عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 25-08-2022, 09:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أقسام السلوك الأخلاقي ومراتبه

أقسام السلوك الأخلاقي ومراتبه


د. أحمد الخاني



أقسام الأخلاق باعتبار علاقاتها:


تقسم إلى أربعة أقسام[5]:
1- ما يتعلق بوجوه الصلة القائمة بين الإنسان وخالقه.
والفضيلة الخلقية في حدود هذا القسم تفرض على الإنسان أنواعاً كثيرة من السلوك الأخلاقي، منها الإيمان بالله لأنه حق، والاعتراف بكمال الصفات والأفعال، وشكره على نعمه التي لا تحصى، وطاعته في أوامره ونواهيه، فطل هذه الأنواع من السلوك تدعو إلى الفضيلة الخلقية.

أما دواعي الكفر بالخالق بعد وضوح الأدلة على وجوده فهي حتماً دواع تستند إلى مجموعة من رذائل الأخلاق منها الكبر، وجحود الحق، وقد نبه القرآن على رذيلة خلق الكبر الدافعة إلى إنكار الآخرة وعدم الإيمان بها.

2- ما يتعلق بوجوه الصلة بين الإنسان والآخرين.
وصور السلوك الأخلاقي الحميد في حدود هذا القسم معروفة وظاهرة منها الصدق والأمانة والعفة والعدل، وهكذا إلى آخر جدول فضائل الأخلاق التي يتعدى نفعها إلى الآخرين من الناس.

3- ما يتعلق بوجوه الصلة بين الإنسان ونفسه.
وصور السلوك الأخلاقي الحميد في حدود هذا القسم كثيرة منها؛ الصبر على المصائب، ومنها الأناة في الأمور والإتقان في العمل، وكل ذلك يدخل في حين إدارة الإنسان لنفسه.

4- ما يتعلق بوجوه الصلة بين الإنسان والبيئة غير العاقلة.
كالرحمة بالحيوان، والرفق في معاملتها وتأدية حقوقها الواجبة.

أما ظلمها والقسوة عليها وحرمانها من حقوقها فهي من قبائح الأخلاق وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر: ((عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعاً فدخلت النار، لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)).

ولا بد من ملاحظة أن كثيراً من الأخلاق لها عدد من الارتباطات والتعلقات، ولذلك فهي تدخل في عدد من هذه الأقسام في وقت واحد، إذ قد تكون لفائدة الإنسان نفسه، وتكون مع ذلك لفائدة الآخرين ن وهي أيضاً محققة لمرضاة الله تعالى).


مراتب السلوك الأخلاقي:
تتفاوت مراتب السلوك الأخلاقي بحسب متعلقاته
الأول: من كان سلوكه عند أمر الله ونهيه:
فإن هذا السلوك ينبع من أخلاقيات عليا، لأنها تتصل بالملأ الأعلى، وهذا أعلى المقامات وأشرف المراتب.

والثاني: ومن السلوك الأخلاقي ما ينبع من الفلسفة العقلية:
وهذه مرتبة دون المرتبة الأولى، لأنها لا تستند إلى وحي الله وإرادته والنظر إلى الآجلة من النواب أو العقاب.

والثالث: السلوك المادي:
وهذا السلوك لا يرجو الخير إلا لنفس صاحبه، فهو أناني يستفيد ولا يفيد وهذا أحط مراتب السلوك الأخلاقي في النفس البشرية.

أجناس الفضائل وأنواعها.
أجناس الرذائل وأنواعها.
أجناس الفضائل:
1- الفضائل متعددة وأعلاها ما يتعلق بالله سبحانه وتعالى كتوحيده ذاتاً وصفاتٍ وأفعالاً، وتنزيهه تعالى؛ أنه واجب الوجود، واجب له كل كما في ومتنزه عن كل نقصان.

2- فضيلة الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به من عند الله تعالى، والإيمان بالرسل السابقة، وأنهم جاؤوا لهداية البشرية، ودينهم جميعاً الإسلام كما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19] وقوله تعالى ﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا ﴾ [آل عمران: 67].

