِبَ دورًا مهمًّا هنا، فسن 16 عامًا يعتبر صغيرًا بمقياس هذا الزمان، لا سيما أن بعض الفتيات لا يكون الزواج في بالها، ولا ترغب به، ولا تهتم بأيٍّ مِن طُقوسه، ومثل هذه النوعية قد تصلح لاحقًا وتحب الزواج، وقد لا تصلح؛ فالأمر ليس مستقرًّا من هذه الناحية.

وثمة سببٌ آخر محتملٌ، هو أن يكون لديها معلومات سيئةٌ عن الزواج، أو يكون عندها رهاب أو خوف من (ليلة الدخلة)، كما يحصُل لدى بعض الفتيات، وهذا الأمرُ يتم استطلاعه منها بطريقةٍ غير مباشرة عبر أخواتها أو أمها على سبيل المثال، هذا السبب يمكن علاجه عبر مختصٍّ نفسيٍّ.

وثمة سبب ثالث، وهو أنها لا ترغب فيك بصفةٍ شخصيةٍ، وربما تم إجبارها عليك مِن قِبَل أهلها، لا سيما وأنهم يحبونك، ويرغبون فيك لابنتهم.

هذا السببُ لا يمكن علاجه إلا بصُعوبةٍ بالغةٍ؛ لأنه يتعلَّق بأصل قناعتِها فيك كشخصٍ وزوجٍ، لأجْل هذا السبب يترجح تركها، والبحث عن غيرها.

نعم قد تُحبط الأم، لكن هذا خير من أن تحبطَ بشكل مضاعف بعد طلاق ابنتها لاحقًا!

عمومًا، نحن قدمنا لك بعض الاحتمالات، وعليك إحسان التشخيص، ثم أخْذ القرار المناسب على ضوء ذلك.

ولا تنسَ الاستخارة، فما خاب مَن استخار، ولا نَدِم مَن استشار
وفَّقك الله لما يُحِبُّ ويرضى


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.26 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]