عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-08-2022, 09:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي أقسام السلوك الأخلاقي ومراتبه

أقسام السلوك الأخلاقي ومراتبه


د. أحمد الخاني






السلوك: لغة: (سلك الطريق: إذا ذهب فيه)[1].

واصطلاحاً:
هو أعمال الإنسان الإرادية المتجهة نحو غاية معينة مقصودة تهدف إلى تحقيق مطالب جسدية أو نفسية أو روحية أو فكرية.

والسلوك: سيرة الإنسان واتجاهه، يقال: حسن السلوك أو سيء السلوك.

أما الخلق:
فهو حالة في النفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر من غير حاجة إلى فكر وروية.

فالعلاقة بين السلوك والخلق هي علاقة الدال بالمدلول أو الأثر بالمؤثر.

والسلوك عمل إرادي كقول الصدق والكذب، والكرم والبخل ونحو ذلك.

والسلوك نوعان:
الأول: خلقي، والثاني: إرادي.

السلوك الخلقي:
وهو ما كان نابعاً عن صفة نفسية، قابلاً للمدح أو الذم كإعطاء الفقير، والإنفاق في وجوه الخير، حال كونه نابعاً عن جود وكرم، وكذلك الإقدام دفاعاً عن الحق وإزهاقاً للباطل حال لكونه نابعاً عن شجاعة، فهذه صفات حميدة لأنها من فضائل الأخلاق، فآثارها تابعة لها في الحكم عليها بأنها حميدة، وكالإمساك والتقتير والبخل والشح، والفرار من ساحة الجهاد، فهذه صفات ذميمة.

روى ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لا يحقرن أحدكم نفسه) قالوا: يا رسول الله، وكيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: يرى أن عليه مقالاً ثم لا يقول فيه، فيقول: خشيت الناس. فيقول الله فإياي كنت أحق أن تخشى)[2].

(ونستطيع أن نقيس مستوى الخلق النفسي، عن طريق قياس آثاره في السلوك، فالصفة الخلقية المستقرة في النفس إذا كانت حميدة كانت آثارها حميدة، وإذا كانت ذميمة كانت آثارها ذميمة، وعلى مقدار الخلق في النفس تكون في العادة آثاره في السلوك.

وليست كل الصفات المستقرة في النفس من قبيل الأخلاق بل منها غرائز ودوافع لا صلة لها بالخلق، فالذي يفصل الأخلاق ويميزها عن جنس هذه الصفات بكون آثارها في السلوك قابلة للحمد أو للذم، وبذلك يتميز الخلق عن الغريزة ذات المطالب المكافئة لحاجات الإنسان الفطرية.

وهذه الغريزة ليست مما يحمد الإنسان أو يذم عليه.

فالأكل عند الجوع بدافع الغريزة ليس مما يحمد أو يذم في باب السلوك الخلقي، ولكن قد تتحول الغريزة إلى سلوك خلقي يحمد أو يذم، كالشره الزائد عن حاجات الغريزة العضوية أمر مذموم، لأنه أثر لخلق في النفس مذموم وهو الطمع المفرط، وعكس ذلك القناعة فهي أثر لخلق في النفس محمود.

وهكذا سائر الغرائز والدوافع النفسية التي لا تدخل في باب الأخلاق، إنما يميزها عن الأخلاق كون آثارها في السلوك أموراً طبيعية ليست مما تحمد إرادة الإنسان عليه أو تذم)[3].


اتجاهات السلوك الأخلاقي:
إن الإسلام قد عني بالإنسان جسماً وروحاً ظاهراً وباطناً، وفي دراساتنا عن الأخلاق في كل اتجاهاته.

فالاتجاه المادي في الأخلاق، يهتم بالسلوك الذي يحقق منافع مادية، ينبغي استخدامها بالطريقة التي تحقق اللذة أو السعادة حسب وجهة نظر الفرد في فهمها.

ومجاله: الطبيعة المادية.

والاتجاه الروحي يهتم بالسلوك الذي يحقق مكاسب معنوية، ويطهر النفس من النوازع الشريرة.

ومجاله الجانب النفسي والروحي في الطبيعة الإنسانية.

والاتجاه العقلي يهتم بالسلوك الذي يحقق مكاسب عقلية من كشف الحقائق وتنظيم السلوك والحياة وفقاً لهذه الحقائق.

ومجاله الحقائق كما تتراءى للعقل.

النوع الثاني من أنواع السلوك.
السلوك الإرادي:
السلوك الإرادي السوي، هو فعل المباح أو تركه.

وله صور عديدة منها:
1- مادي: كالأكل والشرب والزواج والنوم وجميع متطلبات الجسد العضوية.
2- عقلي: كالدراسة والأنشطة العقلية، العلمية والأدبية، والمشاركات في الحوار والنقاش،والإبداع في الفنون والآداب..
3- ومنها ما هو اجتماعي: وهذا يقتضي مراعاة الأعراف والتقاليد السائدة في المجتمع، والالتزام بها وعدم الخروج عليها، وكل مجتمع له أعرافه وتقاليده، فبعض المجتمعات يلبس فيها الرجل التنورة، وهي من ملابس النساء، وليست من ملابس الرجال، فإذا خرج إنسان عن العرف عد شاذاً في هذا السلوك، ومن العرف الاجتماعي أن يأخذ الرجل في زينته عند لقاء الناس، فمن لقي ضيوفه وهو ثائر الشعر مثلاً غير مرجل أو مسرَّح فهذا خروج عن السلوك السوي.
4- ومنها طاعة أولي الأمر في غير معصية، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
5- ومنها طلاقة الوجه والبشاشة، مما يضفي جو المحبة والوئام بين الناس.
6- ومنها عدم اللجاجة في الحوار حتى يخرج إلى الجدل، فرجل يقدم محاضرة عن أدب الجدل، ثم يرمي محاوره بألفاظ بذيئة.

وهذا الموضوع متشعب ،جداً قد لا يحصيه حصر.

ومنهم من قسم السلوك الإرادي للإنسان إلى أقسام[4]:
1- منه ما هو أثر من آثار خلق في النفس محمودة أو مذمومة، كالعطاء عن جود أو إمساك عن شح...
2- ومنه ما هو استجابة لغريزة من غرائز الجسد الفطرية كالأكل والشرب..
3- ومنه ما هو من قبيل الآداب الشخصية أو الاجتماعية، كآداب الطعام والشراب واللباس..
4- ومنه ما هو طاعة للأوامر والنواهي..
5- ومنه ما هو من قبيل التقاليد الاجتماعية كهيئة اللباس وترجيل الشعر والسلام بطريقة مخصوصة..




يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.23 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]