عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 06-08-2022, 11:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,566
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أخطاء دائرة المعارف الإسلامية

أخطاء دائرة المعارف الإسلامية – الاعداد (2-5)
عمر الطيبي



افتتح العدد الثاني من المجلد الأول من دائرة المعارف الإسلامية بترجمة أبكاريوس الأرمني الذي عاش في بيروت ومات على مسيحيته، وقد نقدنا هذا في ترجمة إبراهيم - عليه السلام - نجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي استدركناها على الدائرة وبالنظر؛ لأن الأعداد 2 و3 و4 ومعظم العدد الخامس، تضمنت تراجم الذين اشتَهروا (بالأبناء) (ابن فلان)، فإنا نجمل الكلام على هذه الأعداد باقتضاب، ونستدرك ما نستدركه بعد ذلك، وليس من شك أن الباحث الذي يهمه أن يقف على حقيقة تراجم علماء الإسلام، لا يكتفي بما سطرته الدائرة على كل حال، ولا بد له من الرجوع إلى المصادر التي نقلت عنها الدائرة وإلى غيرها أيضًا، أما من يلقي الكلام على عواهنه، فلا يقام لما يكتبه وزن.

ابن ابن أفن، والأخيرة بثلاثة نقط، لغة عند عرب الأندلس؛ كذا تقول الدائرة في الصحيفة 66 عدد 2، وقد ذكرت الدائرة تحت هذه المادة أسماء بعض كبار المسلمين المشتهرين بالبنوة عند الإفرنج كافسنا[1]، التي يطلقونها على ابن سينا، وأفروس على ابن رشد... إلخ، وأهملت البحث عن (الابن) على إطلاقه، في حين أن لفظة ابن وردت في القرآن الكريم؛ كقوله تعالى في قصة نوح بسورة هود: ﴿ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ﴾ [هود: 42].

ثم قال الابن: ﴿ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ﴾ [هود: 43]... إلخ، وجاء بعد آيات ﴿ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴾ [هود: 45]، وقال - الله سبحانه وتعالى -: ﴿ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ﴾ [هود: 46]...إلخ، وفي أول قصة يوسف: ﴿ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ ﴾ [يوسف: 4]، و﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ ﴾ [يوسف: 5]، ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ﴾ [يوسف: 11].

وجاء في أول سورة القصص حكاية عن فرعون: ﴿ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ﴾ [القصص: 4]..إلخ، وفي سورة المؤمنون حكاية عن سيدنا عيسى - عليه السلام -: ﴿ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ﴾ [المؤمنون: 50].

كما وردت آيات تتضمَّن توصية الأبناء بالآباء، وفي سورة النساء في الآيات المتعلقة بالنكاح والمحرمات، النص على تحريم حلائل الأبناء؛ ﴿ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ ﴾ [النساء: 23]، وفيها: ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ﴾ [النساء: 157]..إلخ، وجاء في آخر السورة نفسها في حكم الكلالة: ﴿ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ ﴾ [النساء: 176]..إلخ.

وللابن حالات خاصة تتعلق بما يترتب عليه نحو والديه، وبما يصيبه من الميراث منهما، أو من أحدهما؛ منها: أنه من أصحاب فريضة النصف، وقد كان من اللازم أن تستوفي واجبات الولد وما فرض، ولكن الدائرة لم تفعل ونحن مقيدون بالاختصار والتنبيه.

الأبناء - جاء في البحث عنهم عشائر الأبناء ص66: سعد بن منات، وصوابه: مناة بالتاء المربوطة.

ابن أبي الدنيا - جاء في ترجمته ص72، اسم كتاب تفريج المحج بتلويح الفرج، وصوابه المهج طبعًا.

ابن أبي الرجال - ترجمت الدائرة في ص 75 لأحمد بن صالح (1029 - 1092) من علماء اليمن، ونسيت ابن حفيده، ويُدعى أحمد بن صالح بن محمد بن أحمد ابن أبي الرجال (1140 - 1191)، وهذا صاحب مؤلفات أيضًا؛ منها: حواش على شرح الغاية، وعلى الكشاف، وقد كان للذي أهملته الدائرة منزلة مشير للإمام الزيدي العباس بن الحسين الملقب بالمهدي.

وابن أبي الرجال لقب كثير من العلماء كلهم تحدَّروا من عائلة واحدة، وهم في الأصل من ذرية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضوان الله عليه - وممن اشتَهر منهم في القرن الثامن للهجرة وأهملته الدائرة محمد بن سليمان، توفي في صعدة عام 730 بعد أن درس في اليمن وفي مكة، وكان يعد من الأولياء، ويُلقَّب بأويس زمانه، وموسى بن سليمان رحل عام 715 إلى ينبع وأسمع هناك، ومن متأخريهم محمد بن صالح بن محمد (1146 - 1224)، وهو شاعر كان يدعوه إمام اليمن المنصور بالله لمجالسته.