3- فضيلة حب الخير والدلالة عليه والدعوة إليه.

4- فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذه الفضيلة هي التي جعلت أمتنا الإسلامية أمة خيرية قال الله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].

أنواعها:
أما أنواعها فمتعددة أيضاً ومنها:
1- فنوع متعلق بالعقيدة الصحيحة الخالية من الشركيات والبدع والشوائب.

2- ومنها ما يتعلق بالسلوك الإسلامي المنطلق من مكارم الأخلاق والتحلي بها وترجمتها إلى واقع عملي في الحياة في التفاعل مع المجتمع الإنساني.

3- ومنها ما يتعلق بالرحمة الشاملة للنوع الإنساني وغيره، كالرأفة بالحيوان وتنمية النبات كزراعة الشجر المثمر لينتفع منه البشر والطير.

قال صلى الله عليه وسلم: ((في كل كبد رطبة أجر)).

4- ومنها فعل الخير للآخرين، كالصدقة الجارية والوقف، وحفر الآبار وبناء المستشفيات الوقفية والمدارس لتحفيظ القرآن الكريم وكفالة اليتيم ودفع الفاقة عن الفقراء بإنشاء مصنع يتطلب اليد العاملة عن العمل.

أجناس الرذائل وأنواعها:
أجناس الرذائل:
وفي المقابل؛ فإن كل إيجاب يقابله سلب؛ فالكرم: يقابله البخل. والإيثار: يقابله الشح والشجاعة: يقابلها الجبن. ومن ثم فإن لكل مأثرة نقيضاً. ومن هذه الرذائل:
1- رذيلة التمرد على الله بعباده غيره أو الإلحاد في وجوده، كالعقيدة الشيوعية الإلحادية.

2- والرذيلة الثانية هي الفسق، وذلك بالخروج عن تعليمات الله تعالى وعدم الالتزام بأوامره ونواهيه.

3- ومن الرذائل، الولاء للكفار في أي شكل من أشكال الولاء، ولو بالإعجاب بهم وبزيهم وبأخلاقهم ووسائل ترفيههم كالرقص والغناء والفجور، وتحبيذ طريقة حياتهم ومعيشتهم، كالاختلاط والتحرر من الحشمة بالنسبة للنساء، والموضات الفاضحة في الملابس والخلاعة في التصرفات.

4- ومن الرذائل عدم احترام العلماء وأهل الفضل.

أنواعها:
ومن أنواع الرذائل:
1- نوع نفسي روحاني، كأن يحتقر الإنسان كل ما هو دين، أو ينفر منه، فهذا دليل على ضعف العقيدة في نفس صاحبها، وضعف الوازع والضمير الأخلاقي، فهو يرتاح للبشر وينزعج من الخير.

2- نوع خارجي سلوكي: إذ إن صاحبه يكسل ويصيبه الفتور والملل إذا دعي إلى الصلاة أو إلى فعل الخير، فيميل إلى تحبيذ المنكر والنفور من المعروف وهو الأمر الفاضل.

3- ومن أنواع الرذائل حب الشر للآخرين، فإذا نال بعضهم الخير، حسده على هذا الخير، وإذا نالته نائلة أو نزلت به نازلة فإنه يسر بذلك.

4- ومن أنواع الرذائل أن بعض الناس يحسنون معاملة أهليهم، يقدمون بر الصديق على بر الوالدين، أو يقدمون الزوجة على بر الأم...



وخلاصة الموضوع أن الإسلام يرشد الإنسان إلى الخير ويهدي إليه، ويمنعه عن الشر، والإنسان يحاسب على فعله.

المصدر: كتاب "الأخلاق الإسلامية وأهميتها للحياة الإنسانية"


[1] مختار الصحاح للرازي مادة سلك ط دار الإيمان.

[2] الأخلاق في الإسلام د. إيمان ص 41.
[3] الثقافة الإسلامية للحبنكه والغزالي ص 181.

[4] الثقافة الإسلامية للشيخ عبد الرحمن حبنكة ومحمد الغزالي ص182. ط11430 هـ.

[5] المصدر السابق ص 201.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.07 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.77%)]