أما جدهم الذي عُرِف بأبي الرجال، فهو الحسن بن سرح بن يحيى بن عبدالرحمن بن عبدالله بن عمر بن الخطاب، ونستطرد هذا الاستطراد؛ لنقول: إن ابن أبي الرجال أبا الحسن على المنجم العربي المغربي الذي ترجمت له الدائرة في الصحيفة 74 - لا يمت إلى هؤلاء بصلة.

وقد جاء في تعريف كتاب معجم تراجم الزيدية الذي تكلمت عنه الدائرة في ترجمة ابن أبي الرجال اليماني في أول ص76، أن زيد بن علي توفي عام 121 هجرية، والحقيقة أن زيد قُتِل قتلاً، ولم يمت حتف أنفه.

ابن أبي رندقة الطرطوشي - ص77: جاء في شذرات الذهب أنه يعرف بابن أبي زيد أيضًا، وأنه توفي عام 520 هجرية، وقد نقلت الدائرة روايات أخرى في وفاته منها، أنه مات عام 525، وقد ترجمت الدائرة في الصحيفة 80 لابن أبي زيد القيرواني وهو غير الطرطوشي.

ابن أبي العوجاء - عبدالكريم ص81: هو خال معن بن صاعدة المعروف، "وصوابه زائدة، ولا نعرف رجلاً اشتَهر في التاريخ بمعن بن صاعدة، "كان يبطن المانوية"، يفهم من كلام ابن النديم عنه أنه كان مشتهرًا بأنه من رؤساء المانوية في دولة بني العباس، وأنه من الرؤساء الذين لهم كتب مصنفة في نصرة الاثنين، ومذاهب أهلها، وقد نقضوا كتبًا كثيرة، صنَّفها المتكلمون في ذلك، وتقول الدائرة: إن الخلفية عزل محمد بن سليمان؛ لأنه قتل ابن أبي العوجاء دون أن يأخذ رأيه، وكان أول مصدر أشارت إليه في نقلها ترجمة الرجل الطبري، وفي تاريخ الطبري لا يوجد ما يفيد القطع بعزل محمد بن سليمان على إثر قتله، وفيه رواية أن الخليفة المنصور أمر بعزله لقتل الرجل، وبعد أن كتب بعزله، وسكن غضبه، قال له عيسى بن علي: يا أمير المؤمنين، إن محمدًا إنما قتل هذا الرجل على الزندقة، فإن كان قتله صوابًا فهو لك، وإن كان خطأً فهو على محمد، والله يا أمير المؤمنين، لئن عزلته على ما صنع، ليذهبن بالثناء والذكر، ولترجعن القالة من العامة عليك، فأمر بالكتب فمُزِّقت، وأقره على عمله.

وحكى الطبري بعد هذه الرواية روايةً أخرى تفيد أن محمد بن سليمان بن علي عزل عن الكوفة لأمور قبيحة بلغت المنصور عنه.

وقالت الدائرة: "قيل: إنه فاخر بأنه قد انتحل أربعة آلاف حديث مناقضة لأوامر الشريعة الإسلامية؛ مثال ذلك: ما نسبه إلى جعفر الصادق عن حساب بدء الصيام في رمضان"، وقد روى الطبري أنه فاخر بالوضع لما علم أنه مقتول لا محالة.

وإذا صح أنه نسب إلى جعفر الصادق حسابًا من أجل ثبوت الأهلة في المواسم الشرعية، فهذا الوضع لا يعد من باب وضع الأحاديث، وليس الحساب الذي ينسب إلى جعفر الصادق هو الذي يسير عليه الجعفريون في سوريا، بل هم يتثبتون الهلال أكثر مما يتثبت أهل السنة، فلا يقبلون شهادة أمي لا يُحسن الشهادة عن الهلال، وعن تعريفه ويتحراه أفاضلهم وعلماؤهم، فإذا رأوه في أي بلد من بلاد الساحل، أبرقوا إلى إخوانهم الآخرين يعلمونهم به، فيصومون ويفطرون، وما سمعنا أنهم صاموا على حساب غير هذا.

ابن الأثير ص82 – 84: ترجمت الدائرة للإخوة الثلاثة المعروفين، في حين أن من جملة من اشتَهر بابن الأثير مجد الدين محمد بن الأثير من وزراء بغداد في عهد المغول، قتل عام 685 ودُفنت جثته في بغداد في التربة التي أنشأها في مدرسته.

ابن إسحاق - صاحب السيرة ص88: تكلمت الدائرة عن اصطدامه بأهل الحديث، وبالأخص مالك بن أنس، وقالت: إنه ثبت في الحديث، ونزيد أن الأكثرين وثَّقوه رغم أن ابن النديم ضعفه، وقالوا: إنه كان بحرًا من بحور العلم، نسَّابة.

ولم يخرج له البخاري شيئًا، ولكن مسلم خرج له حديثًا واحدًا، وسبب اصطدامه مع الإمام مالك أنه قال: هاتوا حديث مالك، فأنا طبيب بعلله، فحمل عليه مالك حملة نكراء، ولم يكن سبب الحملة ما ألفه ابن إسحاق، وقد قدَّمه أبو بكر الخطيب على غيره من التابعين في الترجمة؛ لأنه أكبر أهل بغداد والواردين إليها سنًّا، وأعلاهم إسنادًا، وأقدمهم موتًا، وقال: إنه رمي بالقدر لا بالتشيُّع، كما قالت الدائرة: وإنه كان أشد التابعين كلامًا في مالك بن أنس، فكان يقول ائتوني ببعض كتبه؛ حتى أُبين عيوبه، أنا بيطار كتبه، ومن هنا يفهم أن الحسد سبب الخلاف بينه وبين مالك، وقد جر إلى طعن كل منهما بالآخر.

وتقول الدائرة نقلاً عن ابن النديم: إنه يظهر أنه دوَّن السيرة في كتابين: أولهما مبتدأ الخلق..إلخ، ويقول أبو بكر الخطيب: إن الخليفة المهدي أمره أن يدوِّن لابنه كتابًا منذ خلق الله آدم - عليه السلام - إلى يومه، فصنف كتابه، فقال له: قد طولته يا ابن إسحاق، اذهب فاختصره، وألقى الكتاب الكبير في خزانة أمير المؤمنين، وسلَّم كتابه إلى سلمة بن الفضل، فكانت رواية سلمة تفضل رواية غيره ممن ذكرهم ابن النديم من رواته، وقد أهمل ابن النديم رواية سلمة عنه.

وقد طبع في بغداد (عام 1346هـ/ 1928م) جزء في 191 صحيفة متوسطة طبعته المكتبة الوطنية لصاحبها السيد عبدالحميد زاهد طبعة ثانية، وصححه السيد سلمان الصفواني صاحب جريدة المعارف، واسمه: "تاريخ الحروب العربية، أو حرب البسوس"، ونسب لمحمد بن إسحاق دون أن تعرف النسخة التي اعتمد عليها في تصحيح الكتاب، وفي صحة نسبه لابن إسحاق، ووعدت المكتبة بإصدار جزء ثان من الكتاب يتضمَّن حروب بني شيبان مع كسرى أنوشروان في شأن الحرقة ابنة النعمان بن المنذر ملك العرب، ولا ندري أصدر الجزء الثاني أم لا، ونحن في حاجة لمن يميط لنا اللثام عن حقيقة نسبة الجزء الأول الذي بين أيدينا، وما إذا كان مصدره كتاب المغازي لابن إسحاق.

ابن بقية - ناصر الدين الدولة أبو طاهر ص101: (ولد في وانا)، لا نذكر بلدًا باسم وانا، ولعلها وان، وهذا أقرب للصحة.

ابن تيمية - تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم..إلخ: رمته الدائرة بالتشيُّع لمذهب التجسيم في الصحيفة 112، ونقلت عن ابن بطوطة أنه قال: "إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا"، ثم نـزل درجة من درج المنبر، والقصة وإن يكن رواها ابن بطوطة، غير أن فيها نظرًا، وخصوم ابن تيمية رموه بكل فِرية، وقد ظهر من آثاره القيمة براءته مما رموه به.

ولابن تيمية أخوان كان يجدر بالدائرة الإشارة إليهما: عبدالرحمن (663 – 747) حُبس نفسه مع أخيه تقي الدين إيثارًا لخدمته، وعبدالله (666- 727) مات وأخواه في السجن، وقد صَلَّيا عليه وهما في السجن؛ لأن نعشه حمل إلى القلعة، وكانا يسمعان التكبير، والغريب أن صاحب شذرات الذهب - وهو حنبلي يتعصب للحنابلة - قال: إنه كان من الأولياء له كرامات، في حين أن أخاه تقي الدين كان ينكر كرامات الأولياء.

وممن اشتَهر باسم ابن تيمية شرف الدين أبو البركات عبدالأحد بن أبي القاسم بن عبدالغني بن خطيب حران فخر الدين ابن تيمية التاجر، توفي بدمشق عام 712 عن 82 سنة.

ووالد تقي الدين هو شهاب الدين عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله ابن تيمية، كان خطيب حران وحاكمها بعد والده، وقد هبط دمشق 667، وتولى دار الحديث السكرية، وخلفه ولده تقي الدين، وقد توفي 681 وله تعاليق وفوائد ومصنف.

وممن اشتَهر بهذه الكنية عبدالحليم بن محمد بن أبي القسم الخضري محمد بن تيمية (573 – 603)، وتوفي في حران، وله كتاب سماه الذخيرة، ولوالده كتاب أسماه الترغيب.

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الأولى 1354هـ

[1] بثلاث نقط على الفاء.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.52 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]